العقيد ولد بايا فى القاهرة: التهديدات الأمريكية غير محسوبة وتفتقر إلى الدقة
فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء11-11-2008 أجرت صحيفة الشرق الأوسط حوارا مطولا مع الأمين العام للرئاسة العقيد أحمد بمبة ولد بايا الذى كان يقوم بزيارة للقاهرة حيث اجتمع بالأمين العام لجامعة الدول العربية وسلمه دعوة من رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز ، للمشاركة فى الأيام التشاورية المقرر لها ان تنظلق بموريتانيا فى غضون أسبوعين .
العقيد ولد باية أكد خلال هذا الحوار الذى يعيد موقع” أنباء “نشره كاملا ، أن المجلس الأعلى لا تهمه التهديدات الأمريكية بمنع أعضائه من السفر ووصف ذلك الإجراد بأنه غير دقيق حين قال : “الإجراء الأميركي حساباته غير دقيقة وهو غير دقيق ونحن لا نفكر فيه ولن يشغلنا عن تحقيق الاستقرار وفرض الامن في ربوع بلادنا.”
وحول الإفراج عن الرئيس المخلوع قال العقيد … إن الإفراج عنه سيتم لمجرد ان تتوفر شروط سلامته ! وقال إن ولد الشيخ عبدالله له أعداء فى الشارع الموريتانى وهم يحتجزونه لمجرد الحماية من اولئك الأعداء ..!!،
وهذا نص الحوار المنشورة فى “الشرق الأوسط”
* هل طلبتم من الجامعة العربية مطالب محددة خلال الفترة المقبلة؟
ـ نحن نعمل وفق منهج الانفتاح على عالمنا العربي والإسلامي والإفريقي وموريتانيا عضو في جامعة الدول العربية وهو الأمر الذي يتطلب التشاور والتنسيق حول التطورات السياسية التي تهتم بها كل من موريتانيا والجامعة العربية والعمل معا خلال المرحلة المقبلة خاصة، وأننا نعد وننظم لإجراء الانتخابات الرئاسية في القريب العاجل، ونحن نحرص على مراقبة الجامعة العربية في هذه الانتخابات، وكذلك التأكيد على جدية الالتزام.
* ما هي فحوى الرسالة التي سلمتها إلى الأمين العام للجامعةالعربية؟
ـ سلمت موسى رسالة من الرئيس ولد عبد العزيز ووجهت له الدعوة لزيارة موريتانيا، وقد اكد انه سيلبي الدعوة عندما تسمح الظروف بذلك وفق برنامج عمله، ولكنه أبدى الاستعداد لزيارة موريتانيا في أي وقت.
* هل وجهتم الدعوة للمنظمات الإقليمية الأخرى للمشاركة في الحوار؟
ـ جميع الشركاء على المستوى الإقليمي والدولي مدعوون للمشاركة.
* هل تم تحديد موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا؟
ـ نجري مشاورات مكثفة حاليا بين جميع الفرقاء في موريتانيا لتحديد أجندة الحوار الوطني الذي سينطلق في غضون أسبوعين وبعد الإعداد الجيد له لضمان نجاحه على كافة المستويات لاننا لا نريد العمل بأسلوب التجارب وانما الحسم في كل الملفات التي تخدم المصالح العليا لموريتانيا اولا.
* هل تعد زيارتكم هذه لمقر الجامعة العربية اول زيارة لكم خارج موريتانيا منذ حركة التصحيح كما تسمونها (الانقلاب الابيض)؟
ـ هذه اول زيارة بالفعل واعطينا الاولوية للجامعة العربية لانها استوعبت ما يحدث في موريتانيا ولم تتدخل في الشأن الداخلي لنا وتركت لاهل موريتانيا حرية الخروج من الازمة بقرار موريتاني، وسوف نعمل قريبا لاستئناف الاتصال مع اشقائنا العرب والافارقة لاننا جزء منهم وسنعمل معا على دعم الاستقرار في ربوع موريتانيا لان العسكر ليسوا مغرمين بالسلطة.
* هل خفت تحفظات بعض الدول الغربية واميركا وكذلك الاتحاد الافريقي حول المجلس الأعلى للحكم في موريتانيا؟
ـ بعض الدول العربية تتفهم الوضع وما حدث في موريتانيا وكذلك الجزائر والغرب. وهناك تفهم من اسبانيا ولكن الجميع بدا حاليا في حالة ترقب وانتظار لما تقوم به حركة التصحيح وسوف تثبت الايام للجميع باننا لم ننقلب على السلطة من اجل السلطة وانما قمنا بإنقاذ الديمقراطية التي نجحت موريتانيا في تكريسها مؤخرا، وحاول الرئيس السابق ولد الشيخ شل حركة المؤسسات الدستورية الدولة واليوم تمكنا من تحقيق هامش واضح في مجال الحريات والضمانات التي تعمل على دعم الاستقرار ومن ثم التنمية وللحقيقة لا بد من الاعتراف بان اغلبية الشعب الموريتاني قد ساندت التغيير والآن تحسنت وضعية المواطن الموريتاني مقارنة بالوضع المتأزم في السابق من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
* هل ستنخرط المعارضة الموريتانية في الحوار الذي تعدون له حاليا وهل وجدتم تجاوبا للتعاون معكم؟
ـ نحن وجهنا الدعوة لكل الفرقاء السياسيين بما في ذلك المعارضة للتشاور وللمشاركة في الحوار وستوجه الدعوة رسميا في هذا الشأن وحتى شركاء موريتانيا في الخارج مدعوين بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي حتى يتأكدون بان النية صادقة في التغيير وتفعيل المؤسسات الديمقراطية في الدولة وكذلك الجدية في الحوار وفي تنفيذ أجندته.
* هل تتوقع رفع الإجراء الأميركي الذي أعلن حظر السفر على قيادات المجلس الأعلى للحكم؟
ـ هذا الإجراء الأميركي حساباته غير دقيقة وهو غير دقيق ونحن لا نفكر فيه ولن يشغلنا عن تحقيق الاستقرار وفرض الامن في ربوع بلادنا.
* ماذا بشأن الإفراج عن الرئيس السابق؟
ـ سوف يتم الإفراج عنه عندما تكون الظروف مناسبة لكن الرئيس السابق مستهدف من أغلبية الموريتانيين وقد قمنا مؤخرا بوضع حراسات مشددة عليه حتى لا يتعرض لاي خطر من المواطنين الموريتانيين الذين لا يرغبون حتى في رؤيته واذا اطلقنا سراحه في الوقت الراهن سوف يتعرض لمشاكل.
* لكن تحفظ الاتحاد الافريقي الرافض لمبدأ الانقلاب حتى لا يشجع هذا كل الدول الافريقية كيف ترون ذلك؟
ـ نحن لم نقم بانقلاب وانما ما قمنا به لا يتجاوز حركة التصحيح حتى تمارس جميع المؤسسات الديمقراطية الحريات والصلاحيات خاصة بعد ان وصلت البلاد لحافة الهاوية عبر تكريس المشاكل وعدم القدرة على حلها ونحن لا نقول ذلك للدفاع عن حركة التصحيح وانما للحقيقة وللتاريخ والشعب الموريتاني شاهد على ذلك بان الرئيس ولد الشيخ وضع موريتانيا في طريق مجهول نتيجة اجراءات غير مسؤولة والتي تمثلت في انقلاب قام به الرئيس ولد الشيخ على المؤسسات العسكرية وغيرها من مؤسسات الدولة.
* هل بدأ الغرب في ارسال اشارت لكم بتغيير موقفه خاصة ان أوروبا قد اعطت مهلة شهر لتصحيح الاوضاع؟
ـ يوجد حوار متواصل مع أوروبا وسوف نستأنف هذا الحوار خلال المرحلة المقبلة في نواكشوط وهذا المسلسل معروف وليس مهلة شهر لان اي بلد لا يمكن ضبط كل مؤسساته في شهر.
* ما هو وضع المؤسسة العسكرية حاليا خاصة بعد مرور اشهر على حركة التصحيح؟
ـ المؤسسة العسكرية متماسكة وتقوم بمهامها في مجال الدفاع الوطني وامن المواطنين وسيتم تدعيمها أكثر لان مهمتها أساسية خاصة وان الحركة التصحيحية منطلقة من المؤسسة العسكرية ونحن نمثل القوات المسلحة الموريتانية التي لم ولن تتلق اي دعم من الخارج منذ استقلال موريتانيا.
* هل انتم راضون حتى الآن مما انجزته حركة التصحيح؟
ـ نعمل بكل جهد وجد لتنظيم واجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن بعد التشاور والتوافق وعندما يتفق الموريتانيون على اجراء الانتخابات في الموعد الذي يريدونه وان نصل الى تغيير مادة في الدستور تمنع رئيس الجمهورية من الانحراف عن المسار أو الإصلاح خاصة وان الرئيس السابق كانت له تجاوزات كثيرة وغير مسؤولة ولذلك نعمل على تعزيز المؤسسة الديمقراطية لضمان الاستقرار والا ينحرف الرئيس عن صلاحياته.
* هل اعاد الرئيس ولد عبد العزيز الاعتبار للمؤسسة العسكرية خاصة بعد الضغوط التي مارسها الرئيس السابق ضدها؟
ـ الرئيس الجنرال محمد ولد عبد العزيز قام بالكثير من الاجراءات حتى خلال الفترة الوجيزة باتجاه كل الوطن الموريتاني بما في ذلك المؤسسة العسكرية كما اعاد للمؤسسة العسكرية اعتبارها من اجل تمكينها من القيام بواجبها.
* في حوار سابق مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز قال: دعونا نعمل وأعطونا بعض الوقت حتى نرتب البيت من الداخل ماذا تحقق حتى اليوم؟
ـ أصبح المواطن يعيش في وضع أفضل وكذلك هامش الحريات مشهودا له حاليا وجميع الموريتانيين يمارسون حرياتهم بدون اي مشكلة وفي اطار القانون ونجد حاليا اغلبية تساند التغيير وصلت إلى أكثر من 80 % وجميع المواطنين لديهم الحرص الكامل على استقرار البلاد في عهد الرئيس ولد عبد العزيز.
*
الا تخشون من قيام المؤسسة العسكرية بعمل انقلاب جديد؟
ـ الهدف الأساسي من حركة التصحيح التي قادها الجنرال ولد عبد العزيز هو المحافظة على المؤسسات الديمقراطية والتي تمكن من الاستقرار وليس من اجل الاستيلاء على السلطة ونحن نعمل حاليا على تفعيل القانون والدستور والحراك الديمقراطي حتى لا يكون للجيش اي تدخل في المستقبل.
* ماذا يعني وجود وزير الدفاع الموريتاني في الوفد الذي ترأسه لزيارة الجامعة العربية؟
ـ نحن موفدون من رئيس الجمهورية الجنرال محمد ولد عبد العزيز وانا عضو في المجلس الأعلى للدولة ووزير الدفاع عضو في الحكومة وقمنا بزيارة سياسية للجامعة العربية.