اتفاق اسنيم مع عمالها: لاغالب ولا مغلوب / محمد محمود ولد أحمده
أخيرا انتهى الإضراب وكأن شيئا لم يكن ..عاد هدير باصات اسنيم الكبيرة وهي تجوب شوارع المدينة فجرا لتقل كل عامل واقف على قارعة الشارع في انتظارها إلى مكان عمله .
أخيرا وقع المناديب بعد شهرين من المناكفة والسقف العالي وتمنية النفس بأن الشركة
أمام خيارين لاثالث لهما :إماأن تذعن صاغرة لمطالبهم التعجيزية أوأن تتوقف مرغمة عن العمل .
هاهم المناديب أخيرا يوقعون بعد أن كاد العمال يفلتون من أيديهم تاركين لهم إضرابهم وساحاتهم وهتافاتهم التي مانفعت يوما في إطعام جائع ولاكسوة عار ولادواء مريض
لن يجد المتابع المهتم في هذا لإتفاق أي ذكر للزيادة غير المنطقية التي أقيمت الدنيا لأجلها ولم تقعد . .. ولن يلمح في ثنايا الوثيقة المقتضبة أي إشارة إلى إقالة المدير.أما السياسيون الذين ركبوا موجة الإضراب ونفخوا على مدى شهرين في تسعيرناره والدفع بالعمال إلى التصلب على مواقف غير واقعية ولامنصفة ،فلن نجد منهم اليوم من يمتلك جرأة الإعتراف بالخطأ ..خطأ استعمال مطالب العمال وقودا للمشاريع السياسية… فهم أنفسهم من استعمل من قبل لعبة الربيع العربي و قصة تمزيق المصحف وغيرها لنفس الأغراض السياسية.
ألم يقل ملهم الكثير من ساسة عالم اليوم ،ميكيافيللي، إن الغاية تبرر الوسيلة .
-القادة النقابيون الذين حولوا النقابات إلى أدوات للعمل السياسي يفتشون الآن عن العبارات والصياغات للقول بأنهم قد انتصروا وحققوا مكاسب وإن كانوا هم آخرمن علم با لإتفاق أي عندما انتشرت تفاصيله على الملأ .
عمال اسنيم وبعد شهرين من الزمن يعودون وقد غلبهم الحنين إلى أعمالهم وفي الحلق غصة ومرارة على مافرطوا في جنب مؤسستهم بل أمهم الحنون التي طالما أقالت عثرتهم و صانت ماء وجوههم وسدت خلتهم ووهبتهم العيش بشرف وكرامة فكان حقها عليهم أن ينصروها في السراء والضراء وأن يقفوا معها حين العسرة و في وجه الغريب.. كل غريب .
مع ذلك فلا ملامة على هؤلاء العمال راحوا يبحثون عن الحق فاستعمل البعض قضيتهم كما ستعمل غيرها في الباطل
رجعوا إلى عملهم غير مهزومين ولا منكسرين ولامغلوبين لأن الشركة لم ترد ذلك ولم تسع إليه ..وهل يسعى المرء إلى النصر على نفسه أوعلى ولده أوأمه أوأبيه.