رغم فشل وساطته لحل الأزمة السياسية فى موريتانيا القذافي يغادر نواكشوط
غادر نواكشوط ظهر اليوم الخميس العقيد معمر القذافي في نهاية زيارة للعاصمة الموريتانية نواكشوط دامت أربعة أيام.
وكان الجنرال محمد عبد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الاعلي للدولة علي رأس مودعيه محاطا بوزيره الاول مولاي ولد محمد لقظف واعضاء بعثة الشرف الموريتانية المرافقة لقائد الثورة الليبية ووالي نواكشوط الجديد ورئيس مجموعتها الحضرية.
واستمع الجنرال والعقيد الي النشيد الوطني للجماهيرية والنشيد الوطني الموريتاني ونشيد الاتحاد الافريقي قبل ان يستعرضا وحدات من مختلف تشكيلات القوات المسلحة وقوات الأمن أدت لهما تحية الشرف .
مغادرة القذافي لأرض موريتانيا تأتى قبل ان ينقضي يوم واحد على انسحاب جبهة الدفاع عن الديمقراطية ، الطرف الأساسي إلى جانب الإنقلابيين وحزب تكتل ، فى الأزمة السياسية القائمة فى موريتانيا بعد الإطاحة بالنظام المنتخب فى السادس من أغشت 2008 ، وهو الإنسحاب الذي يبدو أن الوسيط الليبي لم يعلق عليه كثيرا ، رغم ماشاع صباح الخميس وفى الساعة الأخيرة قبل مغادرة العقيد لموريتانيا ، من أن الزعيم الليبي أكد لجهات فى الجبهة أن الوساطة الليبية تبقي قائمة ومستمرة وأن الإتصال سيبقى مع جميع الأطراف .
بعض المحللين فى موقع “أنباء” يرى في مغادرة القذافي وفى هذه المرحلة بالذات فشلا ذريعا للوساطة الليبية ، فشل ربما كان لليبيين هدف من ورائه !! .
لقد حقق الليبيون حسب اولئك ، كل ما كانوا يرغبون فى تحقيقه من زيارة زعيمهم لموريتانيا ، موريتانيا التى كانت بالأمس القريب مضرب مثل للولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية على أنها النموذج الديمقراطي فى العالمين العربي والإسلامي ، حاول الليبيون جعلها تنظر إلى أقدامها ، ضعيفة متخلفة لايمكن ان يحكمها فى نظر العقيد إلا من لانت له قيادتها واستتب له الوضع كما جرت العادة فى مثيلاتها من دول العالم الثالث .
ربما أيضا ، اكتشف الليبيون وبعد شهر من التواصل مع جميع أطراف الأزمة السياسية فى موريتانيا أنه لا بد ولمصلحة الجماهرية أولا من التضحية بأحد الأطراف المتصارعة وكان إقدام ولد عبالعزيز على تقديم تنازلات كبيرة على مستوى السياسة الخارجية الموريتانية مثل مسح الجرافات الموريتانية فى وضح النهار لآثار السفارة الإسرائيلية احتفاء بمقدم العقيد وغيرها ، كافيا ليقرر الزعيم الليبي التخلى عن الجبهة وولد الشيخ عبد الله بل وحتى التخلي عن حلفائه الحركيين فى التيار الناصري المنضوين تحت لواء الجبهة .