يقلم : ودادي ولد امم
أحمد الذي هنأ سيدي ولد الشيخ عبد الله بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية الماضية، ظهر ليكون أول المبررين لشرعية الإطاحة به واضعا نفوذه السياسي الدّاخلي وعلاقاته الدولية رهن إشارة حكام أنواكشوط الجدد، وفي المقابل أو ربما في إطار صفقة سياسية سرية التفاصيل أو لحاجة في نفس أحد اليعقوبين، المهم أن أحمد ولد داداه استقبل في القصر الرمادي علي البساط الأحمر وفـتـّحت له الدولة علي مصراعيها (سلني فلست أشاء إلاّ أن تشاءا) عيّن ولد داداه من الوزراء والمدراء والأطر إلي ماشاء الله، ناهيك عن ما قامت به الدولة من إعادة اعتبار لأسرة المؤسس العظيم المختار ولد داداه، وفي هذه الأثناء أعطي أحمد صفارة الانطلاقة لبدء حملة تلميعية لصالح المطيحين بولد الشيخ عبد الله لم يسبق لها مثيل، تصريحات علي كل المنابر الدولية، (رئيس المعارضة الديمقراطية يشيد بالتغيير)، وسط نقاط استفهام وتحفظات يثيرها المدير العام للأمن الوطني حول حدود التمادي في التعامل العشوائي مع الأخير، استمرت مراسيم التناغم السياسي بين المجلس العسكري الحاكم وولد داداه إلي أن بدء الجنرال ولد عبد العزيز يفصح عن إحتمالات ترشحه ديمقراطيا لرئاسة الدولة هنا وبالذات بدء العقد ينفرط فأحمد وحسب أهل الدّراية به لا يحب التحدث عن مرشح للرئاسيات غيره خصوصا إذا كان المرشح الآخر صاحب حظوظ، والطامة الكبرى والتي كانت خارجة عن كل الحسابات هي زيارة الثائر العربي صاحب التجربة القيادية الطويلة والذي لا وجود للمجاملات في قاموسه اللغوي، ليضع بتصريحاته الفارضة للواقع والتي أستمد نماذجها من تجاربنا الدّاخلية الماضية، خارطة تصورية للمستقبل السيّاسي القريب في موريتانيا، إلا أن ما فات علي القائد أو تناساه هوان كل الحاضرين منا في القاعة أو خارجها أو صادفهم في المطار أو الشارع، هم مرشحون للرئاسة حتى أن كل واحد منا يري أن العصي السحرية لحل مشاكلنا الكونية توجد تحت وسادته.
إلا أن هذه التصريحات والتي ستكون لهل تبعاتها وتأثيراتها لما للقذافي من نفوذ، قد ألقت بظلالها علي البرامج السياسية للآخرين إذ أجبرت حزب أحمد ولد داداه علي تكوين تحالفات ظرفية وإبرام صفـقات سياسية وليدة الظرف مع خصوم الأمس القريب؟
وهنا أتساءل هل سينجح أحمد من خلال منهجيته الجديدة والتي يفند من خلالها كل الخطوات الإيجابية للجنرال بما في ذلك تنظيم المنتديات العامة للديمقراطية، و تسويته لملف الإرث الإنساني وتضميد الجراح.
هل سينجح في قطع الطريق أمام انتخابات 06/06 أم أنه سيكتفي بجعل أحزاب الجبهة تنسحب من المنافسة ويبقي هو في الميدان، إما أن يحقق حلما طال أمده أو يحافظ علي تاجه كرئيس للمعارضة الديمقراطية بما لذلك من فوائد ومردوديات معنوية ومادية.
وفي الأخير هل تمكن السياسي المحنك من خلال الامتيازات التي حصل عليها من الجنرال من إعادة ترميم ترسانته السياسية، أم أن بدايته بالدعم المفرط للمجلس العسكري أوصلته آخر محطات مسيرته السياسية.
ودّادي ولد أمّـمّ