أخبار

“أنباء”يحصل على وثيقة سرية تؤكد تورط جهات استخبارية فى عملية تفتيت “تكتل”

أثار إعلان رئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية مساء أمس خلال مؤتمر صحفي عقده بعيد وصوله قادما من باريس عن محاولة تقوم بها السلطات العسكرية الحاكمة في نواكشوط لتفكيك حزب التكتل وما تلى ذالك من إعلان قيادة الحزب فصل نائب الرئيس السيد كان حاميدو بابا ، أثار الكثير من التساؤلات حول مدي جدية إنقلابيي السادس من اوت في السعي لتفكيك اكبر التشكيلات الحزبية في موريتانيا بعد التوجه المتصاعد لزعامة هذا الحزب في إتجاه معارضة الإنقلاب وموالاة الجبهة المناوئة له .

ووفق وثيقة سرية حصل عليها موقع ” أنباء ” فإن العمل علي إستيراتيجية تفكيك ” تكتل القوي الديمقراطية ” لم يكن وليد المرحلة الجديدة أي مابعد معارضة الحزب للأجندة السياسية للمجلس الأعلي للدولة التى ظهرت مؤخرا ، بل بدأ هذا العمل مبكرا في المرحلة الإنتقالية السابقة في موريتانيا بين 2005-2007 واستؤنف مباشرة بعد انقلاب السادس أغشت حتى فى الوقت الذي أعلن فيه الحزب تفهما للإطاحة بنظام ولد الشيخ عبد الله ، وذلك – حسب الوثيقة – ، من خلال إغراق الحزب بعناصر متفرغة لزرع التمرد من قيادة التكتل بين أعضائه من جهة ، و من خلال المحاولة الدائمة لإستمالة من يمكن وصفهم بالحرس القديم من مناضلي الحزب من جهة أخري .

وحسب الوثيقة التى هي عبارة عن بلاغ سري ( معلومات حول موقع for maurtanie وخطة تفتيت حزب تكتل )، يبدو أنه موجه من دوائر فى الإستخبارات الموريتانية إلى الجنرال محمد ولد عبد العزيز فى 13 من شهر سبتمبر 2008 فإن استخبارات السلطات العسكرية ، شرعت في جني ثمار الخطة التى تم تنفيذها بإحكام طيلة الأعوام الثلاثة الماضية والمتمثلة أساسا بزرع عشرات المندسين فى القوائم العليا الموجهة لسياسة الحزب حيث شهد “تكتل” ومنذ بداية المرحلة الإنتقالية الأولى ، موجة إنضمام كبيرة إليه ، تمثلت فى انتساب شخصيات كثير ة كانت وحتي وقت قريب فى الصف المناوئ لتكتل القوي الديقراطية .

لكنه بغض النظر عن أهمية الوثيقة وصحة مصادرها ، فإن السؤال الذي يطرح من قبل الكثير من المراقبين والذي ينتظر إجابة من واقع الحزب ، هو هل ستتمكن زعامة التكتل من لملمة بقية صفوف مناضليها لمواجهة التصدع المتزايد داخله ؟ ،أم أن إغراءات العسكر ستكون هي الفيصل في النهاية ، ما يجعل من الإكتشاف الأخير لولد داده لما يمكن أن يوصف ” بالمؤامرة ” وما تلاه اليوم من انسحابات بالجملة عن الحزب مؤشر على قرب نهايته الحزب ؟ ، أو على الأقل نهاية زعامة ولد داده ؟ .

سؤال كبير آخر ، يطرح نفسه هنا ، سواء نجح العسكريون فى تفتيت حزب “تكتل” أم فشلوا فى إزاحة ولدداداه عن قيادته ، كيف لهم ، وهم على أهبة اتخابات عامة يعتقد على نطاق واسع سعي ولد عبد العزيز الفوز فيها ، ان يواجهوا وبهذا الشكل ، أحد أكبر الزعامات السياسية من الوزن الثقيل ان لم يكن على عموم التراب الوطني ، على الأقل فى ولاية ترارزة ؟ .

إن النبرة التى تكلم بها رئيس حزب التكتل فى مؤتمره الصحفي أمس ، متهما العسكر يين بالفساد وجر البلاد إلى الهاوية ، لا بد ان تعيد إلى طرح تساؤل آخر حول مدي إمكانية فوز الجنرال ولد عبد العزيز في الإنتخابات الرئاسية المقررة في السادس من جوان المقبل إن هي تمت في ظروف شفافة ونزيهة في ظل المعارضة الجديدة للعسكر التي من المحتمل ان يقودها التكتل وما يتمتع به من قوة سبقت الإشارة إليها خصوصا فى ولاية ترارزة ؟ ، فى ظل قوي قبلية وسياسية غير مسبوقة فى موريتانيا تعارض المنهجية التى يسير عليها العسكريون .

ويرى بعض المحللين صعوبة كبيرة فى قدرة ولد عبد العزيز فى إطار الموازنات القائمة حاليا على الساحة السياسية فى البلاد ، تحقيق أي استقرار سياسي مريح حتى ولو تم له الفوز فى انتخابات رئاسية تقاطعها جميع الكتل السياسية القوية والمؤثرة على المستويين السياسي والإجتماعي ، خصوصا إذا علمنا أنه بالإضافة إلى فشل الإستراتيجة التى يتبعها العسكر مع جبهة الدفاع عن الديمقراطية و”تكتل” فشلهم كذلك فى احتواء النزاعات القبلية والإجتماعية فى الولايات الشرقية “الشرك” ذات الكثافة السكانية الكبيرة ، فهناك على مستوى الولاية الثالثة “لعصابة” مثلا تذمر كبير فى أكبر قبيلتين تشكلان أكبر كثافة سكانية فى الولاية “أهل سيدي محمود” و”مسومة” اللتان تتهم أطراف فاعلة وقوية فيهما الجنرال عزيز بالقيام بتقريب طائفتين محددتين دون بقية الطوائف الأخرى ، وهو ما يرونه تحديا خطيرا يتجاوز نظام التحكم والتوجيه السياسي المتبع عادة ومخالف للطريقة التى كانت جميع الأنظمة السياسية المتعاقبة على الحكم فى البلاد تسلكها ، ولا يمكن حسب اولئك السكوت عليه ، ونفس الشيئ يمكن رصده فى الحوضين ، حيث رفضت أكثر من قبيلة هناك الإنصياع لقيادات سياسية اعتبروا أن العسكريين اختاروهم لتمثيل تلك القبائل دون الرجوع إليها ، مادفع ولد عبد العزيز فى زيارته للولايتين مؤخرا لالغاء العديد من القرى والبلديات من جدول الزيارة .

فماهي الرهانات إذن التي يمكن أن يعتمد عليها نظام العسكر لإنجاح مرشحه فى ظل استحواذ معارضيه على أماكن مايعرف بالخزان الإنتخابي في موريتانيا فى حال دخل طرف ما من المعارضة “الحقيقية ” حلبة المنافسة الرئاسية لسبب أو لآخر؟ ، وكيف لهم ان يضمنوا للبلد استقراره مع وجود مثل هذه الخريطة ؟.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button