ديبلوماسي جزائري : جنرال موريتانيا باع عداوته مع الجزائر للسعوديين
أنباء انفو- رأى العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أنه ما كان للرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز، الذي قال بأنه “يعاني من تعاظم التحديات الداخلية ضد نظامه”، أن يقدم على خطوة طرد ديبلوماسي جزائري، هو المستشار الأول بلقاسم شرواطي، بتهمة “الإساءة لدولة شقيقة هي المغرب”، لولا أن جملة من المعطيات توفرت لديه تؤكد كلها، أن رد نظام الجزائر لن يتعدى إبداء “الغضب والإنزعاج”، وأن الأمر سيطوى خلال أيام.
وأشار زيتوت في تصريحات نشرها على صفحته الشخصية على الانترنت، اليوم الاثنين (27|4)، أن السلطات الموريتانية ستستفيد من هذه الخطوة بعودة دفء العلاقات مع المغرب، وازدياد المساعدات السعودية، خاصة إذا ما كان “الإنغماس” الموريتاني كبيرا في عاصفة الحزم، مع توصية للميعوث الأممي الجديد لليمن، الدبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد، أن يكون متفهما للمصالح السعودية.
وأضاف: “هذه هي المصالح، التي لم يراعها جنرالات الجزائر الذين صرفت عليهم السعودية ملايير الدولارات في كانون ثاني (يناير) 1993، كما يعترف بذلك قائد الإنقلاب خالد نزار في مذكراته، عندما كانوا على شفا الإنهيار بفعل الإفلاس الإقتصادي آنذاك وإشتداد ثورة المسلحين الإسلاميين، في حين أنهم اليوم لا يرفضون فقط المشاركة في التحالف العربي، ولكن أيضا يدعمون أتباع إيران في اليمن، وهو الأمر الذي أغضب أمراء الرياض أيما غضب، وجعلهم يفكرون في أن تكون الصفقة مع جنرال نواكشوط شاملة أيضا صفعة لزملائه في الجزائر”.
ولفت زيتوت الانتباه إلى أن نواكشوط “لم تنس أن إساءات نظام الجزائر لها لم تتوقف أبدا، كان أبرزها رفض بوتفليقة لقاء الجنرال ولد عبد العزيز في الدوحة في 2009، على هامش قمة عربية مصغرة عُقدت هناك، رغم محاولة التوسط القطرية، وكان قبل ذلك قد رفض إستقبال وزير الخارجية الموريتاني في الجزائر، وحسب تسريبات للصحافة آنذاك، فأن (الرئيس) بوتفليقة رفض إستقبال الوزير الموريتاني، الذي قضى عدة أيام في الجزائر في إنتظار اللقاء، لأن رئيسه جنرال جاء على دبابة وأن الجزائر ترفض الإنقلابات في إفريقيا.
قبل أن يتدخل راعي النظامين في البلدين ويصلح بينهما بعد بداية ثورة الشعوب العربية”.
كما أشار زيتوت إلى أن “الجنرال ولد عبد العزيز، يدرك ان الوضع في الجزائر بالغ الهشاشة على كافة المستويات، كان آخرها الوضع المالي الآخذ في الإنهيار، إلى درجة أن صندوق النقد الدولي توقع بأن يختفي الفائض المالي الجزائري، الذي كان يقدر قبل 6 أشهر فقط بحوالي 200 مليار دولار، في ظرف 16 شهرا إذا ما إستمر الصرف بمستواه الحالي وإستمرت أسعار البترول متدنية في السوق الدولي.
كما يدرك، أن صراعات الأجنحة داخل النظام الجزائر لا تهدأ قليلا إلا لتشتعل من جديد، وأن الإنقسامات حادة جدا، إلى درجة أن كبار “مسؤولي” البلاد لا يختلفون فقط على الدستور الذي طال إنتظار تعديله، ولكن أيضا على اشياء أخرى وأهمها المناصب العليا والصفقات الكبرى التي تنهب منها أموال طائلة، كان آخرها ما تفجر في إيطاليا حول صفقة طائرات هيلوكوبتر في عامي 2009-2011، بين وزارة الدفاع الجزائرية وشركة Finmeccanica والتي فاقت 4 ملايير أورو، أو ما يعادل 50 ألف مليار سنتيم بالسعر الرسمي”.
ونوه زيتوت في ختام تصريحاته إلى أن “الجنرال الموريتاني، يدرك أن نفوذ الأمريكيين والفرنسيين آخذ في التعاظم، في الجزائر كما في بلاده، وأن ذلك يمنحه حصانة من أي غضب غير محسوب، قد يفكر فيه نظام شاخ حكامه وبدا العجز واضحا، فاضحا، على أقطابه، حتى أنهم قبلوا أن يظلً رجل مقعد على سدة الرئاسة، ولا أقول الحكم، في بلد يعج بمشاكل متفاقمة تهدد وجوده، وليس فقط، حدوده”، على حد تعبيره.
– أنباء انفو – قدس برس