مقالات

حوار الأزمة … وازمة الحوار/ محمد ولد الطالب ويس

انباء انفو- منذ انقلابه على ولد الشيخ عبد الله،، الانقلاب الذي هيأ له هو وعصابته المشهورة التي تداعت إلى قصعته من برلمان وحكومة ولد الشيخ عبد الله، العصابة المشهورة التي تعرفها الأرض والسماء والشعب بغدرها وخيانتها وهرولتها إلى من يدفع أكثر، العصابة التي يقعقع لها بالشنان وتغمز كتغماز التين، عصابة تشريع

المنكر والبغي، المهم ، منذ ذلك الانقلاب المشئوم ـ الذي قال فخامته نفسه بعظمة لسانه إنه ردة فعل ـ والأرض تغلي، تفور، تكاد تميز من الغيظ، وكأنما نادى لسان الكون فيها بالتقهقر والغليان فبادرت بالإجابة، جنرال منقلب على شرعية ما كادت تحط رحالها وما كاد الشعب يصدق أنه حصل عليها تباركه عصابة من ممتهني الترحال للارتزاق، حدث عظيم يهز كل ما من شأنه أن يهتز، وإني لمتأكد أن ندامة الكسعي تساكن السيد احمد ولد داداه من ذلك اليوم المشئوم، هذا الحدث كان هو الأزمة التي دخلت منها البلاد دوامة الهزات والتي ما كان الجنرال ليتجاوز أولاها لولا أنه توكأ على أعتى أعمدة المعارضة في البلد، فبدأت الأزمات من ذلك الوقت أي الحوارات، فسيادته كان هو الأزمة الأولى وكان هو الحوار الأول، فبالحوار مع ولد داداه حين انقلب على ولد الشيخ عبد الله اجتاز الهزة الأولى بنجاح، وبحوار داكار اكتسب “شرعية” وذلك بانتخابات “الباء الجوالة” المشهورة وبهذا الحوار الذي تقام له الدنيا الآن لاشك أنه يبحث عن شيء:، مأمورية ثالثة، خروج من السلطة بدون مضايقات، تعديل الدستور، “مدفيدف ـ بوتين” الله أعلم ، المهم أنه يبحث عن شيء ما لنفسه، إذ لو لم يكن الأمر كذلك لأنهى مأموريته التي لا ينازعه فيها أي أحد ورحل، خصوصا أنه قال إن البلاد ليست في أزمة، “البلاد ليست في أزمة” جملة طالما قالها، وتقيأها منافقوه في مناسبة وفي غير مناسبة، إذا لماذا الحوار؟ لماذا الحوار و “الثوار أشوابين” انكسرت ثورتهم ولم يعودوا ثوارا ولا مطالبين بالرحيل؟ لماذا الحوار والبلد ليس في أزمة، خزينته متخمة، واقتصاده قوي، والأمن فيه مستتب، والفساد فيه محارب، والرئيس فيه للفقراء، والفقراء فيه لا يظمؤون ولا يضحون، والأغنياء فيه اخضرت نعالهم زيادة، والبلد يسير في طريق النماء والازدهار بخطى واثقة، يمشي على الطريق الصحيح منتصب القامة، مرفوع الهامة  يجر وراءه دول 5 ودول الاكواس ودول الساحل وافريقيا بأسرها،،! لماذا رئيس بلد بهذه الهيأة يستجدي الحوار من معارضة من “المفسدين” والثوار “أشوابين” ومع ذلك فهي أقلية كأوراق الخريف كلما هبت زوبعة من زوابع سيادته أخذت معها ما خف وزنه من تلك الأوراق؟ لماذا يستجدي هذا الحوار لدرجة تعبئة وسائل الاعلام ووجوه وزراء غير مقنعين “أشويبات” “آفكيرش” يتشدقون بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع ؟ الحقيقة أن فخامته يؤمن بالحوار ويحبه لأنه بالحوار حصل على ما قد حصل عليه، وبالحوار يريد الحصول على المزيد، والحوار قرينه لأنه هو الأزمة والأزمة لابد لها من حوار، والحوار يشغل الناس عن همومها وتطلعاتها والتفكير في قضاياها الكبرى ويسكنها في دوامة البحث عن حلول لأزمات مختلقة، وهذا هو الحوار الأزمة، أما الحقيقة الأكثر تأكيدا هي أن البلد فعلا في أزمة، أزمة اقتصادية: وزارة المالية لا تخرج منها إلا رواتب الموظفين وبالكاد، شركة اسنيم أصبحت تمول الوداديات وذلك النوع لايجاد فرصة للنهب طبعا رغم أن الشركة لا ينبغي أن تستثمر إلا في داخلها، وأصبحت حساباتها لدى البنك المركزي لتكون قريبة من الأيادي الآثمة،، وأزمة سياسية: تنافر تام بين النظام والمعارضة، مجلس للشيوخ منتهي الصلاحية،، وأزمة اجتماعية: ظهور الطبقية والفئوية والعرقية،، وأزمة أخلاقية: الإنحراف والإغتصاب والسطو والترويع،، وأزمة قيم: الزنادقة والملحدون،، هذه الأزمات قادرة على أن تعصف بالرجل وتعرضه للمضايقات والمتابعات القضائية، إذا ما أنهى مأموريته بشكل طبيعي، هذا إذا أمهلت الظروف البلد ليصل إلى نهاية مأمورية الرجل، فأصبح يتخبط كالغريق والمعارضة تراه يغرق، فتتذكر هذه المعارضة أكيدا كيف أنقذته بزعيمها السابق حين انقلب على ولد الشيخ عبد الله، وكيف أنقذته بزعامتها اللاحقة حين “فاز” في انتخابات “الباء الجوالة” ولا شك أن هذه المعارضة التي غازلت الرجل مرتين ورجعت بالخيبة في كل منهما ومدت له يد العون وهو في أمس الحاجة إليها فلما استوى واقفا عض اليد التي مدت إليه،، لا شك أن هذه المعارضة تتذكر ذلك جيدا بكثير من الحسرة والندم ولا أحسبها تمد يدها لتلدغ مرة ثانية، ولا أحسب “أشوابين” وقد تم التصريح لهم بذلك علانية سيغازلون من جديد جنرالا في ريعان شبابه مزهوا بأغلبيته المريحة وانجازاته العملاقة ورئاسته التي تجاوزت حدود البلد، ولو أن “المظهر خداع”، خصوصا أنه رفض شروطهم التي تقدموا بها للدخول في الحوار، وليست الكتلة التي اختارها لتتولى دور الوساطة بقادرة على التأثير على المعارضة لأسباب كثيرة منها أن هذه الكتلة ليس لها تأثير يذكر إذ لو كان لها تأثير لأثرت على من أرسلها حتى يتقبل توصياتها في حوارها السابق معه، ويأخذ برأيها في حواره الحالي، وليست البعثات الوزارية التي اختار لشرح حواره بوسيلة إقناع هي الأخرى وذلك لأن أشخاصها غير مقنعين وخطابهم أبعد ما يكون من الإقناع، فكيف بمن يتبجحون بالمنجزات والأغلبية والأوضاع الجيدة أن يقنعوا من لا يؤمن بما جاؤوا به بحوار عبثي يتستر الداعون إليه على الأسباب الحقيقية لدعوتهم إليه؟ كل هذه الأسباب تجعل الإجماع على حوار ولد عبد العزيز وجماعته أمرا مستبعدا، وهذه هي أزمة الحوار، فلا ولد عبد العزيز ولا بعثاته التي أرسل للشرح ولا كتلته التي أرسل للوساطة قادرون على جر غير المنافقين لولد عبد العزيز إلى حوار عبثي يعود ريعه إلى ولد عبد العزيز وعصابته، فإن كان البلد في أزمة ـ وهو فعلا فيها ـ فاليتحمل ولد عبد العزيز وعصابته تبعات ذلك دون أن يشركوا معهم أحد، وإن كان البلد كما يقولون “سمنا على عسل” وهم لا يريدون ما ليس لهم فالينهوا مأموريتهم التي لا ينازعهم فيها أي أحد ويرحلوا ويريحونا منهم ومن ضجيجهم الذي يصم آذننا منذ مجيئهم وحتى اليوم، لكن كل هذا لا يهم فولد عبد العزيز مصر على الحوار، فسيتحاور ولو مع نفسه ويخرج من حواره مع نفسه بما يريد.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button