مقالات

“التكتل” … “ماركة مسجلة ” !!/محمد الأمين ولد الفاظل /elvadel@forislam.com

يبدو أن ظاهرة الاستيلاء أو ـ بعبارة أدق ـ ظاهرة السطو علي الملكية الخاصة أو العامة هي ظاهرة تميز هذا البلد عن غيره من البلدان .. فلكل قطعة أرضية أكثر من مالك .. ولكل منظمة أو رابطة أو جمعية أكثر من رئيسين .. حتى بيوت الله قد تجد لبعضها جماعتين وإمامين .. رابطة الأئمة انقسمت بدورها إلي رابطتين ..رئاسة الدولة نفسها سيصبح لها ثلاثة رؤساء : رئيس منتخب .. ورئيس منقلب .. ورئيس ثالث أمره عجب ..
أمره عجب لأنه ” سيؤتمن ” علي الرئاسة في فترة لدينا فيه فائضا من الرؤساء.. وأمره عجب لأنه يطرح مشكلة لهواة جمع أرقام الرؤساء .. فهل يمنحونه الرئيس رقم 9 ؟ أو الرئيس رقم 8,25 ؟ أو الرئيس الذي لا رقم له ؟ أو الرقم الذي لا رئاسة له ..!؟
وظاهرة تعدد الرؤساء التي تعصف بمؤسسة الرئاسة والتي عصفت فيما سبق بكثير من الأحزاب يراد لها اليوم أن تصل رياحها لحزب “التكتل” وذلك لكي يتشتت هذا التكتل الكبير إلي تكتلات صغيرة أو ـ علي الأقل ـ إلي “تكتل ” واحد برئيسين ..
هناك من يريد ذلك .. وهناك من يتمني ذلك .. وهناك من ” يناضل ” لذلك .. وهناك ـ في المقابل ـ من يقلقه كثيرا أن يحدث ذلك ..
لا أعتقد أنه سيحدث شيء من ذلك .. لأسباب وجيهة منها :
1ـ لقد أصبح للتكتل ” ماركة مسجلة ” يستحيل أن يتم السطو عليها حتى ولو انشطر “التكتل” إلي عدة تكتلات وهي ماركة صنعتها سنوات طويلة من النضال والكفاح للقادة الأوائل لهذا الحزب وقد زاد المناضلون الجدد من القيمة ” التجارية ” لهذه الماركة ..
والماركة المسجلة للتكتل فيها شيء كثير من شخصية أحمد .. ووقار ولد باباه .. وألق المعلومة ..ونضال ولد لمات ..وثقافة ولد ودادي ..وشجاعة ولد ميني ……الخ
2ـ للتكتل قدرة فائقة وعجيبة في استثمار أزماته الداخلية ..وكلما اشتدت الأزمة كلما زاد ذلك من قوة وتماسك الحزب ..والأمثلة عديدة علي ذلك ..
3ـ يحتاج ” التكتل ” في الوقت الحالي إلي أن يلفظ بعض المنتسبين “الرحل” الذين التحقوا به في أوقات الرخاء فالحزب مقبل علي أوقات الكفاح وأوقات النضال التي لا يصلح لها أولئك مع احترامي للسجل النضالي لــ ” كان حاميدو ” .
4 ـ سيبقي “التكتل” هو الحزب الموجود في كل بيت وفي كل خيمة وفي كل كوخ وسيبقي هو الحزب القادر لأن يعطي لكل من يقصده شعبية فوق شعبيته لذلك فسيعود له المنسحبون مع غيرهم عندما تلوح في الأفق انتخابات شفافة ..
5 ـ هناك مجموعة من السياسيين لا يمكن لها أن تُشاهد في موقف مشرف وهي دائما تفر بعيدا كلما اقترب منها موقف نبيل .. هؤلاء لن تفلح فيهم السلاسل حتى ولو قُيدوا بها .. هؤلاء لا يمكن لهم في هذه الوقت الذي يتمايز فيه الناس إلا أن يكونوا في الصف الذي يلهث خلف السلطان ـ أي سلطان ـ بحثا عن مال مسموم أو جاه مذموم .
وهنا ربما يكون من المناسب مطالبة أحزاب ” الجبهة” مع حزب ” التكتل” بالبحث عن صيغة ما لاتفاق ما يتم من خلاله مستقبلا محاربة رموز “الترحال ” الذين هم أكبر عدو للديمقراطية وذلك من خلال رفض انضمام كل من انسحب عن أي حزب من هذه الأحزاب ـ بعد السادس من أغسطس ـ إلي أي حزب آخر من تلك الأحزاب التي تناضل اليوم من أجل إفشال الانقلاب واستعادة الديمقراطية ..فليس من العدل أن يقطف ” الرحل ” صناع الديكتاتوريات ثمار نضال المدافعين عن الديمقراطية .. وليس من العدل إقصاء من يناضل الآن حتى ولو كان في الصف الثاني أو الثالث من أجل إرضاء أحد هؤلاء ” الرحل ” الذين سيعودون أفواجا وفرادى إلي ” التكتل ” وإلي أحزاب ” الجبهة ” عندما تنفك عقد هذه الأزمة التي نعيشها اليوم ..
هؤلاء “الرحل ” لا خير فيهم .. ويجب أن لا يُسمح لهم مستقبلا بالعودة إلي الأحزاب المناضلة … هؤلاء ” الرحل ” ضرهم أكثر من نفعهم .. فهم دوما ينتظرون الوقت الحرج لتسديد ضرباتهم الجبانة ..
سيبقي ” التكتل ” قويا بمناضليه .. كبيرا بمحبيه .. وستبقي لرئيسه بصمته الخاصة التي لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الديمقراطية في هذا البلد ..
ومن حق ” التكتل ” علي من انتقده ذات يوم لدوافع وطنية .. أن يدافع عنه اليوم ولنفس تلك الدوافع ..
تصبحون علي وطن ..
محمد الأمين ولد الفاظل
رئيس مركز ” الخطوة الأولي ” للتنمية الذاتية
هاتف 6821727
elvadel@forislam.com
www.autodev.org

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button