لوس انجلس تايمز: بعد هجمات مالي العالم كله في دائرة الخطر
أنباء انفو – من المقاهي في باريس واﻷسواق المزدحمة في نيجيريا إلى المنتجعات السياحية في شبه جزيرة سيناء، والفنادق الجذابة في العاصمة المالية باماكو، يرسل “اﻹرهابيون اﻹسلاميون” رسالة للعالم خلال اﻷسابيع الماضية مفادها:” لا أحد في العالم أمن”.
بتلك المقدمة سعت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” اﻷمريكية تسليط الضوء على الهجمات التي وقعت خلال اﻷسابيع الماضية وأحدثها الهجمات في مالي، وتبنتها بعض الجماعات اﻹسلامية، وتاثيرها على العالم.
هجمات الجمعة- التي اقتحم خلالها مسلحون فندق راديسون بلو في العاصمة المالية باماكو واجتاحوا غرفه، خلف حوالي 20 قتيلا ، واستهدف مفتاح عمليات فرنسا لمكافحة اﻹرهاب في أفريقيا، جاء بعد أسبوع من الهجمات التي
شهدتها العاصمة باريس وخلفت 132 قتيلا، ومئات الجرحى.
هجمات باريس، والتي تبنتها الدولة اﻹسلامية المعروف إعلاميا ب”داعش”، إشارة إلى تصاعد حاد في قدرة التنظيم الذي يوجد في مناطق بالشرق اﻷوسط، على تصدير مشروعة للفوضى القاتلة خارج المنطقة، وخصوصا بعد تبنيه تفجير الطائرة الروسية الشهر الماضي فوق شبه جزيرة سيناء المصرية.
لكن هجوم الجمعة في مالي أكد أن تنظيم القاعدة المنافس القوي للدولة الإسلامية، لا يزال يشكل تهديدا خطيرا، وأعلنت الجماعة التي يقودها الجزائري مختار بلمختار زعيم تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، مسؤوليتها عن الهجوم على الفندق.
هجوم الجمعة على الفندق في باماكو -بحسب الصحيفة – يبدو أنه استهداف للمصالح الفرنسية، خاصة مع وجودها في صدارة القوات اﻷجنبية في غرب أفريقيا التي تحارب الجماعات اﻷرهابية، ودعت الجماعات المسلحة في مالي الموالية الموالية لتنظيم القاعدة والدولة اﻹسلامية للاستمرار في مهاجمة المصالحة الفرنسية في أفريقيا وفي كل مكان.
الهجوم على الفندق علامة أيضا على زيادة معاداة هذه الجماعات للمصالحة الغربية في غرب وشمال أفريقيا، ويأتي وسط تدهور الوضع اﻷمني في مالي مع تغلغل “الجماعات اﻹرهابية” في البلاد مع وصولها للجنوب من مقرها في الشمال لشن هذه الهجمات.
ويثير المخاوف من تمكن الدولة الإسلامية من إيجاد موطئ قدم في غرب أفريقيا بعد نجاحها في ضم “بوكو حرام” النيجيرية تحت مظلتها مارس الماضي، كما أن تنظيم القاعدة لا يزال يتمتع بحضور قوي في أفريقيا مع احتفاظه بولاء جماعات في مالي والصومال وغيرهما.
ففي هذا العالم الجديد الخطير، المسلحون – أيا كان ولائهم أو صلاتهم الدولية- يستطيعون أحداث ضرر كبير، فاﻷمر لا يتطلب أسلحة متطورة أو حتى تخطيط معقد، ففي هجمات باريس ومالي على حد سواء قام عدد قليل من المسلحين يحملون أسلحة اتوماتيكية ومتفجرات في بعض الحالات، باستهداف منشآت مدنية تحت حراسة خفيفة، مع استعداد للموت من أجل تنفيذ عملياتهم.
طريقة التنفيذ تلك أستخدمت سابقا في هجمات إرهابية ولا سيما في 2013 خلال عملية “ويست جيت مول” في العاصمة الكينية نيروبي، حيث نفذها 4 أشخاص وتبنتها حركة شباب المجاهدين الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، وراح ضحيتها 67 شخصا.
وبحسب محللون أمنيون، فأن المصالح الغربية في أفريقيا بما فيها كينيا ومالي والصومال ونيجيريا تواجه خطرا متزايد، خاصة مع الفساد المستشري في اﻷجهزة اﻷمنية في تلك الدول، والفشل الاستخباراتي وعدم وجود تنسيق بين أجنة اﻷمن المختلفة.
ويضيف المحللون إن استمرار العنف في القارة السمراء واحدة من التهديدات الرئيسية التي تواجهها المصالح الغربية، فواحدة من الجماعات التابعة للدولة اﻹسلامية مثل بوكو حرام يمكنها شن حرب عالمية، وتحويل هجماتها نحو اﻷهداف الغربية، فالجماعة ركزت هجماتها حتى الآن على اهداف نيجيرية، لكنها طورتها، ففي البداية كانت تستهدف قوات اﻷمن النيجيرية، ولكن على نحو متزايد شرعت في استهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال.
ونقلت الصحيفة عن بيتر فام مدير مركز أفريقيا التابع لمجموعة التفكير اﻷمريكية “أطلانتك كاونسيل” قوله :” حتى اﻵن لم تظهر بوكو حرام نفسها على أنها تشكل تهديدا مباشرا للدول الغربية، لكن في المستقبل يمكنها ذلك، فالجماعة تطورت بسرعة، فهم لم يشنوا هجمات على أهداف أجنبية، وهذا لا يعني أنها ليس لديها هذا الطموح”.