مقالات

مكتب قناة الجزيرة بموريتانيا والسقوط الحر .. !

بقلم : بوه ولد سيدامين

يقف المرأ عاجزا عن التحول المذهل الذي بدأ يعرفه تعاطي مكتب الجزيرة في موريتانيا مع المستجدات والتطورات المختلفة في بلد تحظي فيه قناة الجزيرة بمتابعة عالية وصدقية كبيرة علي عموم التراب الوطني.

المتتبعون للمشهد الإعلامي الدولي استبشروا كثيرا بفتح مكتب للقناة في انواكشوط تزامن مع التحولات التي شهد تها البلاد بعد تغيير الثالث من أغسطس 2005 واستطاع مكتب قناة الجزيرة

أن يواكب الاحداث ، وأن يفرض هامته المهنية العالية في المشهد الإعلامي بالرغم من إتهامه

من جهات سياسية بالميل علي أطراف في الصراع السياسي و قد ظل الأمر معقولا في إطار أن

“ما لا يدرك كله لا يترك كله”..

غير أنه بمجئ إنقلاب السادس من أغسطس 2008 تحول المكتب في قضاياه وضيوفه إلي محاباة جهة ضد أخري، وسقط مكتب الجزيرة في المشهد السياسي المحلي ، وتحول إلي واجهة للدعاية

وهو الأ مر الذي لم يعد خافيا علي المراقب.

ومن المفارقات أن “قناة العربية” ذات التوجهات المعروفة أصبحث أكثر جرءة وقدرة ومهنية في

نقل المشهد السياسي الموريتاني بكل تمفصلاته ومنعرجاته وتضاريسه محاولة تجاوز “قناة الجزيزة في “نشرة المغرب العربي” أنظر قضية الأرز الفاسد.

بيد أنه لا أحد يشكك في المهنية العالية والقدرة الفنية التي يتميز بها الزملاء بمكتب الجزيرة بنواكشوط لكن الواقع العملي لهؤلاء الزملاء تحول إلي آلة وبوق دعائي يتناقض بشكل كبير مع المهنية التي أختطتها القناة الكبيرة والتوجه التحريري في صياغة الخبر والتعامل معه بكل

حيادية ونالت بها رضي المشاهد في كل مكان والامثلة محل النقد لا تخص للحالة الموريتانية

: قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي الخاص بموريتانيا ، التداعيات الأمنية في الشمال الموريتاني ، الإحتكاكات علي الحدود مع مالي ، التأثيرات الإقتصادية لصادرات البلاد من الحديد والسمك قضايا الهجرة وغيرها.

كما يلاحظ أ نها أصبحت تميل إلي إستضافة أسماء لا علاقة لها بالتحليل وتعطيها وصف

” محلل” كمبايعة من “مكتب القناة” لهذه الأسماء التي لدي بعضها جرائد وعناوين والضحية

هو المشاهد و المتلهف لمعرفة الحقيقة ولا شيئ غير الحقيقة.

لقد أصبح العديد من الموريتانيين متحيرين من موقف قناة الجزيرة إتجاه بلدهم وهم الذين يريدونها أن تكون كما عودتهم سباقة وجريئة ومهنية لا تخاف ولا تتلبس بلبوس الأنظمة السياسية المتعاقبة.

لقد تراجعت أخبار موريتانيا في نشرة المغرب العربي . وغابت تطورات المشهد الموريتاني الملتبس ، وفرضت علي قناة الجزيرة أو هكذا يبدو أجندة تتناقض مع الشعار الذي رفعته وتمارسه علي الخريطة الممتدة إمتداد مراسيليها وقنواتها.

أم أن ما يجري في مكتبها بموريتانيا تبعات السقوط الذي تعرفه البلاد والمستقبل الذي لم تتحدد ملامحه بعد وكما يقال لكل ليل طويل مدلهم صبح قريب وضاء وساعتها ستكون

ورقة التوت قد رفعت عن مكتب الجزيرة بموريتانيا وحول المشاهد بيده جهاز التحكم علي قناة

دولية أخري يجد فيها ضالته بعد أن ظل لسنوات أسيرة لخديعة تسمي ” قناة الجزيرة “.

بوه ولد سيدامين

مختص في الإعلام السياسي

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button