حنفي ولد دهاه…وصندوق بندورا.

بقلم/ نبقـــوه ابنة عينينة .

أنا أقبل،يا حنفي ، أن تصارع حتى بطريقة وأسلوب “توروـــ تورو” الاسبانية…كما أقبل أن نتبادل الشتائم حتى آخر كلمة من بذيء قاموسنا اللغوي فصيحه ودارجه…وباختصار أقبل بأي أسلوب لتسوية خلا فاتنا مهما كانت إلا الدعوة لتدخل أجنبي ،أو لحرب أهلية أيا كانت الأسباب والمبررات..خصوصا إذا كانت الدعوة صادرة من صاحب موقع الكتروني مقروء على نطاق واسع يرجع له المواطنون والأجانب على حد سوا ء،ومن المؤكد أن عدم التصدي له بما يلزم من شجب وتنديد وعقاب مناسب سيجعل المواطن سهل الانقياد للتآمر على وطنه لأتفه الأسباب وسيفتح شهية الأجنبي لتجنيد المواطنين لصالحه كلما رأى مصلحة له في ذلك وفي هذه الحالة يبقى الوطن في خطر دائم معرضا للتفكك والانهيار في أي وقت وهذا ما يجب أن نتوقاه مهما كلف الثمن.

ولهذا السبب لا غير أرد على مقالك يا حنفي الذي نشره موقع تقدمي تحت عنوان “أعيدوا عروس الديمقراطية على ظهر دبابة”.

فبهذه الدعوة المشئومة تكون يا حنفي قد فتحت باب “صندوق بندورا”على مصراعيه، وهي لمن لايعرف زوجة “أبيمثيوس”شقيق “برومث يوس”والصندوق هوهدية الإله”هرمز”في الأسطورة الإغريقية للزوجين وقد شحنه بما لا يمكن تصوره من الأرواح الشريرة انتقاما من “برومث يوس”على سرقته للنار…وقد فتحته بندورا في غياب زوجها فملأت العالم فقرا وجوعا ومرضا ليصبح صندوق بندورا رمزا للشر المطلق.

وأي شر أكبر من أن يفتح مواطن قلبه وذهنه وجهازه الالكتروني ليكتب داعيا بصريح العبارة إلى اجتياح “المار ينز ” لوطنه مهما كانت الذريعة؟

أمام القضاء سيكون ظرفا مخففا للعقوبة كونك شاب محبط من مائيات من الشباب يشعرون الغربة والاغتراب في وطنهم نظرا للظلم الذي كانوا يتعرضون له متمثلا في البطالة وعدم القدرة على التمتع بالحقوق إلا بالوساطة والرشوة… بالإضافة إلى كارثة أخرى ،بالكاد تخلو منها أسرة موريتانية، هي عدم تربية الأبناء في كنف أبوين حنونين حتى يعيشا حياة طبيعية نظرا للانفصال المبكر للزوجين وهو أمر أثبتت جميع الدراسات الاجتماعية والنفسية أن صاحبه يملك قابلية للانتقام من المجتمع بل والتضحية بالوطن مقابل تحقيق أهداف شخصية،لكن لا تأمل إطلاقا أن هذه الدعوة التي هي بمثابة خنجر زرعته في صدر وطنك ستمر بدون عقاب طال الزمن أو قصر…اللهم إلا اعتذرت اعتذارا موقعا باسمك الشخصي والعائلي للشعب الموريتاني وطلبت الصفح منه جراء هذه الدعوة الشنيعة التي داست جميع قيمه الوطنية والدينية والأخلاقية…وإلا فإنك قبل إنزال العقاب بك ستضطر إلى مضاهاة الوطواط الذي تقول عنه الأسطورة اليونانية أنه: ” كان يوهم الطيور أنه من الطيور؛ في حين يقول للحيوانات إنه من الحيوانات. ولما توصل الطرفان إلى اتفاق سلام أصبح الوطواط غير مرغوب فيه من الطرفين، الأمر الذي اضطره أن يظهر تحت ستار الليل، ويختبئ في أوكاره نهارا.
وإن كنت تعتقد أن هامش الحرية الذي يبدو أنه ترهل إلى غاية إطعام الغربان من خاصرته بدون أن يشعر فأنت واهم ، وإن كنت تعتقد أن بعض الكلمات المعجمية التي تلتقطها من التراث العربي الجاهلي بمضامينها الهجائية ستجعل أحدا يتردد في الرد عليك بكل قوة فقد أسأت التقدير إلى أبعد الحدود،وإن كنت تظن أن كل من نهشت أعراضهم وطعنت في أنسابهم ودعوت نهارا جهارا لاحتلال وطنهم سيعلقون على كتاباتك كما تعلق أنت عليها تحت اسم مستعار بكلمات من قبيل “لا فض فوك أيها الكاتب الكبير لقد ألقمت ابن الزانية حجرا…..الخ فانعم بسذاجتك أيها الساذج الموهوب.

ألم تلاحظ أن الذين آزروك لسبب أولآخر مثل سيدي علي بلعمش ،وحتى الذين أوهمتنا أنهم خصصوا وقتا للتعليق على دعوتك الرخيصة لقوات المار ينز لاحتلال بلدهم وعلى دعائك الذي سرقته من كتاب الدكتور أحمد شريعتي “التصوف الشيعي والتصوف السني” خجلوا من استحسان دعوتك المشئومة أو إقرارها بصفة مباشرة وإن كانوا استعاضوا عن ذلك بسب وشتم ولد أعثيمين بفصيح اللغة ودارجها بمنثور ها وموزونها،وهم يعرفون أنه على حق وأنك على باطل حين قلت في مقالك المشئوم بالحرف والفاصلة :

(تخلصوا من عقدة “التدويل” والاستعانة بالخارج، واستحضار النموذج العراقي، الذي هو قياس مع وجود فوارق.. ودعوا كتائب المار ينز تكفر عن سيئاتها في بلاد الرافدين، بتخليصنا من رعونة الجنرال ونزواته النازية .)
يال العاريا حنفي ولد دهاه !!

أين كان يختبئ كل هذا الغدر والخيانة للوطن الذي تريده مغسلة لسيئات أمريكا بوش الرخيص ،ويريده الجنرال آمنا مزدهرا ينعم فيه المواطن البسيط بحريته وكرامته؟ ألم تفكر، وأنت تلقي بأوساخك هذه على تلك الكراسة المشئومة، في ذويك وأصدقائك وبنات وأبناء الحي الذي تربيت فه تلعب مع القردة كما قلت في(دعائك) ؟ ألم تفكر في عرضك وأرضك وشرفك يا حنفي ولد دهاه ؟