السعودية..القرار الصائب / الدده محمد الأمين السالك
أن تظهر ايران نياتها وأطماعها التوسعية في الوطن العربي، فهذا ليس غريبا بل منتظر، لأن إيران عرفت عبر التاريخ بطموحها إلى السيطرة على المنطقة العربية والتحكم في قراراتها ومقدراتها .
وأن يتبجح القادة الإيرانيون – روحاني ورفسنجاني و سليماني وقاسمي وغيرهم – بوقاحة، بأنهم سيطروا على عدة عواصم عربية وأن قواتهم موجودة في المياه الإقليمية العربية، وأنهم أصبحوا أسياد الموقف في المنطقة، فهذا منتظر أيضا، لأن المسؤولين الإيرانيين ليسوا بمستوى استيعاب الدروس التاريخية والاستفادة من تجاربهم المريرة وهزائمهم المتكررة في حروبهم العدوانية على الأمة العربية .
وأن يعلن عملاء إيران من أمثال نصر الله والحوثي أنهم وأسيادهم يتحكمون في مصائر العرب ويهددون السعودية ويهاجمونها فهذا طبيعي جدا لأن أولئك العملاء يتحدثون باللسان الإيراني والعقلية الإيرانية العنصرية الحاقدة، فهم ليسوا أحرارا في كل ما يقولون و ما يفعلون، فهم صورة مزورة من الرجل الفارسي الذي تملأ عقله روح الثأر من العرب .
إذن .. لا نستبعد شيئا من هؤلاء .. فهم يحملون أحقاد القرون على كواهلهم..لقد ابتلاهم الله بها ولم يستطيعوا التخلص منها .. فكل ما يصدر منهم منتظر .
أما المثير للسخرية حقا أن يقول الإيرانييون إنهم يدافعون عن المظلومين..غريب !!!.
هل ما يقوم به الإيرانييون وعملاؤهم في العراق وسوريا من تدمير وتقتيل وإبادة جماعية ، يعتبر دفاعا عن المظلومين؟؟.. هل ما يقومون به في الأحواز العربية من قتل ومطاردة واضطهاد هو دفاع عن المظلومين؟؟..
لقد عرف الإيرانييون عبر الزمن ببراعتهم في الكذب والتضليل، حتى عرفوا بالكذب على أكرم خلق الله، محمد صلى الله عليه وسلم، والكذب على آل بيته وخلفائه الراشدين وأصحابه ..هذا هو ما علمنا التاريخ عن الفرس: براعتهم في الكذب..أما الذي لم يستطع الإيرانييون أن يتعلموه من التاريخ ومن تجاربهم، هو أن الأمة التي طالما ردتهم على أعقابهم وألحقت بهم الهزائم عبر التاريخ مازالت وستظل قادرة على دحرهم وإيقافهم عند حدهم .
صحيح أن الإيرانيين في غفلة من الزمن زرعوا عملاءهم في العراق، واشتركوا مع عملائهم في تدميرسوريا وشلو حركة لبنان وأدخلوه في دوامة دستورية لا أول لها ولا آخر، و حاولوا الاستيلاء على اليمن، لكن المملكة العربية السعودية ضاقت ذرعا بألاعيبهم وغبائهم الدبلوماسي وغطرستهم، فقابلت أطماعهم بجملة واحدة لكنها جملة تحمل الرد العربي الطبيعي على الجموح الفارسي الفج نحو الهيمنة والتوسع، ( لن نقبل أن تجد إيران موطئ قدم في الوطن العربي ) .
هذا الرد جاء بعد أن بذلت المستحيل لجعل إيران جارا يحترم سيادة جيبرانه عبر علاقات حسن جوار متوازنة، ولكن إيرانَ لغبائها السياسي وغرورها رأت ذلك ضعفا مما جعلها تتمادى في غيها وطغيانها .
اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها بمواجهة العدوان الإيراني وإيقافه عند حده، فقادت حلفا عربيا مهيأ ليضم جميع الدول العربية – باستثناء العراق وسوريا نظرا لسيطرة إيران على القرارفيهما – وأعلنت الحرب على إيران ممثلة في عملائها في اليمن .
تفاجأ الإيرانيون بالإعلان السعودي وما صاحبه من إجراآت عملية لتطبيقه على الأرض، إذ لم تكن تتوقعه فبدأت بالتهديد والوعيد .. ولكن الأوان كان قد فات.. فالطائرات العربية احتلت سماء اليمن وفرضت سلطانها على ساحة المعركة، ولم تترك مجالا للتأويل .. فالقرار واضح : (لن نترك إيران تجد موطئ قدم في الوطن العربي ) .
إنها المسؤولية القومية والأخلاقية التاريخية بكل تجلياتها، فرضت نفسها، فوجدت ترجمتها في موقف السعودية ومن ورائها العرب الذين قادتهم بدون تردد في هذه المعركة المصيرية .. معركة الكرامة العربية ضد العدوان الفارسي .
هجوم القوات العربية المفاجئ قلب الطاولة على رؤوس اللاعبين الإيرانين وأعوانهم ومن مالأهم فسقط في أيديهم من هول الصدمة .
بدأت الميليشيات الموالية لإيران بالانهيار تحت ضربات القوات العربية، فارتبك الخطاب الإيراني وأخذ يتراجع .. وبدأت المبادرات و الاقتراحات وعروض الوساطة تترى .. ولكنهم قوبلوا بأنهم وسيط غير مؤتمن وغير مرغوب فيه .. وإذا بهم خارج زمان اللعبة ومكانها وأصابعهم تكتوي بالنار التي أضرموها وعملاؤهم يلتهمهم الرماد المشتعل في اليمن .. لقد انقلب السحر على الساحر .