أخبارأخبار عاجلةإقتصاددوليعربيمقالات

رئيس موريتانيا فى واشنطن .. بين هواجس الترحيل وإغراءات الاستثمار

أنباء انفو- تنطلق اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 في واشنطن بدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب،قمة أفريقية مصغرة يحضرها رئيس موريتانيا محمد واد الشيخ الغزواني ، حاملا معه أسئلة مصيرية تتعلق بمصير آلاف من أبناء بلده المهاجرين ومستقبل العلاقات مع شريكٍ دولي لا يقدم شيئًا دون مقابل.

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يبدأ زيارته بلقاء رسمي في البيت الأبيض، يدرك أن مهمته تتجاوز حدود البروتوكول، فالمئات من الموريتانيين الذين عبروا أميركا اللاتينية في السنوات الأخيرة بحثًا عن ملاذ في الولايات المتحدة، يقيمون اليوم في ظل تهديد حقيقي بالترحيل، مع تصاعد سياسة “العودة القسرية” التي تنتهجها إدارة ترامب الجديدة.

الأخطر من ذلك، أن موريتانيا أُدرجت ضمن قائمة الدول الإفريقية التي تدرس واشنطن فرض قيود على منح تأشيرات لمواطنيها، في ظل اتهامات – غير معلنة رسميًا – بعدم التعاون الكامل في ملفات الهجرة وترحيل المخالفين. وفي هذه الأجواء المتوترة، يطرح السؤال نفسه: هل سينجح الغزواني في انتزاع شيء من ترامب؟ أم أن الأخير هو من سينتزع خيرات موريتانيا دون مقابل يُذكر؟

موقع موريتانيا، وثرواتها الهائلة غير المستغلة، من الغاز إلى المعادن النادرة، تجعلها هدفًا جاذبًا للولايات المتحدة، لا سيما في ظل تقاطعها مع ملفات أمنية حساسة كالإرهاب في الساحل والاتجار بالبشر عبر الحدود. وفي المقابل، تبحث نواكشوط عن شراكة تحمي مصالحها الوطنية، تحفظ كرامة أبنائها في الخارج، وتفتح الباب أمام استثمارات لا تشبه الصفقات الغامضة.

القمة التي تنطلق بحضور رؤساء أربع دول إفريقية أخرى، قد تتحول إلى محطة مفصلية في علاقة موريتانيا بواشنطن. فبين ملفات الهجرة والنفط والتنمية، يظل الميزان غير متكافئ، وتظل القدرة على التفاوض مرتبطة بمدى صلابة الموقف الوطني وحجم ما يمكن انتزاعه دبلوماسيًا قبل أن يُفرض كأمر واقع.

لا أحد يدري ما إذا كانت نتائج القمة ستُعلن فورًا، أم ستبقى طي الكتمان ضمن التزامات ثنائية غير معلنة. لكن المؤكد أن الغد سيكون اختبارًا للسيادة، كما هو اختبار للبراغماتية، والغد لناظره قريب.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button