مقالات

خواذر مدرس في بداية سنة 2015

من خلال تجربتي الطويلة في التعليم والتي تناهز ربع قرن من الزمن تأكد لي أن المدرس من الضروري له أن يتعرف على التلاميذ الذين يدرسهم،وأقيس على تلك المسلمة أن المفتش من الأحسن له أن يتعرف على المعلمين الذين يمارس عليهم مهنة التفتيش وتأسيسا على ذلك

وإنطلاقا من إنني لاحظت ثغرة شنيعة في هذا الجانب أخترت أن أتحدث قليلا عن نفسي وإن كنت لا أحبذ الحديث عنها. السيد المفتش:أنا متخرج من معهد العلوم العربية والإسلامية بتقدير جيد جدا سنة 1988 وفي السنة الموالية أجريتُ مسابقة تكوين المعلمين ونجحت فيها،وفي سنة 91 ــ 92 حولت إلى مدينة أفديرك لأمارس التعليم في أول سنة من عملي المهني،ومكثت فيها سنة كاملة وشهرا من السنة الموالية،بجدية فائقة،وحولت بناء على طلبي إلى مدينة أزويرات،ولم يقبل الأهالي ذلك إلا بعد جهد جهيد حيث مكثت في مدينة أزويرات ثلات سنوات أخرى أعطيت فيها عطاء بهر المعلمين والمفتشين على حد السواء،مما جعل المدير الجهوي ــ جزاه الله خيرا ــ يساعدني حتى حولت إلى ولاية ترارزة حيث حولني المدير الجهوي إلى مدرسة “أبدن” مع مدير لايكاد يعرف مكان المدرسة،وقمت بشؤون المدرسة باستثناء الكفالة المدرسية!طيلة 8 سنوات،وبذلت جهودا خيالية في مجتمع وتلاميذ على ضفة النهر،وفي سنة الأخيرة حول مديري إلى”كامبيا” تشجيعا له على عمله،وحول إلي مدير يديرني في قرية “أبدن”!!كنت أفهم ذلك ولاأتحرج منه في زمن الفساد زمن الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع. على كل حال طلبت التحويل فحولت إلى قرية الريان سنة 2003 ومنذ ذلك التاريخ وأنا أمارس التعليم فيها بأستثناء سنة واحدة في “أحسي آتيلة” بقرار وزيرة التعليم بتبادل مديري المدارس،منذ ذلك التاريخ المذكور 2003 وأنا أمارس التعليم بجدية وبذلت جهودا لاتكاد توصف. ففي كل سنة من عمري المهني أدرس 30/30 ساعة باستثناء أوقات نادرة،مع أنني في وسط من المعلمين أعرفه وأسمع عنه،توضع فيه الثقة ويكرم ويشجع ويجلب علي بخيله ورجله وسياراته الفارهة التي تؤدي فيها زيارات التفتيش ففي يوم 12/01/2015 جاءني أحدهم في المدرسة أرسل إلي وأنا لم أكن لأتأخر عن المدرسة إلا بسبب ربو شديد أو تأخر كاس من الشاي لأنني لا أشرب الشاي في العاشرة جاءني هذا المعلم وأنا أعرفه والمدارس تعرفه جاءني ليفتشني،جاءني في زي الفاتح المنتصر،سألني عن الملصقات والمعلقات وفرق الكناسة وتخطيط البرنامج والتحضير……سألني عن هذه الأشياء وأنا لا أعرف أهميتها بالنسبة لمعلم قديم مثلي يدرس في قسم مثل القسم الذي أدرس فيه وإن كنت أعتبرها من الكماليات. إن مهمة المدرس الأساسية في نظري لا تتعلق بتخطيط البرنامج وفرق الكناسة والملصقات….بقدر ما تتعلق بتدريس البرنامج وتوضيحه وترسيخه في نفوس التلاميذ سلوكا عمليا،يتمثله التلميذُ ويعيشه في حياته اليومية،وإشاعة الألفة والمحبة والمساوات والسلوك السوي بين التلاميذ ومن ثم بين أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه ككل.

السيد المفتش:أنتم لاتحتاجون إلى رسائل التوبيخ والتهديد فالموظف حيث كان ينبغي أن يكون مستعدا لمزاولة مهنته في أي مكان يحول إليه مادام في وطنه. أما آن لنا أن نتخلى عن هذه التصرفات والمسلكيات المعيقة التي هي السبب الأساسي في فشل نظامنا التربوي. وفي المشاكل الجمة التي يعيشها منذ عشرات السنين خصوصا وأننا في بداية سنة 2015 التي هي سنة لإصلاح التعليم كما أعلن ذلك رئيس الجمهورية،وبدون ذلك لا إصلاح ولا تعليم ولا دولة

احمد سالم ولد حبيب الله ولد أجريفين

مدير مدرسة الريان

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button