فرنسا تنصح رعايها بعدم السفر إلى موريتانيا ..
نصح وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران أمس الأحد في حديث لصحيفة «جورنال دو ديمانش» مواطنيه بعدم السفر إلى موريتانيا خوفاً من الاعتداءات الإرهابية
و أكد أن أكثر ما يقلق الفرنسيين هذه الأيام هي المجموعات المرتبطة بـ«القاعدة في بلاد المغرب»، التي كانت تسمى «المجموعة السلفية للدعوة والقتال»، في الجزائر ، ويخشى الفرنسيون ان تقوم نفس المجموعة الإرهابية التى تمتلك من العتاد والقوة مايكفى القيام بنفس ما قام به الإرهابيون مؤخرا فى بومباي بالهند ضد المصالح الفرنسية المنتشرة فى المغرب العربي ، وإذا كان مقتل فرنسيين في الهند، جاء بمحض المصادفة فإن الفرنسيين مستهدفون في إفريقية وشمال إفريقية، وقد قتل أربعة فرنسيين في موريتانيا العام الماضي، الأمر الذى قاد السلطات الفرنسية إلى إلغاء سباق السيارات باريس – داكار الذي يمر بموريتانيا.
واعتبر موران أمس أن بلاده مستهدفة من قبل الإرهابيين، مثلها مثل غيرها، وقال: «كنا مهددين قبل هجمات بومباي وما زلنا بعدها لا أكثر ولا أقل». ورفض الربط بين وجود قوات فرنسية في أفغانستان وتعرض فرنسا لتهديدات. وصرح: «يقول طالبان إن سحب قواتنا من أفغانستان سيوفر لنا الحماية لكن هذا خطأ، فالتهديد الأساسي هي القاعدة في بلاد المغرب التي تعلن أن فرنسا هي عدوها الأول»، وأوضح ، أن «المجموعات الإرهابية الإسلامية تعتبر أن هناك جهاداً تستهدف الغرب بشكل عام والديمقراطيات»، وأشار إلى «التعاون غير المسبوق بين الدول على الإرهاب».
وفي غضون ذلك اعتبر الخبير بشؤون الإرهاب لويس كابريولي، الموظف السابق في الاستخبارات الفرنسية أنه إضافة للدول المعرضة سابقاً للعمليات الإرهابية مثل العراق وأفغانستان والمغرب والدول الأوروبية وغيرها ظهرت مؤخراً مناطق جديدة مهددة بالإرهاب مثل موريتانيا وسورية والنيجر وشمال مالي.
من جهة أخرى وفى سياق متصل ، طلبت وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال اليو ماري من أجهزتها إعداد «خطة عمل» خلال خمسة عشر يوماً لمواجهة هجمات إرهابية مشابهة لاعتداءات بومباي، رغم استبعاد احتمال تعرض فرنسا لهجوم مشابه.
أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية تدربت على كيفية مواجهة الهجمات البسيطة أو المعقدة في وسائل النقل أو المطارات أو الأماكن العامة لكنها لم تتمرن، حتى الآن، على كيفية مواجهة سيناريو احتجاز رهائن في فندق ضخم أو عدة فنادق، وتجد أنه من المهم الاستعداد لكل السيناريوهات في وقت تعتبر أجهزة الأمن أن هناك «تهديدات جدية» للأراضي الفرنسية. وتبقي على حالة التأهب بـالدرجة «الحمراء»، أي الدرجة الثانية بعد المستوى الأعلى وهو «القرمزي».
يأتي الخطر الأكبر، وفق تقديرات الأمن الفرنسي من المجموعات الإسلامية المتشددة التي تستخدم الإنترنت لتجنيد أفراد أو مجموعات داخل فرنسا ويمكن لهؤلاء أن ينفذوا عمليات تستهدف أهدافاً فرنسية بين عشية وضحاها، متأثرين بما يوجه لهم عبر مواقع إسلامية متطرفة على الانترنت، حسب ما أشارت دراسة أعدها «المعهد الوطني للدراسات الأمنية العليا» التابع مباشرة لوزيرة الداخلية اليو ماري. وبينت الدراسة أن «المواقع الإلكترونية التي تدعو إلى الجهاد تستقطب آلاف الزوار من فرنسا»، وذكرت أن بعض المواقع تبث خطابات أيمن الظواهري، الرجل الثاني في القاعدة، وتقدم «نسخاً باللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية…»، وتقترح بعض المواقع «تدريبات على حرب العصابات وتصنيع المتفجرات باستخدام مواد متوافرة في الأسواق».