أخبار

اعمدة الإنارة الشمسية البديل المستدام في نواكشوط

إلى وزارة الطاقة والمسؤولين المعنيين: يكثر الكلام في هذه الآونة عن إستخدامات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، ومن ضمنها إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية، ويكثر الحديث حاليا عن قرارات لتحويل كل أعمدة إنارة الشوارع إلى أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية مثل شارع المطار الذي أستفاد سابقا من الخدمة ، ويضغط الإعلام الغير متخصص من أجل الإسراع بهذا التحول، ويترصد التجار والموردين هذه القرارات لتحقيق أرباح ومكاسب تجارية مشروعة في ظاهرها ولكنها غير عابئة بموارد الدولة المالية المحدودة.وكمتخصص في هذا المجال أحذر من “شراء التروماي” والتوسع في هذا التطبيق بشكل عشوائي وغير منضبط الذى سيؤدي إلى خسائر جمة وغير محسوبة وسمعة سيئة للطاقة الشمسية بينما المشكلة ليست في النظرية بل في التطبيق.مما لا شك فيه أن إستخدام الطاقة الشمسية في أعمدة إنارة الشوارع هو تطبيق مشهور ومنتشر في أوروبا و المملكة المغربيه الشقيقة وأماكن أخرى من العالم وهو تطبيق ناجح في معظم الحالات في هذه الدول، لكن هل يمكن نسخ هذا النجاح في بلادنا؟وقبل أن نجيب على هذا التساؤل المشروع علينا أن نحدد إيجابيات وسلبيات هذا التطبيق عندنا .. والفرق بيننا وبينهم.أهم الإيجابيات عندنا هي السطوع الشمسي العالي مقارنة بالمغرب و أوروبا وكذلك إنخفاض ساعات الليل في الشتاء عن أوروبا حيث تبلغ ساعات الليل في شتاء نواكشوط 14 ساعة مقارنة ب 16 ساعة في برلين على سبيل المثال، مما يعني عملياً أن باستخدام ألواح شمسية وبطاريات أصغر حجماً وأقل تكلفة يمكن إنارة نفس الكشاف الضوئي بنجاح.أما السلبيات عندنا فتتركز في مشكلتين رئيسيتين:

1- احتمالية تعرض البطاريات -على وجه التحديد -للسرقة كبيرة جداً، خصوصاً في الشوارع العامة والطرق المفتوحة.

2- الجو لدينا مترب ويحتوي على قدر كبير من الغبار بعكس المناخ الأوروبي والأسيوي، مما يعني ضرورة تنظيف الألواح الشمسية بصورة دورية للمحافظة على كفاءتها والمحافظة على أداء النظام بكامله وعمر البطارية.وتنظيف هذه الألواح المركبة فوق الأعمدة ليس بالمهمة السهلة ولا بالعمل البسيط، فنحن نتكلم عن أعمدة إنارة الشوارع التي يبلغ إرتفاعها من 11 إلى 15 متر في أغلب الأحيان، مما يعني أن أداء هذه المهمة يتطلب سيارة ونش مجهزة، بها عامل وسائق، ويمكن لهذه السيارة تنظيف حوالي 40 عمود في اليوم الواحد بمعدل 10 دقائق لكل عمود تستغرقها السيارة في رفع الونش وخفضه والتنظيف نفسه ثم الإنتقال للعمود التالي، غير آخذين في الإعتبار أوقات التعطل للأكل وشرب الشاي وأي أعطال طارئة مع إعطاء ساعة للراحة وللصلاة والوضوء.

ما أنني أثق تماماً أنه في ظل العشوائية التي تتسم بها قرارتنا في المستويات الإدارية الدنيا، فسنجد أعمدة إنارة تظللها المباني والأشجار المحيطة ويعلوها ألواح شمسية في مشهد عبثي لا يعني سوى إهدار مواردنا المالية.

والحل العملي البديل هو إستبدال الكشافات التقليدية المستخدمة حالياً في إنارة الشوارع بكشافات موفرة للطاقة وأشهرها الليد LED تقلل من إستهلاك الكهرباء بأكثر من 80% وعمرها أكبر بكثير من الكشافات التقليدية، وقصر إستخدام أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية المستقلة Standalone على الأماكن التي لها حراسات خاصة أو بوابات مغلقة وفرق عمل محلية وإرتفاعات أعمدة بسيطة نسبياً يسهل تنظيفها باستخدام السلالم فقط أما الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء فلها إستخدامات أخرى عديدة والأفضل هو إستخدامها على أسطح المباني وكأنظمة بديلة مع بطاريات تخزين أو بدون في أنظمة مركزية أو شبه مركزية يسهل تنظيف مجموعة كبيرة من الألواح في وقت قصير بعدد محدود من العمال.مواردنا المالية محدودة، فيجب حسن إدارتها وعدم التسرع في إتخاذ القرارات، فليس كل ما يلمع ذهباً

مهندس / أحمد ولد عبد الله

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button