“تكتل” والعسكر ، خصام وتهديد ..أم دلال و مراوغة ..؟
أفاد موفد “أنباء” إلى الأيام التشاورية أن مشادات كلامية وملاسنات حادة وصلت فى بعض الأحيان إلى حد العراك بالأيدي ، حدثت مساء الجمعة حيث أنهت المشاورات التى تجري فى قصر المؤتمرات بالعاصمة انواكشوط يومها السابع لتصل إلى مرحلة صياغة القرارات التى يفترض ان يخلص إليها المنتدى الذى قاطعته أحزاب وتنظيمات قوية وفاعلة فى الساحة السياسية الموريتانية .
الخلاف الذى ظهر مساء أمس الجمعة بين بعض المشاركين من حزب “تكتل” الذى يتزعمه السيد أحمد ولد داداه وشخصيات أخرى من مناصري المجلس العسكري خارج “التكتل” والذى يقال إن سببه محاولة الجماعة الأولى اصدار توصية بمنع العسكريين السابقين من الترشح لرئاسة الجمهورية ، وهو ما ترفضه تلك الشخصيات التى حولت التشاور إلى تطبيل ودعاية لصالح ترشح الجنرال محمد ولد عبد العزيز .
غير أن بعض المحللين يرى فى تهديد حزب تكتل بالإنسحاب من الأيام التشاورية فى حال تم فرض توصية تجيز للعسكريين الترشح ، مجرد محاولة لاستعادة هيبة ترى أغلبية فى الشارع الموريتاني أن الحزب الذى كان يوما من أكبر أحزاب المعارضة فى موريتانيا ، قد فقدها وإلى الأبد بعد ان غلب الحزب رغبة الجناح المطالب بدعم الإنقلابيين الذين أطاحوا بأول نظام منتخب بصورة ديموقراطية فى موريتانيا على الجناح الذى يرى فى أي اقتراب من العسكر انتحارا سياسيا للحزب وفشلا سياسيا لا يمكن للحزب بعد ه ان يحصل على مقاعد متقدمة فى المعارضة ، حتى ولو انفرط عقد وصاله فيما بعد مع العسكريين ، كما يلوح اليوم .
ويرى هؤلاء المحللون ، أن حزب”تكتل ” بعد ان شارك فى الأيام التشاورية رغم مقاطعة جميع الأحزاب السياسية المعارضة فى موريتانيا لها ، ودون ضمانات سياسية معلنة تجعل تهديد الحزب بالإنسحاب بعد سبعة أيام من الإشادة والتطبيل لهذه الأيام ، أمرا شبه مستحيل ولا يمكن النظر إليه خارج كونه يشبه تهديدات سابقة لنفس الحزب بأنه قد يقاطع تلك المنتديات ، لنجده بعد ذلك الحزب السياسي المعتبر الوحيد الذى ينصب نفسه شريكا رئيسا للدفاع عنها .