القضاء السنغالي فى حادثة روصو رفع رأس البلاد .. كيف استقبل نظيره الموريتاني الرسالة؟

أنباء انفو – جدل حقوقي أثاره تداول الإعلام السنغالي اليوم السبت5 يوليو2025 ل، تفاصيل حادث وفاة شاب بشكل غامض داخل محيط أمني بمدينة روصو السنغالية، على الحدود الجنوبية الغربية لموريتانيا،
الحادث، أثار تساؤلات واسعة بشأن ممارسات الأجهزة الأمنية على ضفتي الحدود.
ووفقًا لتحقيق استقصائي نشرته صحيفة ليبيراسيون السنغالية اليوم افإن الشاب تالا كيتا (18 عامًا) توفي فجر ذلك اليوم، بعيد توقيفه من قبل عناصر من الشرطة، في مداهمة غير قانونية جرت بمنزله في وقت متأخر من الليل، دون مذكرة توقيف أو أي إجراء قانوني رسمي.
وبحسب المصدر ذاته، نُقل تالا بسيارة لا تحمل لوحات إلى مركز الشرطة، قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة قرب المبنى، حيث ادعت عناصر الأمن في البداية أنه كان “في حالة سُكر”. لكن تشريح الجثة الأولي، الذي حاول تبرير الوفاة بـ”ورم كبدي”، لم يصمد أمام التحقيق القضائي، الذي خلص إلى أن التوقيف غير قانوني، وأن الشاب تعرض للإهمال والتخلي في حالة خطر.
القضاء السنغالي تحرك بسرعة لافتة، حيث أمر قاضي الغرفة الأولى في سانت لويس بإيداع ضابطي الشرطة عليون ثيام وسادهيبو بادجي، وسائق مدني يدعى عبدو نغونغ، الحبس الاحتياطي، على خلفية الاشتباه في سوء سلوك جنائي شمل التوقيف التعسفي وعدم تقديم المساعدة الطبية لشخص في حالة حرجة.
وتعيد هذه الحادثة إحياء النقاش حول سلوك الأجهزة الأمنية في المدن الحدودية المشتركة بين موريتانيا والسنغال، والتي لطالما وُصفت بأنها مناطق هشّة من حيث الرقابة والمساءلة، في ظل تسجيل حالات سابقة لانتهاكات طالت مواطنين من كلا البلدين، دون أن تجد طريقها إلى القضاء أو الإعلام.
في المقابل، تُظهر استجابة القضاء السنغالي في ملف تالا كيتا، نموذجًا نادرًا في استقلالية المؤسسات وفعالية المساءلة، ما يسلط الضوء على الفرق الواضح بين تعامل نواكشوط وداكار مع الملفات الحقوقية الحساسة، ويُحرج الجهات القضائية الموريتانية، التي تواجه انتقادات متكررة بشأن غياب الشفافية وضعف الاستجابة لانتهاكات موثقة، خصوصًا تلك التي تقع داخل أماكن التوقيف والاحتجاز.
حادث روصو يعيد طرح المطالب الحقوقية لتفعيل آليات رقابة عابرة للحدود، وضمان التنسيق القضائي والإعلامي لكشف التجاوزات، ووضع حد لممارسات الإفلات من العقاب، التي غالبًا ما تجد في الهامش الجغرافي غطاءً مؤقتًا للصمت… حتى تقع الكارثة التى لا يرغب أحد فى حدوثها.