ولد اعبيدنا يستنجد الضمائر الحية ، ويتهم ولد بوعماتو، وابن عمه الجنرال عزيز بالتآمر عليه
حصل موقع “أنباء” اليوم على بيان تفصيلي مرسل من الصحفي الموريتاني المعتقل بالسجن المدني بدار النعيم ، السيد عبد الفتاح ولد اعبيدنا الذى سلمته نهاية الشهر الماضي دولة الإمارات العربية المتحدة للسلطات الموريتانية استجابة لطلب من الجهات القضائة فى موريتانيا ، ولد اعبيدنا يكشف فى الخطاب قصته المأساوية وماتعرض له من ظلم وإذلال يرى أن خلفه التاجر الموريتاني ورجل الأعمال الكبير السيد محمد ولد بوعماتو معتمدا حسب رأيه على ابن عمه الجنرال ولد عبد العزيز الذى يحكم البلاد حاليا بعد ان أطاح بالنظام المنتخب فى السادس من أغشت الماضي ، موقع “أنباء” ينشر نص الخطاب كاملا وكما وصله :
هذه قصة معاناتي في السجن بالإمارات
– عبد الفتاح ولد اعبيدن مدير يومية “الأقصى”-السجن المدني بدار النعيم-
إذا كان السجن مدرسة الرجولة والتأمل والإصرار، فإن الظلم يولد أحاسيس ومشاعر متوترة قد تدفع البعض على وجه فوضوي ـ حسب تقييم البعض ـ إلى طلب القصاص والإنتقام.
وإن كنت أعرف أن التاجر المغرور بماله وجاهه وقريبه الجنرال محمد ولد عبد العزيز ومدير الشرطة القضائية السابق وبعض المحامين والقضاة، قد تعاونوا ضدي بطريقة مكشوفة هابطة، إلا أنني لن أسلك دروب العنف والطيش، والمزيد من التصعيد، لأن هذا المذهب يكفيه هؤلاء لتمثيله، أما أنا فأرجو أن أنشغل بأمور الخير والإصلاح والتوجيه والتواصل الإيجابي مع الشأن العام، من خلال الكلمة الحرة الجريئة المتوازنة، الجامعة غير المفرقة، البانية غير المدمرة بإذن الله، وكل يعمل على شاكلته وثقافته وطينته وتربيته، والزمن كفيل برفع الظلم وتحييد العتاة، المتسلطين عن طريق وسائل الدولة التي اغتصبوها إغتصابا فعلا.
إنني اليوم أعيش سجينا في السجن المدني بدار النعيم، بعد عشرة أيام قضيتها معتقلا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما جعلني أكتب هذه الأسطر عن المعاناة التي لقيتها، ليطلع عليها الرأي العام الوطني والدولي.
في يوم الأربعاء الموافق 19 نوفمبر 2008 اتصل بي قسم الأنتربول في دبي وعند حضوري بدأت الإجراءات التمهيدية للتسليم، بالإحتجاز يوما كاملا في سجن احتياطي في دبي، ثم حولت إلى أبوظبي في اليوم الموالي.
وبعد ساعات من السفر وصلت إلى إدارة الأمن الجنائي التابعة لوزارة الداخلية في العاصمة، وهذه الإدارة بدورها أحالتني إلى سجن يسمى “سجن الوثبة” الذي يبعد 60كلم عن مدينة أبوظبي.
هذا السجن الكبير الذي يوجد به حوالي ألفي نزيل لا يدخله أي أحد إلا بعد التفتيش التام، ويبدو أنه ضمن محاذير أخرى، احتياط من المواد المخدرة المنتشرة على نطاق واسع في الخليج.
وإن كان المرء في حياته اليومية لأغراض شتى ينزع ملابسه كليا، إلا أن هذا الإجراء عندما يفرض عليك قسرا وعنفا، وأمام شرطي نيبالي الجنسية يفتشك، يكون ذلك مؤثرا، ولا ينسى بسهولة!!!، ولكن نحتسبه عند الله، وأحسبه على السلطات الموريتانية الراهنة، وخصوصا الشاكي ولد بوعماتو، هؤلاء الذين أقحموا حروفي في هذا الأتون المعقد من الإذلال والإكراه والمهانة، خارج حدود الوطن، غريبا بعيدا وحيدا، في قبضة السجان…
في يوم الخميس 20 نوفمبر دخلت “سجن الوثبة” الذي بقيت فيه تسعة أيام بلياليها بالزي الأسود الموحد، حليق الرأس دون إرادتي أيضا.
وفي ليلة الأحد حوالي الثالثة ليلا توجهت إلى مطار دبي صحبة اثنين من قسم الأنتربول في دبي مقيد اليدين إلى أن وصلت إلى بوابة المطار وعندما دخلت المطار احتجزت في غرفة صغيرة إلى أن شارف وقت الرحلة على الخطوط التونسية لأجد في استقبالي إثنين من الشرطة الموريتانية، هما: المفوض القاسم ولد سيدي محمد ومساعده في المهمة رقيب الشرطة ديدي ولد المبارك، ليستلماني رسميا من سلطات دبي الأمنية عند البوابة 108 صباحا في الساعة السابعة بتوقيت دبي، وكأن الأمر يتعلق بمجرم حقيقي كبير!!!
هنيئا لحركة التصحيح على تهمة “البلاغ الكاذب” المختلقة المستغلة، لخنق قلم معارض.
وهنيئا على التوظيف الحقير الهزيل لإسم الدولة الموريتانية وجهاز الأنتربول الدولي في مكافحة كاتب مقال!!!
وبعد رحلة طويلة وصلنا إلى إنواكشوط مساء الأحد 30 نوفمبر 2008، للإحالة المباشرة إلى السجن المدني بدار النعيم، وسط جو مشحون وحراسة غريبة واسعة مشددة.
ومن داخل سجني أقول عفا الله عن من ظلمني وهدا وأرشد من أخطأ في حقي، وحق هذه المهنة المهانة، وحسبي الله ونعم الوكيل.
أما قناعاتي وآرائي وتوجهاتي التغييرية الرافضة، فلن أزداد بعد هذا التعذيب النفسي والإرهاق البدني، والظلم الطافح إلا تمسكا بها وثباتا عليها بإذن الله.
وعلى العموم تعتبر هذه الأحداث رسالة تخويفية صريحة ضد أصحاب الكتابة والتحرير والرأي، ومؤشر خطر على طريق ممارسة العمل الإعلامي في الوطن العربي بصورة عامة، وموريتانيا على وجه خاص!!!
أما قول الجنرال عزيز بأنه داعية عدل ولا يشكو من الصحفيين، فهو على نسق لا أأكل من الذبيحة الحرام، وإنما أشرب مرقها!!!
وإلا فلماذا هذا التعاون التام الكامل مع التاجر السيد محمد ولد بوعماتو ضد قلم صحفي أعزل من السلاح.
ولعل القلم أقوى وأمضى سلاح بإذن الله وإن كان للباطل جولة وصولة محدودة عابرة مكشوفة معيبة، فإن للحق صولته.
قال الله تعالى: ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)) صدق الله العظيم.
وفي هذا اليوم تصبح قصص الظالمين مجرد ذكرى حزينة متجاوزة على طريق الصراع الحضاري المتواصل بين الخير والشر والحق والباطل…
معشر الزملاء الإعلاميين :
تحركوا لإنقاذ شرف وإسم مهمتكم ومهنتكم المستباحة، فالحجة ضعيفة مكشوفة “إبلاغ” لاغ مصنوع، لم تحدث أدنى ذرة من مفهومه العلمي أو القانوني ونحن جميعا على موعد للإحتفال بالنصر وكشف الزيف.