الوزير الأول يشرف على افتتاح الدورة ال4 لمجلس وزراءالوكالة الافريقية للسورالاخضر
أنباء اينفو ـ أشرف الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين صباح امس السبت بقصر المؤتمرات في نواكشوط على انطلاقة أشغال الدورة ال4 لمجلس وزراء الوكالةالافريقية للسورالاخضرالكبير وهي الدورة المحضرة للدورة الثالثة لقمة رؤساء دول وحكومات المنظمة التي ستلتئم يوم ال27 من يوليوالجاري في نواكشوط.
وستعكف هذه الدورة التي تدوم اعمالها يومين، على مناقشة عدة ملفات ابرزها تلك المتعلقة بالمسائل القانونية والمؤسسية والاستراتيجية للمنظمة وكذلك آفاق تعبئة المواردالمالية والمادية.
وأوضح الوزير الأول في خطاب له بالمناسبة أن المبادرة الإفريقية للسور الأخضر الكبير قائمةٌ على نظرةٍ جديدة للتسييرِ المندمج للتحديات البيئية والمناخية في إطار مقاربة إقليمية موحدة ومتضامنة.
و فيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
-السيدات والسادة وزراء الدول الأعضاء في هيئة السورالأخضرالكبير
-السيدات والسادة أعضاءالحكومة
-أصحاب السعادة ممثلي السلك الدبلوماسي
-السيدات والسادة ممثلي الهيئات الاقتصادية والفنية والعلمية وشبه الإقليمية والإقليمية والدولية
-السيد الأمين التنفيذي للوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير
-السيدات والسادة خبراء السور الأخضر الكبير
– ضيوفنا الأفاضل،
-أيتها السيدات والسادة،
تواجه دول الشريط الصحراوي الساحلي منذ عقود فترات جفاف متعاقبةٍ، يصاحبها تدهور في التربة، وانعدام للأمن الغذائي، وهجرات سكانية كثيفة،و مشكلات أمنية متشعبة.
وقد أضرت هذه الوضعية المتكررة بمنظومات الإنتاج في بلداننا التي هي في الغالب الأعم منظومات ريفية تقوم اقتصادياتها على الزراعة والتنمية الحيوانية.
وكان من نتائجها أن ذهبت كل الجهود المبذولة من قبل حكومات المنطقة سدى، وتلاشى كل أمل لدى السكان للفلات من الآثار السيئة للفوضى المناخية والبيئية، وما يترتب عليها من نتائج سلبية على أنماط ووسائل حياتهم خاصة في المناطق الجافة.
ومن دلائل ذلك ما تبرزه إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة على مستوى مناطق السور الأخضر الكبير، من انحسار سنوي للغطاء النباتي يصل إلى مليون وثماني مائة ألف هكتار، وتقلص هام للمساحات الصالحة للزراعة، وتدهور متقدم لخصوبة التربة، وما ينجم عن كل ذلك من انخفاض في الإنتاج الزراعي.
وفي سبيل التصدي لهذه الوضعية، جرب السكان مجموعة من الممارسات للحفاظ على التوازن ما بين معدلات استغلال الثروة ومعدلات تجددها.
وعلى الرغم من هذه الإرادة في التكيف الدائم، وعلى الرغم مما قدمته الحكومات من دعم متنوع في هذا الإطار، فإن النظم الزراعية والرعوية لبلداننا لا تزال تشهد تغيرات خطيرة، ولا تزال التوازنات هشة ومختلة.
أيتها السيدات أيها السادة،
في هذاالسياق برزت المبادرة الإفريقية للسور الأخضر الكبير بإرادة رؤساء دولنا وحكوماتنا، وهي قائمةٌ على نظرةٍ جديدة للتسييرِ المندمج للتحديات البيئية والمناخية في إطار مقاربة إقليمية موحدة ومتضامنة.
وقد مكنت المرحلةُ الخماسية الأولى لاستراتيجية 2011ـ2015 بلداننا المختلفة، من تَمَثل هذه المقاربة، ومن وضع الأسس القانونية والمؤسسية الضرورية لتجسيدها، وتنفيذ أنشطة حيوية في إطارها.
أيتها السيدات أيها السادة،
في الوقت الذي نثمن فيه قرار الدول الأعضاء باختيار بلادنا لاحتضان مقر هيئتنا الفتية، فإننا نؤكد لهم إرادتنا والتزامنا الحازم بدعم تنفيذ هذا المشروع الإفريقي الهام.
وقد تجسدت هذه الإرادة في جهود فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد عبد العزيز، الرئيس الدوري لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير تجاه نظرائه لتعزيز ما تحقق من مكاسب، ولضمان التصديق على المعاهدة المُنشِئة للوكالة، وتعبئة المجموعة الدولية لمؤازرتها.
وإننا لنشعر اليوم بالرضا التام عن تسارع وتيرة التصديق، حيث صدقت علي المعاهدة لحد الآن تسع دول، بينما قطعت دولتان أخريان خطوات مهمة على طريق التصديق.
أيتها السيدات أيها السادة،
إن الوثائق القيمة التي صدرت عن الخبراء تحضيرا للدورة الرابعة لمجلس وزرائنا، تثبت أن قطارنا على السكة الصحيحة، فلهم منا الشكر الجزيل المستحق على ذلك.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتمنى مقاما سعيدا لضيوفنا الأعزاء في بلدهم الثاني موريتانيا، وأعلن على بركة الله افتتاح الدورة الرابعة لمجلس وزراء الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.
وبدوره قال وزيرالبيئة والتنميةالمستدامة،رئيس مجلس وزراءالوكالةالافريقية للسورالاخضرالكبيرالسيد آميدي كمرا أن إنشاءالسورالاخضرالكبير يمثل بالنسبة لنا مبادرة لدول الشريط الصحراوي الساحلي الافريقية وهي في نفس الوقت تحدى وفرصة بالنظر للرهانات البيئية التي تهدد بلداننا كالتغير المناخي والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي.
وأضاف أنه على مستوى منطقتنا، قيم بالعديد من التوجهات الاستراتيجية كتلك المتعلقة بالمصادقة على اتفاقية الجزائر حول الحفاظ على البيئة والمصادرالطبيعية سنة 1968،وإنشاء اللجنة المشتركة الدائمة لمكافحة آثارالجفاف في الساحل”سيلس” عام 1973،مشيرا إلى أن الدول الاعضاء فيها أخذوا مسؤولياتهم التاريخية على عواتقهم بعد ملاحظة الخسائرالتي لحقت بالبيئة بسبب عوامل التصحر وتدهور الاراضي،مما أدى الى أنشاء الوكالة الافريقية للسور الاخضر الكبير لتلبية طموحات السكان المحليين الذين يسكنون في المناطق الجافة بغية تحسين ظروفهم المعيشية.
وأشار الى أنه في هذا الاطار،وقع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مع نظرائه في 10 يونيو 2010 في انجامينا”اتشاد” على اتفاقية انشاء الوكالة الافريقية للسورالاخضرالكبير وألزم بلادنا بتنفيذ البرنامج الافريقي المسمى”مبادرة السور الاخضرالكبير للصحراء والساحل”.
وتناول الكلام بعد ذلك السيد ماريو ساماجا،الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة للتنمية ومنسق منظومة الامم المتحدة في بلادنا فأوضح أن الدول الاعضاء في الوكالة الافريقية للسورالاخضرالكبير تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وبيئية متعددة لكنها كذلك تتوفر على مقدرات هائلة للتصدي لها تتمثل في الطاقات الشمسية والهوائية والمصادر الزراعية والرعوية والاحواض والانهار والنظم البيئية الواحاتية.
وأضاف أن هذه المقدرات تشكل نقاط قوة لمواجهة آثار التصحر وتداعيات التغير المناخي التي تعرقل النمو الاقتصادي مما يحتم وضع نظم مستديمة للانتاج والاستهلاك.
أما السيد فيدرو مارتينيث ممثل الاتحاد الاروربي في نواكشوط فقد أشار باسم الشركاء الفنيين والماليين للوكالة الافريقية للسورالاخضرالكبيرالى أن المنطقة السودانية الساحلية الافريقية تتوفر على مناطق قاحلة شاسعة يقطنها فلاحون ومنمون ترتبط حياتهم ارتباطا وثيقا بخيرات وخدمات الغابات والمراعي مشكلين بذلك جزءا هاما في الحفاظ على التنوع الحيوي والنظم البيئية وتثبيت التربة واستمرار المياه والحد من التصحر وبالتالي ” الحياة”.
وبين أن الاتحاد الاوروبي التزم ،إلى جانب الاتحاد الافريقي واتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر ومنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة” الفاو” بتقديم مبلغ مليون و400 ألف أورو لتنفيذ مبادرة السور الاخضر الكبير للساحل والصحراء وأن هذه المساهمة مكنت من وضع آلية مهمة لتقليص الفقر ولمكافحة التصحر الى جانب تعزيزالقدرات في مجال تعبئة الموارد المالية والفنية.
وكان البروفوسورجا عبدالله،الامين التنفيذي للوكالة الافريقية للسور الاخضر الكبير القى كلمة أوضح فيها أن تنفيذ السور الاخضر الكبير يشكل ضرورة لتصحيح الفروق والتهميش الذي طالما عاشته الارياف في المناطق القاحلة وإقامة تنمية تشاركية تشجع تبوء هذه المناطق مكانة لائقة بوصفها اقطاب تنمية ريفية.
وأضاف أن الحفاظ على المكاسب يتطلب وجود تمويل مستديم ومخطط واضح الا أن ذلك يواجه بعض المعوقات تتعلق بضعف تأثيرالتدخلات المتنوعة والعديدة وتقادم المصالح الوطنية لحماية الغابات الشيئ الذي يمنعها من تقديم الدعم التقني واللوجيستي اللازم،مما يستدعي دعم قدراتها في هذا المجال.
و أكد انه لمواجهة التحديات البيئية والمناخية سيكون السورالاخضرالكبير الانجازالاكثراهمية بالنسبة لافريقيا.
وبدوره ثمن المتحدث باسم الاتحاد الافريقي السيد الفيس فول تانجيم فكرة انشاء الوكالة الافريقية للسورالاخضرالكبيرالتي ستساهم في الحد من هجرة الشباب من الارياف لما ستوفره من فرص عمل،مشددا على ضرورة تنسيق وتعاضد الجهود الافريقية لرفع التحديات المطروحة من أجل تنفيذ برامج ومشاريع الوكالة الافريقية للسور الاخضر الكبير.
وقال إن الاتحاد الافريقي يتابع عن كثب مختلف مراحل تنفيذ هذه الوكالة خدمة لشعوب دولها الاعضاء .
وحضر حفل افتتاح هذه الدورة عدد من أعضاءالحكومة والسلك الديبلوماسي في نواكشوط والشركاء الفنيين والماليين وشخصيات عديدة أخرى.