تدشين قناة السويس الجديدة بحضور ملوك ورؤساء
أنباء اينفو ـ دشنت اليوم الخميس بالإسماعيلية شمال شرق مصر “قناة السويس الجديدة” التي طورتها السلطات هناك للنهوض بالاقتصاد المصري.
وحضر التدشين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من نظرائه رؤساء وملوك العالم وممثلي الدول والمنظمات الدولية.
وقد قاد الرئيس السيسي العرض البحري على متن يخت “المحروسة” الذي كانت تملكه في الماضي العائلة المالكة المصرية.
ورافقت اليخت قطع بحرية حربية مصرية من بينها فرقاطة “تحيا مصر” التي عبرت المجرى الملاحي للقناة لأول مرة.
وشاركت في العرض الجوي ثلاث طائرات من نوع “رافال” وثماني طائرات من نوع أف – 16 وعدد آخر من الطائرات الحربية التابعة للقوات الجوية المصرية.
وأعلن الرئيس المصري بعد ذلك بحضور قادة الدول المدعوين الافتتاح الرسمي لقناة السويس الجديدة وسط حضور رسمي وشعبي كبير.
ويهدف تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كلم، إلى مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة وتتوقع هيئة قناة السويس أن يكون بوسع حوالي 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا.
وستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين ما سيقلص الفترة الزمنية لعبور السفن من 18 إلى 11 ساعة.
وسيؤدي افتتاح القناة الجديدة الى زيادة ايرادات القناة السنوية من 5.3 مليار دولار (حوالى 4.7 مليار يورو) متوقعة للعام 2015 إلى 13.2 مليار دولار (11.7 مليار يورو) عام 2023.
وافتتح الرئيس المصري في الخامس من أغسطس 2014 أعمال حفر الفرع الجديد لقناة السويس وطلب انذاك ان تنتهي الأعمال خلال عام واحد وهو ما تم بالفعل.
وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل أعمال انشاء الفرع الجديد للقناة جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار دون ان تتكلف الدولة أية مصاريف في هذا المشروع العملاق.
وتضمن المشروع حفر قناة جديدة طولها 37 كلم وتعميق وتوسيع القناة الأساسية على طول 35 كلم.
وقناة السويس هي من الممرات التي تشهد أكبر حجم من الملاحة في العالم وفي 2007 شكلت حركة الملاحة عبرها 5،7% من حركة الملاحة التجارية العالمية بحسب مجلس الملاحة العالمي.
ومشروع “قناة السويس الجديدة” جزء من خطة اقتصادية طموحة لتطوير منطقة قناة السويس لتجعل منها مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا من خلال بناء عدة موانئ تقدم خدمات للاساطيل التجارية التي تعبر القناة.
ومن المتوقع ان يوفر هذا المشروع أكثر من مليون وظيفة خلال السنوات ال15 المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن قناة السويس، التي افتتحت عام 1869 بعد أشغال استغرقت عقدا تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وهي من طرق الملاحة الرئيسية للتجارة العالمية ولا سيما لنقل النفط، ومصدرا ثمينا للعملات الأجنبية بالنسبة للسلطات المصرية الساعية إلى تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
كما أن القناة ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طول القناة 193 كم، وتنقسم طوليا إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضيا إلى ممرين يسمحان بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوما في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
ووقعت مصر اتفاقية الجلاء مع ابريطانيا في 19 أكتوبر 1954م، والتي بموجبها يتم جلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس ومصر.
وقد اتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرار تأميم قناة السويس ظهر يوم السبت، 21 يوليو 1956، ردا على قرار البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا بسحب تمويلهم لبناء السد العالي.
وأسفر تأميم القناة عن العدوان الثلاثي الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م.
كما تسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات ، حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975، وشهدت القناة بعد ذلك محاولات لتوسيعها بدأت عام 1980 وكذلك فكرة تحويلها إلى منطقة خدمات لوجستية.