الإستقالة المبهمة للجنرال عزيز واحتياطات العودة إلى القصر
مع اقتراب موعد خروج جنرال موريتانيا القوي محمد ولد عبد العزيز من القصر الرئاسي دون ان يعرف أحد حتى الآن على الأقل ، كيف سيكون ذلك الخروج وما نوع الإستقالة التى يفترض أن الجنرال سيقدمها ؟ .
ما يشك الكثير من المحللين فيه ، ان يتمكن الجنرال عزيز من العودة بسهولة إلى القصر فى حال غادره وقد استقال نهائيا من رئاسة الدولة ورئاسة المجلس الأعلى للدولة ومن عضوية الجيش ، طبقا لمقتضيات الترشح التى ينص عليها الدستور الموريتاني ، إستقالات يرى اولئك المحللون أنها لوتمت بشكل طبيعي ومعلن وصريح رغم مايقال من أنها تفتقر من حيث الإخراج للإطار القانوني المنسجم مع الظاهرة النصية فى الدستور ، يكون ولد عبد العزيز لو فعل غامر كثيرا فى مسألة العودة إلى القصر ! .
صعوبة عودة ولد عبد العزيز إلى القصر ، لاتعني احتمال حدوث انقلاب عسكري يغير أجندة السادس من يونيو برمتها ، فذلك مستبعد تماما لما يعكسه ولاء قادة مجلسه العسكري الذى سيكون متحكما طيلة الفترة القادمة فى مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية ، لكن ما يعتقده اولئك المحللون ظهور مفاجآت سياسية مباشرة بعد إعلان الإستقالة ، حيث من المحتمل ان يخرج الكثير من الصامتين عن صمتهم أمثال اعلى ولد محمد فال وغيره ، وتتحرك القيادات التقليدية سواء تلك التى زج بأبنائها فى السجن بتهم الفساد ، أو تلك القيادات التى شعرت بالتهميش والغبن طيلة الأشهر الثمانية من حكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز.
خروج هذه المجموعات عن صمتها جهارا ، محاطة بتحرك سياسي عن طريق النظام أو الفوضي (جميع الإحتمالات قائمة) تقوم به جبهة الدفاع عن الديمقراطية وحزب تكتل وما تتمتع به عناصر المجموعتين من خبرة فى العمل الحركي التعبوي النشط ، قد يحول أجواء الحملة الإنتخابية من منافسة سياسية ، إلى صراعات ونزاعات تزيد أوضاع البلاد تأزما وقد تصل بها إلى حد الإحتقان الذي يفتح أبواب الإحتمالات المحرمة .
السؤال الأخير هنا ، هل اكتفى الجنرال ولد عبد العزيز بتحصين الطريق الذي يضمن له العودة إلى القصر دون مراعاة لما قد تكلفه تلك العودة من ثمن على مستوى الأمن والسلم الإجتماعي فى البلد ؟ أم أن الإحتياطات تشمل الجميع ؟