أخبار

يكون الجنرال أكثر حياء.. لو سمح للتحقيق بجرد أملاكه الخاصة

لايخلو خطاب من خطابات رئيس المجلس العسكري الحاكم فى موريتانيا الجنرال محمد ولد عبد العزيز هذه الأيام من لهجة التحدي و الإصرار على محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ، وبدأ الجنرال بالفعل حملة من الإعتقلات طالت وجوها وشخصيات وطنية لا غير القضاء يستطيع تبرئتها من التهم التى الحقت بها مطلقا ، غيرأن المستهجن والمرفوض عند النخبتين السياسية والفكرية الموريتانية هو توظيف مثل هذه القضايا الهامة فى بناء وتنمية مستقبل البلد لأغراض سياسية آنية يقول عنها معارضوا انقلاب السادس من اغشت ، إنها مجرد حملة لتصفية أعداء نظام القصر الجديد فى انواكشوط ، ويستشهدون على ذلك كونها اقتصرت حتى الآن –على الأقل- على مجموعة سياسية بعينها وهو مايستحيل معها عامل الصدفة ! .

اليوم وأنا أراجع خطابات الجنرال ابتداء من خطاب “الحي الساكن” و”توجنين” وانتهاء بخطاب “الطينطان” وتركيزه على محاربة الفساد ومقاضاة المفسدين ‘ قرأت فى صحيفة المساء المغربية عن مراسلها فى واشنتون فى عدد هذا الصباح ،” فضيحة واقعية تابع الأمريكيون فصولها حية مباشرة على شاشات التلفزيون . ،

تتمثل الحادثة التى تحولت الى فضيحة ! فى أن مديري شركات عملاقة لصناعة السيارات فى الولايات المتحدة الأمريكية تقدموا نهاية الأسبوع الماضي ومع استفحال الأزمة المالية التى تعصف بالإقتصاد الأمريكي ، بطلب المساعدة المالية من الإدارة الفدرالية الأمريكية التى أحالت طلبهم إلى الكونكرس الذى الزمهم بالحضور إلى واشنطون ليلتقوا بعدد من ممثلي الشعب الأمريكي داخل الكونغرس “وبعد ان أطلعوهم على حقيقة المصاعب التي يواجهونها، وقالوا بصوت مرتفع إن عدم حصولهم على السلفة قد يتسبب في إفلاس شركاتهم التي توظف مليونا و600 ألف مواطن أمريكي. لكن أعضاء الكونغرس رفضوا منح هؤلاء المدراء شيكا على بياض، وطالبوهم بحضور جلسة استماع طويلة نُقلت تفاصيلها مباشرة على شاشات التلفزيون، وتحولت إلى فضيحة حقيقية أثارت استياء الأمريكيين وغضبهم في آن. فالمدراء الذين كانت أصواتهم مرتفعة وهم يشرحون أسباب تراجع مبيعات السيارات وخطورة إفلاس شركاتهم على سوق الشغل الأمريكية، ابتلعوا ألسنتهم فجأة وصاموا عن الكلام عندما قال نائب في مجلس النواب : “لقد تفضلتم وشرحتم لنا الظروف الاقتصادية العامة التي أثرت على مبيعات السيارات داخل الولايات المتحدة، ونحن نفهم ذلك الأمر، لكن ماذا فعلتم أنتم كمدراء تنفيذيين كي تخففوا العبء عن شركاتكم؟ هل تخليتم عن جزء من مرتباتكم الخيالية؟ هل تنازلتم عن مكافآتكم المجزية والتي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات؟ لقد أخبروني بأن كل واحد منكم جاء إلى واشنطن راكبا طائرته الخاصة، هل يمكن أن تتخلوا عن ركوب تلك الطائرات الخاصة في رحلة عودتكم إلى ولاياتكم وتقبلوا السفر في طائرات تجارية مع باقي الأمريكيين كي تقللوا من مصاريفكم وتتبرعوا بقيمة تلك المبالغ للشركات التي تديرونها؟”.

صمت ثقيل وطويل ساد بعد أسئلة النائب الأمريكي، اكتفى خلاله المدراء التنفيذيون بالنظر إلى السقف وتجاهل عدسات الكاميرات التي سلطت أضواءها على قسمات وجوههم، ولم يكسر الصمت سوى تعليق النائب صاحب الأسئلة المحرجة الذي قال بصبر نافذ : “أرجو من الحضور أن يسجلوا للتاريخ أن لا أحد من هؤلاء السادة وافق على التنازل من أجل الشعب الأمريكي” !

هذه الجملة تحولت إلى عناوين بارزة في وسائل الإعلام الأمريكي التي استنكرت “وقاحة” المدراء التنفيذيين، وقالت إنهم ركبوا طائرات خاصة باذخة وارتدوا ربطات عنق باهظة، وجاؤوا إلى الكونغرس لكي يتسولوا 25 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب دون أن يعرفوا شعورا إنسانيا اسمه الحياء !” .

انتهى سرد الحادثة “الفضيحة” وسألت لماذا لايترك الجنرال هذا العناء كله فى سبيل ايصال فكرة قد يختلف الموريتانيون فى كنه مقاصدها ويقدم للشعب جردا بممتلكاته الشخصية وكذا ممتلكات مناصريه ووضع كل هذه الممتلكات تحت سلطة المحققين لتحديد مصادرها ، عندها يكون الجنرال أكثر حياء من المدراء الأمريكيين .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button