مقالات

موسكو.. المسار المعلن والمسار الخفي / كمال خلف

بات معروفة الان ان موسكو تبذل جهودا لاطلاق الحوار السوري السوري لاول مرة بعد فشل مسار جنيف وبات الان معروفا ما كنا نشرناه على صفحات راي اليوم قبل زيارة الوفد السوري باسبوع بان الغرب ومعهم وشنطن يدعم من الخلف الجهد الروسي لاطلاق المسار السياسي وان اللقاء الاول سيكون في موسكو وسوف يستكمل في دمشق ومسالة ان يستكمل الحوار في دمشق تعادل براينا اهمية الوصول الى اتفاق سياسي لان اطلاق حوار في دمشق يعني انها سابقة في الازمة السورية رغم ان الحكومة السورية اطلقت حوار مشابه في بداية الازمة ولكنه اقتصر على اطياف معارضة داخلية محدودة ولم يكن وقتها لهذا الحوار اي غطاء دولي ولم تحضره المعارضة الخارجية كما ان الحوار اذا ما استكمل في دمشق سيعني دخولا لشخصيات واطياف معارضة الى دمشق دأبت على مناكفة النظام والسعي لاسقاطة من خارج سوريا والجلوس وجها لوجه على ارض الازمة وليس في جنيف او موسكو وهذا ان حصل سيكون حدثا مفصليا بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

الروس متفائلون جدا ووراء هذا التفاؤل ان عواصم اوربية ارسلت مؤخرا اشارات واضحة لتشكيلات المعارضة الخارجية للمشاركة في الحوار الذي ترعاه موسكو وهذا ما سمح للسيد لافروف بالكشف عن ذلك . صحيح ان الروس لم يقولوا حتى اللحظة علنا ان واشنطن ايضا انضمت للاوربيين في دعم تلك الجهود لكان كل العائدين السوريين من معارضة ونظام قالوا ان الروس لديهم (Green light) امريكي.

هنا استميح حضرة القارئ غذرا بالعودة في الذاكرة الى الليلة ما قبل الاخيرة في حوار جنيف الثاني بين المعارضة والنظام برعاية امريكية تلك الليلة وانا كنت هناك كانت ليلة صعبة وحاسمة الكل كان ينتظر وصول مساعدة وزير الخارجية الامريكية السيدة وندي شيرمان ومساعد وزير الخارجية الروسي السيد ميخائيل بوغدانوف لانقاذ المفاوضات من الانهيار وكانت وقتها قد وصلت الى نقطة حرجة وما ان وصل السيد بوغدانوف حتى اطلق رصاصة الرحمة على مفاوضات جنيف حيث ايد موقف الحكومة السورية بل وكان موقفه متصلبا بشكل اكبر حسب ما قال وقتها احد اعضاء الوفد السوري المفاوض . قابل ذلك غضب امريكي وانتهى كل شيء.

اردت ان اتذكر تلك الليلة لاسال هل ستمضي واشنطن بالتصورات الروسية الى النهاية وهل ترد واشنطن اللكمة الروسية في جنيف الان وفي لحظة حرجة
اعرف ان المقاربات في العمل الدبلوماسي تخرج عن اطار الانتقام ولكن افشال الحوار الروسي دونه فوائد امريكية كبيرة في اللحظة الحرجة فالولايات المتحدة ستحقق خرقا مطلوبا بين المعارضة والنظام وستكون على دراية اين يمكن ان يصل كل طرف بتقديم تنازلاته للاخر بعد كل هذه التحولات في مسارات الازمة وظهور الدولة الاسلامية كعدو للجميع.

استطيع ان اجزم ان موسكو لم تسقط من حساباتها هذا الاحتمال لذلك يعمل الكرملين على مسار مواز بدا منذا اكثر من شهرين ونستطيع ان نتلمس بهذه العجالة ملامح هذا المسار .

استقبلت موسكو خلال شهرين ووفود لمنظمات فلسطينية تعمل على الاراضي السورية مثل الجبهة الشعبية القيادة العامة وابدت اهتماما بالتواصل مع حزب الله عبر زيارة وفد من الحزب موسكو وزيارة بوغدانوف الضاحية الجنوبية خلال زيارته الاخيرة تواصلت موسكو مع احزاب لبنانية وابرز لقاء كان مع زعيم الدروز في لبنان السيد وليد جنبلاط بالاضافة الى التواصل المستمر مع تهران ودمشق واخرين فلماذا كل هذه الاتصالات وما علاقتها بالحوار السوري السوري؟؟؟ .

ليس ثمة اي علاقة بين الامرين . انه المسار الموازي الذي تعمل عليه موسكو وباختصار هو يقوم على تلمس فشل الاستراتيجية الامريكية وعدم قدرتها على تحقيق انتصار على الدولة الاسلامية لذلك تعد روسيا بهدوء العدة لتشكيل تحالف خاص بها واستراتيجية روسية لمحاربة الدولة الاسلامية والانتصار عليها من خلال تحالف عسكري واسع الطيف من قوى محلية عسكرية فاعلة او يتم تفعيلها عبر تقديم السلاح لها .. هذا المسار الموازي يعتمد على جيوش الدول المنضمة له وعلى قوى محلية ملتحمة على الارض مع تنظيم الدولة او لديها الامكانية للاتحام معه بسبب تهديده لبيئاتها ومجتمعاتها . لانعرف متى سيصبح هذا المسار معلنا ولكنه قائم حتما.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button