أخبار

الأيام التشاورية فى موريتانيا ،سياسة الأمر الواقع .. أم حرق المراحل نحو المجهول !؟

أعلن مساء أمس ولد محمد لغظف رئيس الوزراء الموريتاني الجديد عن تاريخ انطلاق ما بات يعرف هنا فى موريتانيا بالأيام التشاورية الذى حدد بدايته ب27 ديسمبر الجاري .
وأكد الوزير الأول فى خطاب بالمناسبة أن حكومته اتخذت “إجراءات لخلق الظروف المواتية لتنظيم المنتديات العامة للديمقراطية التي ستفرز اقتراحات لتنظيم انتخابات رئاسية حرة وشفافة”.

و دعا ولد لغظف جميع الأطراف السياسية الفاعلة إلى المشاركة بفعالية لتصحيح ما وصفها ، أخطاء الماضي ووضع الأسس المتينة لبناء ديمقراطية صلبة ودائمة، على حد تعبيره.

إعلان حكومة العسكريين فى هذا الوقت يأتى بانسجام مع ما كشف عنه أمس الأول سفير الإتحاد الافريقي فى بروكسل ، من أن الجنرال ولد عبد العزيز وافق على مطلب المجموعة الدولية القاضي بالإفراج الفوري وبدون شروط عن الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله ، وهو الإفراج الذى يفترض ان يتم قبل الرابع والعشرين من الشهر الجاري .

وما يطرح أكثر من سؤال هو الفائدة المرجوة الآن من القيام بأيام تشاورية فى ظل هذا الإنقسام الحاد بين الأطراف السياسية الفاعلة حقيقة فى الساحة السياسية ، خصوصا وأن أكثر تلك الأطراف قوة فى فى البلاد لا تزال ترفض وبشدة المشاركة فى الحوار ، فى ظل الإنسداد القائم وعد م وجود ضوء ولو فى آخر النفق ، وهو ما ينظر إليه البعض باعتباره تطبيقا لسياسة الأمر الواقع التى يظهر أن قادة المجلس العسكري يعتمدونها منذ أطاحوا بنظام ولد الشيخ عبد الله المنتخب فى السادس من أغشت الماضي ، وهي سياسة يعول الإنقلابيون الذين يتحكمون فى جميع مفاصل الدولة حاليا، ان ينتج عنها فتورفى ضغط المجموعة الدولية وتخليها بالتالي عن تطبيق العقوبات التى دائما ما تلوح بتطبيقها على قادة المجلس الأعلى .

كما أن بعض المحللين السياسيين المهتمين بالشأن الموريتاني يرون فى إعلان ولد لغظف أمس محاولة لتخطي موقع الكبوة ! وحرق مراحل لم يستطع الإنقلابيون تذليلها بشكل طبيعي ناضج ، مفضلين بذلك اقتحام المجهول بسلبياته المحتملة على الحاضر بمخاطره المحدقة !!.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button