أخبار

إسرائيل استخدمت اليد المغربية للانتقام مباشرة بعد طرد سفيرها من موريتانيا

لايزال قرار موريتانيا الجمعة الماضي طرد سفير إسرائيل من نواكشوط يثير استغراب الكثير من المحللين فى العالم خصوصا وأنها المرة الأولى التى تتحدى فيها حكومة فى العالمين الإفريقي والعربي ، دولة إسرائيل التى يخضع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لهيمنتها.

الإستغراب حول قرار نواكشوط لم يلبث طويلا حتى طغى عليه حدث لا يقل عنه غرابة يتمثل فى قرار المملكة المغربية جارة موريتانيا الشمالية ، قطع علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التى تتهم بأنها من دفع المجلس العسكري الحاكم فى موريتانيا بعد الإطاحة بنظام ولد الشيخ إلى اتخاذ مثل هكذا قرارات مقابل تقديم الدعم والمساندة له فى وجه الحملة السياسية التى تقوم بها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إعادة النظام المخلوع .

وقع قرار المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران ترك جملة من التساؤلات حول خلفيات وأسباب هذه الخطوة التي تأتي في وقت يعرف فيه العالم و منطقتنا تحديدا تحولات سياسية كبيرة يكاد تأثيرها يصل إلى كل مكان على الكرة الأرضية .

صحيفة الشروق الجزائرية فى عددها الإثنين حاولت من خلال مقابلة أجرتها مع الخبير الإيراني السيد الموسوي الوصول إلى السر الحقيقي وراء قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران يوما واحدا بعد إبلاغ السلطات العسكرية الحاكمة فى نواكشوط سفارة إسرائيل أن الوقت قد حان لترحل نهائيا عن أرض موريتانيا .

وفيما يلي نص الحوار الذى أجرته صحيفة الشروق مع الخبير الاستراتيجي الإيراني أمير موسوي” والذي أكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية فوجئت بقرار المغرب يوم الجمعة والقاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقال موسوي “إن طهران تأسفت لهذا القرار الغريب وغير المنطقي” الذي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني ولا يخدم الشعبين المغربي والإيراني.
ويرى الخبير الإيراني أن هناك نقطتين اثنتين تفسران القرار المغربي بقطع علاقاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أولهما: أن القرار جاء ردا على قيام موريتانيا بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، بمعنى أن النظام المغربي استخدم اليد المغربية للانتقام من الإيرانيين. وتتمثل النقطة الثانية ـ حسب السيد موسوي ـ في أن يكون نظام الملك محمد السادس قد تعرض لضغوط كبيرة من طرف الإسرائيليين جعلته يقوم بهذه الخطوة، خاصة وأن الكيان الصهيوني كما هو معروف متغلغل بقوة داخل النظام المغربي.
ولا يستبعد الخبير الإيراني في حديثه إلى “الشروق اليومي” أن يكون القرار المغربي قد اتخذ بصفة مستعجلة وغير مدروسة سيما أنه يأتي في الوقت الذي تفاهمت إيران والبحرين وطويت صفحة الخلافات التي نشبت بينهما على خلفية تصريح أحد المسؤولين الإيرانيين مؤخرا.
وأعرب محدثنا الإيراني عن أمله في أن يقوم المغرب بمراجعة موقفه باعتبار أن الخطوة التي أقدم عليها إزاء طهران ستلحق به، لأن إيران هي العمق الاستراتيجي للأمة العربية والإسلامية ولو أستفتي الشعب المغربي في هذا الأمر لكان الجواب هو أن توسّع العلاقات بين البلدين بدل قطعها. أما التبريرات التي قدمها المغرب ـ يواصل السيد موسوي ـ بخصوص مسألة نشر التشيع في المغرب فهو كلام قديم لا أساس له من الصحة وليس هناك دليل يثبته وليس من مبادئ إيران أن يقوم دبلوماسيوها في الخارج بمثل تلك الأعمال بل أن هناك حرص إيراني على التقريب بين المذاهب ومحاربة النعرات الطائفية في العالمين العربي والإسلامي..
ويذكر أن البيان الذي أصدرته الخارجية المغربية يوم الجمعة جاء فيه أن “البعثة الدبلوماسية الإيرانية بالرباط تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي”.
ومن جهة أخرى، استبعد السيد أمير موسوي أن تكون قضية الصحراء الغربية لها علاقة بقرار القصر الملكي، مؤكدا في هذا الصدد أن بلاده ومنذ البداية لها موقف واضح من القضية يقضي بتأييد جهود الأمم المتحدة وتأييد أي حل تتفق عليه أطراف النزاع بينه استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، مبرزا أن المغرب نفسه اعترف بالدور الدولي عندما أرسل مبعوثه للتفاوض مع جبهة البوليزاريو. وحول ما إذا كانت الخطوة المغربية تدخل في إطار التخوف العربي من تقارب إيراني أمريكي محتمل، استغرب الخبير الإيراني من هذا الطرح وقال لـ”الشروق” أن المفروض على الدول العربية أن تعي الدروس ولا تنصاع وراء المخططات الأمريكية والصهيونية، لأن إيران لها مصالح استراتيجية وهي لم تستعمل لا القوة العسكرية ولا حتى القوة الإعلامية في المنطقة وإذا كانت الإدارة الأمريكية قد قررت تغيير سياستها إزاء إيران فلأنها أدركت أن لا حل في المنطقة بمعزل عن الجمهورية الإسلامية. ويذكر أن الخلافات بين إيران والمغرب كانت قد بدأت بعد إعلان الرباط دعمه للبحرين على خلفية تصريحات أحد المسؤولين الإيرانيين. ففي 25 فيفري الماضي استدعى المغرب القائم بأعمال سفارته بالوكالة في طهران للتشاور بهدف الاحتجاج على “عبارات غير مناسبة” لإيران بشأن دعم الرباط للبحرين. كما استدعى وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري في اليوم نفسه سفير إيران في الرباط وحيد أحمدي لإبلاغه بهذه الاحتجاجات وباستدعاء القائم بالأعمال المغربي لدى إيران، إلى الرباط للتشاور لمدة أسبوع.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button