أخبار

الليبيون غرروا بأطراف الأزمة وأهانوا الشعب الموريتاني وفتحوا باب المخاطر

يختلف المحللون للشأن السياسي فى موريتانيا اليوم على ما يمكن ان تقدمه زيارة العقيد الليبي لموريتانيا من حلول لأزمتها السياسية ، حتى بعد إعلان رئيس الجمعية الوطنية مساء الأربعاء انسحابه من وساطة القذافي ، و بعد ما يناهز الشهر من االتباحث والإتصال بجميع أطراف الأزمة بمن فيهم القادة الرئيسيين (الرئيس المخلوع ، الجنرال عزيز ).

غير أن السؤال الكبير الذي يتحاشي البعض طرحه ربما، حتى لا يضطر لتقديم جواب عليه هو ، من المستفيد من زيارة القذافي لموريتانيا وإقامته لصلاة الجماعة لأول مرة فى دولة عربية هي الوحيدة فى العالم التى يدين جميع شعبها بدين ومذهب إسلامي سني واحد ، إذا لم ينتج عنها تصالح ومخرج سريع لوحل الأزمة السياسية القائمة ..؟ ، ومن سيكون المتضرر والخاسر الرئيس ..؟.

يمكن للمتابع باهتمام زيارة القذافي لموريتانيا وإقامته لطقوس دينية لا تزال مثار جدل واسع بين علماء المسلمين ، وما علق على زيارته من آمال واسعة وما أثير حول انتهاك الليبيين للسيادة الموريتانية حين سيطرت قواتهم الخاصة على مختلف المداخل والمنافذ فى أي موقع موريتاني أراد القذافي زيارته بما فى ذلك القصر الرئاسي ان يخرج بخمس نقاط رئيسة كلها تحسب فى صالح الزعيم الليبي فى حين يرصد المتتبعون لهذه الزيارة مخاطر كارثية قد تدمر الدولة الموريتانية بالكامل فى حال غادر العقيد القذافي أرض موريتانيا قبل نزع فتيل الأزمة وهو ما بدت بوادره تلوح فى الأفق بعد ان اتهمت جبهة الدفاع عن الديمقراطية العقيد بأنه لم يعد ذلك الوسيط المرغوب فيه !!.

1. استجاب ولد عبد العزيز لمطلب الزعيم الليبي بقطع جميع الروابط الشكلية مع إسرائيل وظهرت الجرافات الموريتانية فى وضح النهار تسوي سفارة الدولة العبرية فى نواكشوط بالأرض وما يحمل ذلك من أخطاء إسترتيجية لايختلف عليها إثنان حتى من الذين ساءتهم تلك العلاقة المشينة أصلا ، ويحدث ذلك يوما واحد قبل وصول العقيد مطار نواكشوط .

2. استطاع القذافي ان يصلي ويخطب فى أكبر جمع إسلامي فى موريتانيا التى لامطعن فى عمق فهم شعبها وعلمائها لأصول الدين الإسلامي بعد ان رفضت دول عربية كبير ان تقام فيها تلك الصلاة وبالطريقة التى أراد لها القذافي ان تكون بها !!.

3. حصول القذافي على إجماع منقطع النظير في موريتانيا حيث صلى خلفه الشيوعي والبعثي والناصري والسلفي ، جميعهم ظهروا على شاشة الجماهرية يرددون تراتيل وأدعية العقيد .

4. هيمنة السيادة الليبية على كل مراكز القوة والقرار فى موريتانيا بما فيها الأمنية لتظهر موريتانيا هزيلة صغيرة تابعة ومتلقية من الضيف الليبي ، ويصبح الجميع وكأنه حرس وحاشية الزعيم القائد الملهم !!.

5. عزل موريتانيا عن محيطها الاقليمي القريب من دول المغرب العربي و تحويل دورها من عضو شريك فاعل بين دول المغرب العربي وإظهارها بمظهر الدولة التابعة للجماهرية (رسالة إلى المغرب).

تلك باختصار أهم النقاط التى يرى أغلب المحللين فى موقع “أنباء” أن زيارة القذافى لموريتانيا قد أنجزتها وهي جميعها حتى الآن تصب فى صالح الزعيم الليبي وتنسجم بالكامل مع آجندته السياسية المعروفة ، فهل غاب عن السياسيين فى موريتانيا بمن فيهم أحزاب الجبهة والعسكر وحزب تكتل ، أن القذافي غرر بهم وسخر منهم ومن جميع الموريتانيين !!.

نعم لقد سخر الليبيون من جميع الساسة الموريتانيين وبدلا من ان يساعدوهم فى حل أزمتهم السياسية زادوها تعقيدا أكثر بكثير من ما كانت عليه .

ويرى اولئك المحللون أن موريتانيا فى حال غادرها العقيد وجماعته وجيشه والأزمة على ماهي عليه لن تعود على ما كانت عليه قبل يوم الجمعة الماضي .

لقد جاء الليبيون كما يبدو بآجندة غير التى اعتقدت الأطراف المتعطشة لنزع فتيل الأزمة فى موريتانيا أن ” رسول الصحراء” ما جاء إلا مبشرا بحلها ، غير أن ما عكسه اللقاء المشترك والذى قد يكون الأخير بين العقيد وممثلي تلك الأطراف مساء الأربعاء فى قصر المؤتمرات فى نواكشوط أكد ما ذهب إليه المحللون فى موقع “أنباء” فى أول أيام الزيارة وهو ، أن القذافي لا يهمه تصالح الموريتانيون أم لم يتصالحوا ، وأن الذى يهمه فى الأساس هو تحقيق تلك النقاط الخمسة التى وردت فى مقدمة هذا التحليل ولما تحققت له بدا وكأنه كمن يريد إشعال الفتنة بين المتخاصمين أكثر منه وسيطا يسعى لارضاء كل الأطراف .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button