أخبار

بناء ثاني أكبر قاعدة عسكرية أمركية في إفريقيا ب”أغادير”

أنباء انفو – تعتزم واشنطن تدشين ثاني قواعدها العسكرية في منطقة الساحل الإفريقي الممتد من السنغال على المحيط الأطلنطي غربا، وحتى أريتريا على ساحل البحر الأحمر شرقًا. 

وتقام القاعدة الأمريكية في مدينة أغادير وسط النيجر وعلى بعد 450 كلم من الحدود الجزائرية وسيناط بها توجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية في ليبيا ومالي ونيجيريا، ومن المتوقع أن يتم نقل مقر القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (افريكوم ) من مقرها بشتوتجارت بالمانيا إلى مدينة غدامس جنوب ليبيا ولكن عقب الانتهاء من قاعدة اغادير خلال العام 2017.

وتعد القاعدة الأمريكية الجديدة بمثابة ثقب جديد في حزام الأمن العربي الممتد لمسافة 5400 كلم، فبالاضافة إلى القاعدة الأمريكية في جيبوتي وقاعدة اغادير هناك أيضا القاعدة التركية التي دشنت بالصومال ناهيك عن النشاط الإسرائيلي المتزايد داخل هذا الحزام الحيوي.
وتأتي الخطوة الأمريكية في إطار تعاون واشنطن مع فرنسا في مكافحة الإرهاب وعقب تصريحات عديدة لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج بضرورة تكثيف النيجر لمراقبتها حدودها الشمالية لمنع دخول العناصر الإرهابية إلى ليبيا، كما عقد السراج عدة لقاءات مع الجنرال توماس فالدهاوسير قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، وجونثان واينر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا بمقر قيادة “أفريكوم” في مدينة شتوتجارد بألمانيا، وذلك في إطار الدعم الذي تقدمه افريكوم لقوات البنيان المرصوص التي تحارب داعش في مدينة سرت وسط ليبيا.

وعلى ما يبدو فان غياب مقاربة عربية لمكافحة الإرهاب جعل الدول الغربية تعزز وجودها في منطقة الساحل الافريقي بذريعة مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة داعش.

وتنتشر عدة جماعات إرهابية بمنطقة الساحل الافريقي أبرزها جماعة بوكو حرام بنيجيريا والتي استقلت عن جماعة الإخوان في ثمانينيات القرن الماضي تحت اسم جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد ولتعلن ولائها لتنظيم القاعدة عام 2002 تحت زعامة محمد يوسف ثم مولاة داعش مؤخرا، وفي عام 2005 ظهر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي منطلقا من الجزائر بعد فشل العملية الديمقراطية في تدجين الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر عام 1989، ففي إطار الصراع على السلطة حدث صدام مبكر بين المؤسسة العسكرية الجزائرية وجبهة الإنقاذ ما ادى إلى تبني الأخيرة القوة والعنف وانتشرت الجماعات الإرهابية في الجزائر على نطاق واسع وتاسست الجماعة الإسلامية عام 1992 وارتكبت العديد من المذابح ضد العسكريين ورجال الأمن وأعمال عنف ضد المدنيين وفي عام 2005 غيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وفي عام 2006 بايعت اسامه بن لادن واعتمدت أسلوب الاختطاف وطلب الفدية مصدرا للتمويل.
وفي مالي توجد حركة أنصار الدين ومن أكثر الحركات الإسلامية تشددا وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية مكونها الرئيس من قبائل الطوارق داخل اقليم ازواد الذي يطالب بالانفصال عن مالي، وقد خاضت حربا بقيادة اياد اغ غالي ضد حكومة بامكو توقفت عام 1992 عقب وساطة جزائرية ثم نشططت مرة أخرى عام 2012 ونجحت في السيطرة على عدة مدن وطبقت فيها الشريعة الإسلامية منها كيدال وتمبكتو ما ادى إلى تدخل فرنسا عسكريا وقامت وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف اباد اغ غالي إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224. 

وبحسب مراقبين فان لدى الجزائر مخاوف من تكثيف وتزاحم الوجود الاجنبي على حدودها الأمر الذي سيكون له ردة فعل غاضبة من قبل الجماعات الإرهابية، كما انها لديها مخاوف تتعلق بالسيادة نتيجة تكثيف عمل طائرات الاستطلاع الأمريكية بدون طيار في هذه المنطقة بهدف رصد كهوف الجماعات الإرهابية وهو ما سيجعل من منطقة الساحل والصحراء المحاذية لحدود الجزائر الجنوبية بؤرة توتر وصراعات وترفض الجزائر فكرة وجود قواعد أمريكية في دول جوارها الافريقي وتطرح بدائل عسكرية يتولاها الاتحاد الافريقي .

– وكالات

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button