من يحمي الفساد والمفسدين في بلادنا؟؟/ بقلم: عزيز ولد الصوفي
في كل يوم تطالعنا بعض الأخبار عن استشراء الفساد في بلادنا، ويأتينا الخبر اليقين بنهب المال العام، واقتطاع مبالغ طائلة من مختلف ميزانيات القطاعات الوزارية، وتكاثر الصناديق السوداء في مراكزنا الحيوية.
ففي مختلف أرجاء البلاد تم الإعلان مؤخرا، عن سرقة مقدرات الشعب الموريتاني، ونهب أمواله.. من انواذيبو شمالا، إلى روصو جنوبا إلى النعمة شرقا مرورا بمدينتي كيفة، ولعيون.
ورغم اعتقال بعض المتهمين بارتكاب تلك الجرائم من صغار الموظفين، إلا أن الرؤوس الكبيرة مازالت في مأمن من الملاحقة، تشيد القصور، وتبتاع الآلاف من رؤوس الماشية، وتقوم بتحويل سيارات الدولة ذات الطراز العالي والجيد، إلى ممتلكات خاصة.
ولأن العدالة في بلادنا عرجاء، والموازين فيها مختلة، يتم غض الطرف عن أولئك المفسدين، ممن يسرقون المليارات من أموال الدولة ويقرون بها علنا، في حين يتم اعتقال محاسب هنا أو هناك، و تطبل الدولة وتزمر حين تعتقل سارق هاتف نقال، أو قنينة غاز أو معزاة…
فلماذا لا يتم فتح تحقيق جدي في كل الادارات التي ظهر الفساد فيها، وإعلان لائحة بمن خولت لهم أنفسهم مد اليد للمال العام، ونهب ممتلكات الشعب.
وما هو السر وراء عدم استقالة أو إقالة أي وزير أو مدير بعد ظهور فضائح مالية كبيرة في قطاعاتهم؟
ومن الذي يحمي الفساد والمفسدين في بلادنا؟
ولماذا يتم تعيين بعض رموز الفساد في مناصب هامة، وعلى رأس مؤسسات تحظى بميزانيات كبيرة؟ ألا يتنافى ذلك مع شعار الحرب على الفساد والمفسدين؟
ثم أليس من الفساد المحض أن تمنح معظم الصفقات في البلاد، على أساس الزبونية والمحسوبية، والولاء السياسي، بعيدا عن معايير واضحة وشفافة؟
بقلم: عزيز ولد الصوفي