أخبارأخبار عاجلةإقتصادعربيمقالات

تقرير استقصائي : محلات الشيشة فى موريتانيا.. خطر على الصحة ومشجع على الإدمان

أنباء انفو- رصد موقع “أنباء انفو” توسعًا متسارعًا لمحلات بيع وتقديم الشيشة،فى عدد من المدن الموريتانية الكبيرة ، خصوصًا انواكشوط وانواذيبو، في ظل غياب شبه تام لأي رقابة صحية أو تنظيم قانوني يضبط هذا النشاط الآخذ في الانتشار، حتى في الأحياء السكنية والأسواق والأماكن المفتوحة التي تعج بالمارة والعائلات والأطفال.

تحقيق استقصائي أعده موقع “أنباء انفو”، كشف تزايد هذه المحال بشكل غير مسبوق ، خلال السنوات القليلة الماضية، حيث لا تكتفي تلك المحال،  بتقديم الشيشة داخل المحلات المغلقة، بل يعمد بعضها إلى وضع أفران الشيشة على الأرصفة وفي الأماكن العامة، مما يؤدي إلى انبعاث الدخان في اتجاه الشوارع المحاذية. ويتعرض بذلك المارة، عن غير قصد، لاستنشاق الدخان بما يحمله من مخاطر صحية مباشرة، دون أي حماية قانونية أو رقابة بلدية.

مختصون تحدث معهم موقع “أنباء انفو”  أكدوا  أن دخان الشيشة يحتوي على مواد سامة وخطيرة مثل أول أكسيد الكربون والقطران،  وقد يتسبب  فى إصابة مستنشقيه بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، وقد يزيد من احتمالات الإصابة بسرطانات الرئة والفم والمثانة، كما قد يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة تأثير دخان الشيشة  المباشر على ضغط الدم ونبضات القلب.

كما أن الاستخدام المشترك لأنابيب الشيشة دون تعقيم جيد يسهم في نقل أمراض معدية مثل السل والتهابات الجهاز التنفسي، مما يضاعف من حجم التهديد.

وتزداد خطورة الظاهرة مع تزايد الإقبال عليها في أوساط الشباب، حيث تشير مصادر أمنية وصحية إلى وجود احتمال مرجح بقيام بعض المحال أو الأفراد بخلط مادة “المعسل” المستخدمة في الشيشة بمواد مخدرة أو منشطة محظورة، دون علم المستهلك، ما يجعل آثارها أكثر خطورة على الصحة الجسدية والنفسية، ويهدد بفتح الباب أمام أشكال من الإدمان والاضطرابات السلوكية.

ومما يزيد الوضع سوءًا أن النشاط يتم في غياب تام لأي نصوص قانونية تنظم تقديم الشيشة أو تفرض معايير السلامة والصحة، الأمر الذي فتح الباب أمام انتشار عشوائي لمحلات الشيشة حتى في محيط المدارس والمستشفيات والأسواق، دون مراعاة للأثر الصحي أو الاجتماعي.

وبالمقارنة مع دول أخرى، تبدو التجربة الموريتانية متأخرة بشكل لافت؛ إذ سارعت دول كثيرة إلى اتخاذ تدابير صارمة للحد من هذا النشاط. فقد حظرت بعضها بيع الشيشة بشكل نهائي ، ودول أخرى وضعت قيودًا صارمة على استخدام الشيشة في الأماكن المغلقة والعامة دون تراخيص خاصة. و يخضع نشاط محلات الشيسة فى بعض الدول لترخيص مسبق وشروط تتعلق بالمسافة عن المنشآت الحيوية، وجودة التهوية، ونظافة الأدوات المستخدمة.

مقابل ذلك لايزال الوضع فى  موريتانيا على حاله، دون أن تتدخل السلطات لتنظيم النشاط أو توجيه تحذيرات صحية واضحة. وهو ما يثير قلق المراقبين والناشطين في مجال الصحة العامة، الذين يرون في غياب التدخل الرسمي تفريطًا في الحق الجماعي في بيئة صحية سليمة، وتركًا لمواطنين عرضة لمخاطر صامتة تتسلل إليهم من نوافذ المقاهي وأرصفة الشوارع دون أن ينتبهوا.

ويطالب بعض المواطنين استطلعت “أنباء انفو” آراءهم  بتدارك الوضع، من خلال سن قوانين واضحة وصارمة تضمن تحديد أماكن مزاولة النشاط، وإخضاع المحال لشروط صحية دقيقة، والتفريق بين مناطق الاستهلاك الخاصة والمناطق العامة، حماية للمواطنين ودرءًا لمخاطر تهدد الصحة العامة، خصوصًا في أوساط الشباب المعرضين للاستغلال أو الإدمان، كل ذلك دون المس بحرية السوق وحقوق أصحاب المحلات .

مواضيع مشابهة

Back to top button