هل ينقذ القذافي بلد «المليون شاعر»؟

(الكفاح العربي )موريتانيا, «بلد المليون شاعر», أو «بلد الملثمين», أو «بلد شنقيط», كما تدعى, تمر هذه الأيام مجدداً في خضم أزمة عاتية كتلك التي كانت تعانيها بسبب الانقلابات العسكرية المتتالية منذ استقلالها عن فرنسا في العام1960.
لكن هذه المرة الأزمة «أعتى» إذا ما جاز التعبير, لأن أحداً لم يعترف بالانقلاب العسكري الجديد الذي نفّذه في 6 آب اغسطس 2008 الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الجمهوري ورئيس الأركان السابق ضد الرئيس الموريتاني المنتخب سيدي ولد شيخ عبد الله. فكل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والمؤتمر الإسلامي, إضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي, أعلنوا رفضهم الاعتراف بالنظام العسكري الجديد وقرروا وقف المساعدات عن موريتانيا.
وبما أن هذه الدولة الصحراوية التي توازي مساحتها مساحة مص700,030, كيلومتر مربع والتي يعيش سكانها على كفاف الرعي وحفنة من المزروعات وتصدير الحديد الخام, هي من الأفقر في العالم, فإنها لا تستطيع الاستمرار في الحياة من دون هذه المساعدات. وهذا ما خلق الأزمة السياسية الحالية الطاحنة في البلاد, حيث الجنرالات عاجزون عن الحكم وحيث الحكام المنتخبون خارج الحكم.
والحل؟
لا يبدو أن ثمة مخرجاً الآن سوى مبادرة العقيد معمر القذافي, بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي, الذي وعد خلال قمة الاتحاد الأخيرة في اثيوبيا بالتدخل شخصياً لمحاولة حل الأزمة, فأرسل وفد وساطة رفيعاً إلى نواكشوط يتكوّن من 11 عضواً لهذا الغرض. وقد أمضى الوفد أربعة أيام في موريتانيا التقى خلالها قائد الانقلاب, والرئيس شيخ عبد الله, وكل أقطاب المعارضة والموالاة في البلاد.
وعلم أن الوفد تقدّم بالمقترحات الآتية:
– عقد مؤتمر للحوار الوطني فوراً واعتباره المدخل الوحيد لحل الأزمة.
– التوصل إلى حلول تحظى بإجماع وطني.
– القيام بعد ذلك بعرض هذه النتائج على مجلس الأمن الدولي وطلب استئناف المساعدات لموريتانيا.
هل ثمة فرص لنجاح هذه الوساطة؟
الأمر سيعتمد برمته تقريباً على ما سيقرره الموريتانيون أنفسهم إزاء المستقبل السياسي للانقلابيين, حيث ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يصران على عدم عودة جنرالات الانقلاب إلى الجيش بعد حل الأزمة, لأن هذا في رأيهما قد يعتبر انتصاراً لهم.