موريتانيا: المواجهة بين بيرام ونظام ولد الغزواني تنذر بصيف ساخن قادم

أنباء انفو- أكدت أحداث مطار انواكشوط، البارحة الأربعاء الخميس، أن موريتانيا مقبلة على صيف سياسي ساخن.
تصاعد حدة التوتر بين زعيم حركة “إيرا” والنائب البرلماني بيرام الداه أعبيد، ونظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، أشر إلى احتدام الصراع داخل أجنحة السلطة نفسها.
و أدلى بيرام بتصريحات نارية عقب استقباله بوحدات أمنية مدججة بالسلاح لدى وصوله مساء البارحة إلى مطار نواكشوط قادماً من داكار، معتبراً أن ما حدث يمثل “فضيحة أعظم من فضيحة صلاة العيد”، في إشارة منه إلى حالة التخبط والصراع بين أقطاب النظام، والتي وصلت إلى حد الإخفاق في تنظيم صلاة العيد.
بيرام رأى في هذا الاستقبال الأمني المكثف محاولة لترهيبه وإهانته، حيث قال إنه تفاجأ بوحدة من الحرس الرئاسي بأسلحة مشهرة، ومصادرة لمفاتيح سيارات أنصاره، واحتجازهم داخل المطار، وهو ما وصفه بأنه “مسرحية مفبركة” لا تليق بالدولة ولا بالدستور.
تصريحات بيرام وتعاطي السلطات معه في المطار تشير بوضوح إلى انكسار جناح داخل النظام كان يدفع نحو التهدئة والمصالحة مع الرجل، وهو الجناح الذي يمثله الوزير الأول المختار اجاي، ومدير ميناء نواكشوط الحالي المختار ولد اجاي، مقابل صعود جناح أكثر تشدداً يقوده وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين، الذي يبدو أنه صادق – بصمت أو علانية – على أسلوب التعامل المهين مع بيرام.
الرسالة السياسية خلف ما جرى لا تخفى على أحد: الجناح المتشدد داخل النظام يتجه إلى التصعيد، مما قد يجر البلاد إلى أزمات سياسية وأمنية أكبر مع شخصيات معارضة ذات حضور شعبي واسع كولد أعبيد. هذا التحول قد يعكس ضعفاً أو انقساماً داخل منظومة الحكم، في وقت يزداد فيه الحديث عن هشاشة التحالفات الداخلية التي أوصلت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم.
واختتم بيرام تصريحاته بتشبيه ما حدث له بما وصفه بـ”هلوسات” الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ملمّحاً إلى أن نفس السيناريو قد يتكرر مع غزواني، الذي “قد يسقطه قومه كما سقط سلفه”، بحسب تعبيره، مؤكداً أن من يستهدفونه اليوم قد يجدونه في صفهم غداً حين تنقلب عليهم الدوائر.