تجميد العلاقات مع إسرائيل .. الإسلاميون استبشروا به، القوميون واليساريون اعتبروه مناورة
لم يتساوى الموريتانيون ، فى تقبل قرار الجنرال محمد ولد عبد العزيز أمس فى الدوحة ، تجميد علاقات بلاده مع إسرائيل ، فمع أن مطلب قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل كان مطلبا شعبيا ، يتوحد عليه جميع الموريتانيين ، إلا أن بعض الجهات السياسية فى موريتانيا رأت فيه قرارا ناقصا ضعيفا ، لم يرق حسب هؤلاء لما تطمح إليه الشعوب العربية والإسلامية ، الغريب فى الأمر أن أصحاب هذا الموقف ليسوا من التيارالإسلامي المعروف بمواقفه المتشددة من تلك العلاقات ، حيث سارع زعماء هذا التيار ، حتى قبل صدور البيان بشكل رسمي إلى الإشادة به واعتباره خطوة جريئة فى الإتجاه الصحيح حسب ما جاء على لسان السيد محمد غلام الأمين العام لـ’الرباط الوطني الموريتاني لنصرة فلسطين’ ‘ الذى قال فى تصريح منشور اليوم فى صحيفة “القدس العربي ” يصف القرار بأنه ـ’خطوة جريئة وهامة تنسجم مع مطالب الشعب الموريتاني’.
فى حين اعتبراليساريون والقوميون فى جبهة إعادة إعادة الديمقراطية القرار مجرد متاجرة سياسية يريد منها المجلس العسكري تلميع صورته للرأي العام المحلي والعربي ، بعد ان أفلس نظامهم ولم يعد لديهم مايقدمون حسب تعبير البعض ، وقد علق السيد محمد ولد مولود على قرار التجميد باعتباره ، ‘يُقرأ في سياقين أولهما محاولة من النظام الحاكم امتصاص الشارع واستغلال الموقف ثم العودة لتفعيل هذه العلاقات فيما بعد، والثاني المتاجرة السياسية بهذه العلاقات التي يعتبر نظام الجنرال ولد عبد العزيز امتدادا لنظام ولد الطايع المسؤول عن ربط هذه العلاقات المشينة أصلا’.
وقال ولد مولود إن الجنرال عزيز ،’حاول مرارا المتاجرة بتجميد العلاقات وسعى لتوظيفها مع اسرائيل إبقاء عليها مقابل تغيير الموقف الأمريكي من نظامه ومع ليبيا بقطعها مقابل ممارسة ضغوط على الاتحاد الافريقي لتغيير موقفه من الانقلاب’.
على الجانب الآخر أشادت فعاليت سياسية ونقابية مختلفة بقرار الجنرال واعتبرته إنجازا تاريخيا غير مسبوق وطالب هؤلاء بتنظيم استقبال شعبي متميز لرئيس المجلس العسكري فى مطار انواكشوط ،
أما الوزير الموريتاني المكلف بملف حقوق الإنسان في الحكومة الحالية محمد الأمين ولد الداده فوصف القرار بالجريء والمهم، وقال إن حكومته اتخذت هذا القرار ردا على ما يقع من مجازر في غزة.
وأضاف الوزير فى حكومة ولد لغظف ،أن القرار اتخذ انسجاما مع تطلعات الشعب الموريتاني الذي ظل يطالب بوضع حد لهذه العلاقة خصوصا أيضا منذ بدء الحرب على غزة.
ونوه إلى أن حكومته تريد أن تكون جميع مواقفها وعلاقاتها الخارجية تنسجم بشكل تام مع رؤى وتوجهات الشعب الموريتاني.
.من جهة أخرى بادرت أجهزة الأمن الموريتانية عقب إعلان القرار إلى فرض طوق أمني شديد على مقر السفارة الإسرائيلية بنواكشوط، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إليها.
