مقالات

– عندما يكون التاريخ محفوظ ورجال المرحلة موجودون عندها يصعب التزوير يابلعمش

بقلم : محمد ولد باباه ولد ديداه ـ اسبانيا
mohamedoulddeidah@yahoo.es

ظهر ذالك العنوان منذ ايام ـ شارع المختار ولد داداه ـ فى بعض المواقع الوطنية , ولم يثر فضولى وانا مشغول عنه , ولكن بعد ان تصفحت محتوى المقالة منذ يومين وجدت ما لم اكن اتصوره , وما لم يخطر ببالى .. شتم وسب وتزوير للحقائق وتحليل سياسى واقتصادى هدفه قلب حقائق يعرفها القاصى والدانى عن ابى الأمة وفقيدها ومؤسسة الدولة الموريتانية من عدم, السيد المختار ولد داده تغمده الله برحمته وادخله فسيح جناته .

انه هجوم شرس من شخص بارع فى قلب الحقائق على شخص لا يضره شيء بعد ما فعل .

شممت فى ذالك الهجوم رائحة الحقد والحسد مع اننى لا ارى مبرر لذالك , فلستما ابني جيل واحد ولا يستحق منك سوى الإحترام والتقدير ـ إذا كنت تقر بأنك ابن هذا الوطن ـ فليس هو من قام بالإ نقلاب الظالم على والد الشيخ عبد الله , اللهم اذا كان هجومك ذلك موجه بالأساس الى اسرة أهل داداه بسسب موقع احمد من الإنقلاب الذى بالتأكيد أنه اضر بك وبمصدر دخلك , لكن كان من الممكن أن توجه الكلام لأحمد نفسه فيمكن أن تجد فيه مايقال دون ان توجهه لكل موريتانيا ولمفخرة موريتانيا فقيد الأمة المختار ولد داداه.
كان عليك سيدى بلعمش أن توجه قلمك إلى أين يجب أن يوجه , فالساحة الوطنية الآن صالحة لترويض الأقلام لمن يعجبه الترويض , مع أن قلمك من وجهة نظرى ليس بحاجة إلى الترويض لكنه بحاجة الى التوجيه السليم والدقيق .

قلتم سيدى بلعمش بعد تلك المقدمة الطللية التى استعرضتم فيها عضلاتكم فى الإستنتاج والتحليل ” لقد تطلب بحث فرنسا عن الرجل المناسب لها في موريتانيا بعد رحيلها الصوري، عددا هائلا من التقارير الاستخباراتية و تحاليل خبراء بسيكولوجيا الشعوب و ملاحظات ضباط الميدان¨
وقد اتفقت كلها على شخص المختار ولد داداه لأنه ” درويش غامض الشخصية ، مستعد لكل شيء ، بارع الحيلة ، بارد الطبع ، مائع التفكير و يتمتع بما تحتاجه المؤامرة من دهاء و استعداد و براعة في التمثيل “.
بالتأكيد ان فرنسا اختارت المختار ولد داداه وان الرجل اختارها ايضا وهذا شيئ طبيعى , إلا انه وبذ كائه الخارق وتمرسه الفذ استطاع فى زمن الصعاب ان يستثمر هذه العلاقة لمصلحة تكوين القبائل البدائة المتخلفة والمتناحرة الى دولة عصرية رغم كل الضغوط التى واجهها من دول الجوار خصوصا, والرفض العربى عموما , بل ذهب ابعد من ذالك الى تكوين شبكة من العلاقات مع مجمل الدول الإفريقية وبعض دول العالم الأخرى والتى ساهمت فى التعريف بدولة الرحل المجهولة .
ان المختار ولد داداه يا سيدى الذى اتهمتموه بتحويل الدولة الى اضحوكة ولد حيماسو هو الذى انشأ الدولة وكان احرى بكم ان تقولوا الذى حول الصحراء المتخلفة الى اضحوكة كي يكون قولكم اكثر دلالة , فقبل ولد داداه لا توجد دولة كي تحول الى اضحوكة.
اما فى مايتعلق بحديثكم عن دولة ولد داداه المنبوذة حسب ادعائكم فهو حديث غريب لا اعتقد انه اقنعك احرى ان تقنع به الآخرين , فقد نبذت الدولة عندما تخلت عن منشئها , وهذه الدولة هي التى وفرت لك الأمن بعد أن كان مفقودا وشدت من ساعدك حتى قوي عودك فتعلمت القراءة والكتابة وياليتك لم تتعلمها .
اعلمه الرماية كل يـــوم “””” فلم اشتد ساعده رمـانى
وكم علمته نظم القوافى “””” فلما قال قافية هجـــــانى
واعلمه الفتوة كل وقت “”””” فلما طر شاربه جفــانى
وفى ما يخص العاصمة وعدم قبول اي مدينة لإستضافتها فهو حديث من لا يعلم أن فى تلك الفترة لا توجد مدن اصلا كي تقبل او ترفض اللهم اذا كنت تتحدث عن “الفركان”التى تجوب الصحارى بحثا عن الماء والكلإ , او المدن التاريخية كشنقيط وولاتة ووادان… وهذه المدن رغم اعتزازنا بها لا تصلح لأن تكون مراكز ادارية احرى أن تكون عواصم , وليس فى موريتانيا مكان يصلح لعاصمة اكثر من انواكشوط , فهي ارض شاسعة ولها شواطئ كبيرة وموقعها موقع استراتيجى , وهذه ضرورة من ضروريات العاصمة التى يفترض ان تسكنها اغلبية السكان كما حدث فى ما بعد , فهاهي انواكشوط الآن تستضيف اكثر من ثلث سكان موريتانيا مما يؤكد ان اختيار ابى الأمة كان سليما وموفقا الى ابعد الحدود .
تناولتم بعد ذلك العملة الوطنية ” المأساة”من واجهة نظركم وابدعتم فى التحليل الإقتصادى , متجاهلين أو جاهلين ان تبديل العملة خطوة الى الإستقلال التام , وقد يؤدى الى تحريك السيولة التى تعانى من عدم التداول , وهذا ما حدث فعلا فى تلك الفترة التى كانت النقود فيها تحظ فى صناديق العجائز , ولم تكن العملة ضعيفة الا بعد أن اضعفتها الأنظمة الفاسدة التى تعاقبت على هذا الشعب الناكر لجميل مؤسسه.
سيدى العزيز إن تأمين ميفرما التى تنظر اليه بعين السخط وننظر اليه بعين الرضى خطورة جبارة اسست نواة لبداية تكوين اقتصاد الدولة الحديثة والتى يعتبر حديثا على مجتمع الرحل والبداوة , وهذه الشركة يا سيدى هي التى تساهم اليوم بنسبة تزيد على 30 % من الميزان التجارى الموريتانى وتوفر مصادر دخل لعدة آلاف من ابناء دولة ولد داداه كما يحلوا لك أن تسميها .
سيدى العزيز لم اكن اعتقد بأن احدا قد يصل به الحقد أو الكراهية لشخص آخر على أن يدعى امورا ما أنزل الله بها من سلطان ومعلومة عند الجاهل والعالم على حد السواء .
فقولكم أن فرنسا التى حكمت فى بداية القرن تركت بنية تحتية هامة وخبرات عسكرية كافية لا يمكن أن اتصور أنه صادر من شخص له ابسط الإلمام بتلك المرحلة ولا حتى بالمراحل التى تلتها , فستقلالنا أخذناه تحت خيمة , ليس تشبثا بالتقليد , بل لعدم وجود أي منزل فى العاصمة يضاف الى ذالك أن فرنسا لم تترك طريقا معبدا واحدا فى تلك البلاد الشاسعة.
فماهي بربك البنية التحتية التى تركت فرنسا ؟
سيدى العزيز إن حرب الصحرا ء خطأ كبير اعترف به المختار ولد داداه نفسه وسبحان من لا يخطأ, وتقسيمها مع المغرب دون استشارة اهلها هو سبب ذالك الخطإ , لكن تلك الحرب فرضت على موريتانيا رغما عنها , ومن الطبيعى أن تطالب موريتانيا بالصحراء التى هي جزء من مجتمع البيظان وأن تطالب الصحراء بموريتانيا التى هي جزء منها.
ولو أن الصحراء نالت استقلالها عن المستعمر الإسبانى قبل موريتانيا لطالبت بموريتانيا ولكانت محقة فى ذالك , فالمجتمع مجتمع واحد , ثقافة واحدة وعادات وتقاليد وقبائل مقسمة بين المنطقتين ولهجة ودين …
إن احداث 1966 الأليمة يا سيدى والتى قلت بنفسك أنها حدثت بسبب اضافة ساعتين من اللغة العربية للمنهج التعليمى لهي اكبر دليل على أن الرجل لا يساوم على انتمائه العربى والإسلامى رغم أن المستعمر كان حريصا على ان لا يتغير ذالك البرنامج .

واخيرا انصحك بأن تطالع اكثر عن المختار ولد داداه وان لا تقوم الأشخاص حسب هواك وعواطفك , عليك أن تراجع تاريخ الرجل ومواقفه النبيلة التى تعتبر بحق مفخرة .
فالمختار ولد داداه هو الذى كن عربيا أكثر من العرب وافريقيا اكثر من الأفارقة , ففى حرب الأيام الستة 67 وقبل أن تنضم موريتانيا الى الجامعة العربية ـ بسبب ضغط المملكة المغربية الشقيقة وعملائها ـ قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لموقفها الداعم للكيان الصهيونى , وهو الذى قطع العلاقات مع ابريطانيا بشأن قضية روديسيا الجنوبية , وهو الذى رفض يا سيد ى حضور حفل عشاء الرئيس الآمريكى نكسون الذى يتمنى كل رئيس حضورعشائه بعد رفضه استقبال كانث كوندا الرئيس الدورى لمنظمة الوحدة الإفريقية و اعتبر هذا الرفض إهانة لموريتانيا ولكل افريقيا…. وما استطردته من مواقف الرجل هنا لا يعدو كونه غيض من فيض , فياليت رأساء موريتانيا كلهم كانو مثله .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button