تصريحات ولد امين المتكررة ، عجز سياسي أم ضيق أفق..؟

منذ مدة وتصريحات وزير الإتصال تثير الكثير من الإستغراب لدى الرأي العام الموريتاني ، الغريب أن الإستغراب لا يعني المعارضة لوحدها بل يتجاوزها إلى فئة عريضة من مؤيدي المجلس العسكري ، بل بات يقدم يوما بعد يوم خدمات جليلة لجبهة المعارضة ، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، فما معنى أن يصف الوزير، الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله بالكاذب ، فخارج أنها تصريحات تخرج عن اللباقة الد يبلوماسية فهي نابعة من قلة معرفة ودراية بالثقافة المجتمعية للشعب الموريتاني ، أن يصف هذا الرجل شيخا أكبر منه سنا بالكذب مما ستكون له إنعكاسات على سمعة المجلس العسكري الذي بات يراهن على الداخل ضمن خطة واسعة لتعزيز مكانته داخليا .وعلى المستوى الخارجي هاهو الوزير المحترم يقدم هدية مهمة لاشك أن رفاق ولد مولود ، سيستغلونها أحسن إستغلال ،ففي الوقت الذي وجد فيه الرأي العام في تصريحات السفير الفرنسي نوعا من التراجع والتخفيف في حدة خطاب الأوروببيين ، تلتها قراءات متعددة ذهبت لحد القول أن الأزمة الموريتانية باتت قريبة من الحل ، لم يسجل خلالها أي موقف للمعارضة ، يظهر السيد الوزير ويقول أن الأوروبيين تجاوزوا فكرة عودة الرئيس المخلوع ، ولابد أن المعارضة ستطالب الأوروبيين بتقديم توضيحات حول ما قاله ولد أمين ، مما سيفرض عليهم توضيحا يتجاوز تصريحات ولد أمين، إلى تفسير أسباب تأجيل أجال إصدار موقف من مجلس الدولة ومن الحالة الموريتانية عموما ، هكذا يظهر جليا أن وزير الإتصال لا يتقن فن السياسة حيث الخطابة ليست وحدها مهمة بل يتطلب أن يعي الخطيب أبعاد كل كلمة ينطق بها ، ولا شك أن ولد أمين بتصريحاته المتكررة أعلن عن إعدامه سياسيا مما سيجعل ولد عبد العزيز ينتبه لحجم المخاطر التى قد تنجم مع الإحتفاظ به وزيرا متحدثا باسم الحكومة .