ولد عبد العزيز فى القمة العربية : الطرق السلمية أنجح وسيلة لحل النزاع ..(نص خطاب)
أنباء انفو- أبرزت كلمة التى ألقاها الرئيس الموريتاني اليوم السبت فى القمة العربية المنعقدة فى شرم الشخ المصرية حياد بلاده فى جميع النزاعات العربية العربية مطالبا جميع الأطراف العربية المتنازعة فى المنطقة بتغليب الحوار السياسي السلمي على الإقتتال والحروب .
أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أن الأمة العربية قادرة على رفع التحديات الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وقال في كلمته أمام الدورة 26 للقمة العربية، إن العمل العربي حقق إنجازات جبارة في مجالات كثيرة لتلبية تطلعات الشعوب العربية في الأمن والتنمية ومن حق الشعوب العربية علينا أن نضاعف الجهود لتعزيز المكاسب وتحقيق إنجازات جديدة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الموريتاني:
بسم الله الرحمن الرحيم ، فخام الرئيس عبدالفاتح السيسي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أيها السادة والسيادات .
يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر إلى أخي عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وإلى الشعب المصري على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، كما أتقدم بجزيل الشكر لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دول الكويت على ما بذله من جهود طيبة خلال رئاسته الموفقة للقمة السابقة ، وإلى شعب وحكومة دولة الكويت على ما قدمه من تسهيلات ساهمت في إنجاء القمة ، كما أحي معالي الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ومساعده على الجهود الكبيرة التى يبذلوها من أجل الإعداد للقمم وتنفيذ القرارات .
أيها السادة والسيادات تنعقد قمتنا العربية الـ 26 تحت شعار 70 عام من العمل العربي المشترك في ظرفية دولة وإقليمية خاصة لتفاقم التحديات التى تواجهها منطقتنا العربية ، لقد زاد التهديد الإرهابي في المنطقة إثر سيطرة عناصر مسلحة متطرفة على مناطق شاسعة من العراق وسوريا ، مهددة بذلك السلم والأمن للمنطقة برمتها كما تعددة أوجه النزاع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال ، ففي جميع هذه البلدان العربية تستغل المجموعات المتطرف الأوضاع المضطربة لتعزيز حضورها وتكثف أنشطتها التخريبية .
إن مواجهة هذه المخاطر تتطلب منا جميعا التنسيق والتعاون مع شركائنا لدحر الفوضى والإجرام ، وفي هذا السياق فإننا نحي الجهود العربية والدولية الرامية إلى القضاء على التنظيمات المتطرفة التى تمثل أكبر تهديدا للسلم الدولي كما نؤكد وقوفنا إلى جانب الجهود المبذولة من أجل استعادة الشرعية باليمن .
وعلى الرغم من تعقيد الأوضاع الدولية عموما والدولية خصوصا فإن قناعتنا راسخة بأن أمتنا قادرة على رفع التحديات الأمنية أو اقتصادية أو اجتماعية ، لقد حقق العمل العربي انجازات جبارة في مجالات كثيرة تلبية لتتطلعات الشعوب العربية في الأمن والتنمية ومن حق الشعوب العربية علينا أن نضاعف الجهود لتعزيز المكاسب وتحقيق إنجازات جديدة ، فقد لعبت مؤسسات صناديق التمويل العربية أدورا إيجابية تشكل خير مثال على النجاحات الكبيرة تجسيدا للتضامن العربي في أسمى تجلياته .
إذ يحق لنا أن نفخر بوجود مؤسسات مالية عربية نشطة تعزز وضعها المالي بفضل السياسات الحكيمة والإدارات الرشيدة مما جعلها تسهم بفاعلية في تمويل التنمية الاقتصاد للدول العربية وخاصة الدول الأكثر احتياجا ، إننا في موريتانيا نثمن عاليا الاسهامات الكبيرة للمؤسسات المالية العربية المشتركة ولصناديق التنمية للبلدان العربية التى تعلب دورا رائدا في بنى التحيتة والانشطة الانتاجية والخدمية في بلادنا .
وقد شكلت القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية العربية محطات هامة في مسيارات العمل العربي المشترك أثمرت نتائج باهرة عادت بالنفع على الشعوب العربية شرقا وغربا ، وفي هذا الإطار كانت قمة الكويت منطلق مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت بإنشاء حساب خاص لتمويل المقاولات الصغيرة والمتوسطة ، والذي بلغ تمويله مئات الملايين من الدولارات ، واستفاد منها بشكل خاص الشباب العربي .
أيها السادة والسيدات لعل أنجح وسيلة لمواجهة الإرهاب حل النزاع بالطرق السلمية عبر مفاوضات جادة تفضي إلى تفاهمات سياسية تعزز الأمن والسلم الأهلي .
وفي هذا السياق نحي جهود بعثة الامم المتحدة في ليبيا وكل المبادرات الرامية إلى إنجاح الحوار بين الأطراف الليبية للوصول إلى نظام ديمقراطي يشارك فيه الليبيون بمختلف أطيافهم السياسية ، كما نؤكد دعمنا الكامل لمساعي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا آملين أن تكلل جهوده بالنجاح حتى يتجانب الشعب السوري الشقيق الاقتتال والدمار الذي لحق بسوريا على مدى أربع سنوات من التناحر .
لقد مثلت الأزمة السورية تهديدا حقيقا للأمن في منطقة الشرق الأوسط في أنزلقت الازمة مبكرة في اتجاه العنف المتصاعد ولم تعطى مبادرة السلم العربية والدولية والوقت الكافي للوصول إلى حل يجنب البلاد ما لحق بها من دمار ، إننا ندعو اليوم السوريين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي توافقي ينهي الأزمة ، ويطلق عملية إعادة الإعمار .
إن تحقيق السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط مرهون بإيجاد تسوية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي قائمة على قرارات مجلس الامن الدولي وضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، واسترجاع سوريا لهضبة الجولان المحتلة وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعة اللبنانية ، وإذا لم يفلح المجتمع الدولي في فرض السلام الشامل والعادل فإن منطقة الشرق الأوسط ستظل عرضة لمخاطر العنف والإرهاب والمهدد للسلم الدولي .