أخبارأخبار عاجلة

موريتانيا ومصر .. الإصطفاف مع البوليساريو ضد المغرب

%d9%85%d8%b5%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86أنباء انفو –  أكدت القمة العربية الافريقية الرابعة التي احتضنتها مؤخرا عاصمة غينيا الإستوائية (مالابو)  وجود أزمة حادة في العلاقات بين المملكة المغربية والنظامين الحاكمين في كل من القاهرة وانواكشوط  .

ولايستبعد معطم المراقبين في المنطقة العربية بروز أزمة جديدة بين المغرب من جهة وموريتانيا  ومصر  من جهة أخري وذلك على خلفية حضور الرئيسن  الموريتاني محمد ولد عبد العزيز و المصري عبد الفتاح السيسي للقمة التي قاطعها المغرب ومعه  7 دول عربية أخرى احتجاجا على مشاركة جبهة البوليساريو.

واعتبر بعض المحللين ،  حضور الرئيسين ولد عبد العزيز والسيسي للقمة التي عقدت أمس الأربعاء في عاصمة غينيا الاستوائية(ملابو )‘اصطفافا إلى جانب ‘‘ البوليساريو‘‘ .
وأعلنت ثماني دول من بينها المغرب، انسحابها من القمة العربية الإفريقية الرابعة وهي بالاضافة للمغرب كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن واليمن والصومال وقال بلاغ لوزارة الخارجية المغربية إن هذه الدول اضطرت إلى الانسحاب من أشغال المؤتمر حتى ‘‘لا تكون طرفا في الإخلال بالضوابط المشتركة العربية الإفريقية، وحتى لا يسجل عليها التاريخ تراجعها عن المكتسبات المشتركة‘‘.
وانتقدت صحف مغربية مشاركة الرئيسين الموريتاني والمصري  ووصفته بعضها ب‘‘الخطوة غير المنتظرة‘‘ لانه اختار ‘‘الاصطفاف إلى البوليساريو ويضفي مزيدا من الضبابية عن العلاقات المغربية مع البلدين المذكورين  خاصة بعد تغيب الزعيمين عن قمة مراكش كوب 22 ومشاركة التي أختتمت الأسبوع الماضيز
وإذا كانت الرئاسة الموريتانية لم تعلق علي مشاركتها في قمة ‘‘مالابو‘‘ إلي جانب ‘‘البوليساريو‘‘ فإن  الرئاسة المصرية، أصدرت أمس الأربعاء  توضيحا حول مشاركة السيسي في القمة قالت فيه إن القاهرة لا تعترف بـ.الجمهورية الصحراوية‘‘، ولكنها ‘‘تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الإفريقي‘‘.
وأوضح علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان اطلعت، أن ‘‘مشاركة السيسي في القمة الإفريقية ـ العربية، جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الإفريقي العربي المشترك، من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات‘‘.
وأكد يوسف أن ‘‘مصر لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، ولكنها تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الإفريقي‘‘.
وأضاف أنه ‘‘من منطلق المسؤولية الخاصة التي تضطلع بها مصر كدولة عربية إفريقية، فقد حرصت على المشاركة في القمة، خاصة أنها هي التي دشنت الشراكة الإفريقية ـ العربية الهامة من خلال استضافة القمة الأولى عام 1977‘‘.
وشهدت الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت القمة عليها، مشاركة 17 رئيس دولة إفريقية وعربية.
وقال موقع الايام 24 أن موقف مصر التي يحضر رئيسها عبد الفتاح السيسي للقمة بشكل شخصي يبقى ملتبسا وغير مفهوم بالنسبة للمغرب ‘‘في الوقت الذي أعلن المغرب، وثماني دول عربية، انسحابها من القمة العربية-الإفريقية بغينيا الاستوائية، بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد من جبهة البوليساريو في أعمال القمة، لم يتردد الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي في التمسك بمشاركته، رغم انسحاب حلفائه الخليجيين تضامنا مع المغرب‘‘.
وقال أن مشاركة السيسي في القمة العربية الإفريقية، إلى جانب جبهة البوليساريو، يضفي مزيدا من الضبابية على موقف القاهرة من الوحدة الترابية للمغرب، خاصة وأنها تأتي بعد مشاركة وفد من البوليساريو، برئاسة خطري آدوه، في الاجتماع الذي جرى بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ مؤخرا، الشيء الذي اعتبره مراقبون بمثابة استفزاز للمغرب، خاصة بعد استقباله من طرف رئيس البرلمان المصري.
واضاف الموقع ان مشاركة السيسي في القمة العربية الإفريقية تاتي «لتؤكد أن وفد البوليساريو الذي شارك في اجتماع شرم الشيخ وحظي باستقبال رسمي، كان فعلا مدعوا من القاهرة» وقالت الاوساط المغربية في حملة شنتها على مصر ابان تلك الزيارة ان القاهرة استقبلت وفد البوليساريو في إطار تحالف مصر مع الجزائر ضدا على تحالف المغرب مع دول الخليج.
ولعبت الجزائر دورا هاما في الغاء قرار تعليق عضوية مصر بالاتحاد الافريقي بعد الانقلاب الذي قام به الرئيس السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي كما زودت الجزائر السوق المصرية بالغاز باسعار تفضيلية بعد قرار شركة ارامكو السعودية بوقف تزويد مصر.
وكانت الاوساط الصحفية المصرية قد انتقدت زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس قام بها الاسبوع الماضي لاثيوبيا وتوقيع اتفاقية مساهمة المغرب في بناء سد على نهر النيل وهو ما اعتبرته هذه الاوساط بالموقف المعادي.
أكدت أماني الطويل رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الأهرام المصري أن انسحاب 8 دول عربية من القمة الأفريقية موقفا مستفزا وقد يكون له آثار سلبية.
وقالت أن هناك أساليب أخرى لإدارة الخلاف، لافتة إلى أن اعتراف 17 دولة فقط بالجمهورية الصحراوية يثير الشك في مصداقيتها وشرعيتها، ولكن وفقًا للبروتوكولات، فإن المنظمة لا تستطيع أن تسحب اعتراف هذه الدول.
وقال عبد الفتاح الفاتحي الخبير المغربي في شؤون الصحراء إننا أمام موقفين، الموقف المغربي الذي يرى أن فيه شرخا لأن عددا من الدول العربية لم تتخذ موقف دول مجلس التعاون الخليجي، فيما الموقف الإفريقي والداعم لجبهة البوليساريو ميزته الوحدة.
وأوضح أن إجماع الاتحاد الإفريقي على الاحتفاظ بالبوليساريو بدا واضحا في هذه القمة وهو ما عكسه حضور الدول الإفريقية العضو فيه وهو ما يطرح تساؤلا جوهريا، فإذا كان هذا موقفنا في قمة افريقية عربية، فمن يدعمنا في قمة افريقية صرفة؟
واعتبر أن الموقف المغربي طبيعي لأنه «ينسجم وقناعاته السياسية، فجبهة البوليساريو تسمي دولة وهمية غير معترف بها أمميا، وتنضبط لمبادئ القانون الدولي في تشكيل الكيانات ذات السيادة ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يشرعن قبولها في المنتديات الإقليمية والدولية. وطبيعي أن الدول العربية أن تتخذ موقفا مماثلا للموقف المغربي كإسناد في سياق تحالف عربي، أو طبقا لما يضبط وجودهم في الجامعة العربية التي لا تعترف بهذا الكيان من ضمن عضويتها.
وأضاف ‘‘إن الدول العربية داومت على هذا العرف فيما يخص مسألة نزاع الصحراء وسيادة ‘‘مهورية البوليساريو الوهمية ‘‘أي موقفها تاريخي وغير جديد‘‘ غير ان حضور البوليساريو للقمة «من الناحية البراغماتية وبالنظر إلى الملفات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية الثقيلة التي ستناقشها القمة، تجعل من وجود البوليساريو غير فعال ولا مفيد لكونها لا تمتلك ملفات للنقاش.‘‘
وأن ‘‘القمة العربية الإفريقية أكبر من أن تفشل بسبب إصرار جانب بحضور كيان غير معترف به أمميا ولا يمتلك مواصفات الفعالية في قمة ذات أهداف استراتيجية في الاقتصاد والاستثمار والسياسة‘‘.
وأصدرت القمة إعلان ‘‘ملابو‘‘ الختامي أعلنت فيه تضامنها الكامل مع المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق المنبثقة عنه، مؤكدة في الوقت نفسه على دعمها لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وتركز الإعلان الذي جاء في 19 فقرة على دعم الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للشعب الفلسطيني وقضيته حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب إعلان ‘‘ملابو‘‘ أيضا بضرورة إلغاء الديون على الدول العربية والإفريقية، معتبرا إياها أحد أسباب الأزمات والنزاعات التي تعاني منها تلك الدول.
وندد الإعلان بالعقوبات الأحادية المفروضة على بعض الدول العربية والإفريقية، مطالبا برفعها فورا.
كما أدان كافة أشكال الإرهاب ومظاهر تمويله والجريمة المنظمة، وكافة التمييز العنصري والاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأعرب عن تضامن القادة الكامل مع الدول الإفريقية والعربية التي يستهدفها الإرهاب.
إعلان ‘‘ملابو‘‘ ندد أيضا بانتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وطالب بأن يكون العالم خاليا منها.
وأكد على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن الدولي لكي يعكس الواقع الحالي وجعله أكثر تمثيلا وتوازنا قاريا، والعمل على تنسيق الجهود بين المجموعة العربية والإفريقية بشأن عمل المجلس خاصة بين الأعضاء غير الدائمين.
ودعا إعلان ‘‘ملابو‘‘ إلى دعم البلدان العربية والإفريقية في المساهمة بقوات ضمن بعثات الأمم المتحدة في مجال حفظ الأمن والسلم.
وأعرب الإعلان عن التضامن الكامل مع العراق في الجهود التي تبذلها حكومته للقضاء على تنظيم ‘‘الدولة‘‘ الإرهابي والجماعات الأخرى.
وشجب خطف المواطنين القطرين في العراق باعتباره عمل إرهابي، وعبر عن تفاؤله في أن تنجح الاتصالات القطرية والعراقية للإفراج عنهم.
وكان مسلحون مجهولون اختطفوا في ديسمبر/كانون الأول الماضي 26 قطريا من مخيم للصيد في منطقة صحراوية جنوبي العراق قرب الحدود السعودية، ولم تعلن أي جهة عن تبنيها لعملية الاختطاف.
ورحب إعلان ‘‘ملابو‘‘ بإجراء الانتخابات البرلمانية وعملية التحضير للانتخابات الرئاسية في الصومال باعتبارها خطوة هامة لعودة الاستقرار والسلام في البلاد.
كما أكد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية والأمن الغذائي والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والاتصالات، وتغير المناخ ، والتبادل الثقافي والتعليم ، وضرورة التعاون في كافة المجالات من اجل إقامة شراكة افريقية عربية.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button