مقالات

السادس من أغسطس

محمد محمود ولد سيدينا

يخبرنا التاريخ ان قادة التغيير يبدؤون فرادى ثم تتبدل الاحوال حيث يثبت الحق و ينقشع الزبد مع مرور الوقت و هكذا تنقلب الموازين … فلا يغترن أحد بالهالة التي تملأ الاسماع و الابصار هذه الايام فلعلها مجرد غيوم صيف ….

من المؤسف حقا اننا نستخف ببساطة على طريقة فرعون…. حيث أننا اكتشفنا بين عشية و ضحاها أننا نملك بين ظهرانينا قادة عظاما وجنرالات ليس لهم مثيل …. و نسينا ان نسأل انفسنا من اين جاءتهم هذه الالقاب … بالطيع ليس بسبب دراساتهم المعمقة او خبراتهم العسكرية او انتاجهم العلمي و العملي في فنون الحرب و الدفاع ….فسبحان مقلب الاحوال … من حارس للقصر الى سيد محروس …. وتلك الايام نداولها بين الناس … تلك سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا….

علينا ان لا نعارض او نؤيد وفقا لمقاسات فلان او علان …. الامر ابسط و ايسر …. هناك قواعد و مسلمات لابد من الرجوع اليها عنندما نختلف او عندما نجد انفسنا في مهب العواصف … وقد نبه القران الى ضرورة وجود مثل هذه القواعد او سميها المراجع التي يحتكم اليها الجميع و يرضون بحكمها و حكمتها …. لاننا ببساطة اذا لم نفعل ذلك فإننا جميعا سنكون في يوم من الايام ضحايا لبعضنا البعض … هذه المراجع هي القران و السنة عند المؤمنين او هي الدساتير و الاعراف عند غيرهم …

يخيل إلي في هذه الايام اننا منصاعون لشهوة عظيمة …. إنها شهوة التطبيل و التصفيق و التهليل … إنها شهوة عاتية أشد على البعض من شهوة البطن و الفرج …. ألا ترى ان بعضم يكاد يلفظ انفاسه و هويتعتع محاولا نطق كلمة جنرال …. فمرة يقول جنرنال … مرة تتوقف انفاسه بعد الجيم و النون و تلك كارثة … إنه يعاني ويتتعتع و كأن له في ذلك أجر … فهذه الكلمة –يبدو أنها – دخلت لغنتا لأول مرة يوم السادس منأغسطس وهي عنوان المعلقة التي على الجميع ان يحفطها عن ظهر قلب … حتى أولئك التي لم يحفظوا شيئا في حياتهم عليهم ان يحفطوها ولو عن عن طهر قلب….

مهزلة كبيرة ان يوحى إلينا أن التاريخ بدأ يوم السادس من أغسطس 2008 … وقد قيل لنا من قبل ان بداية التاريخ الحقيقية كانت يوم الثالث من إغسطس 2005 … لقد حيرتنا يا ياشهر البدايات ….. كيف ذلك وقد قيل لي أن بداية التاريخ كانت يوم 12 من دسمبر 1984 ؟؟ …نعم لقد قيل لي يومئذ ان ذلك ايضا بداية للتاريخ ….

إنهم يضحكون علينا بهذه اللغة …. لغة اللجان والمجالس … و الان يطالعونا بكلمة” الاعلى “.. و لعل إضافتهم الجديدة … في البداية الجديدة يوم التاسع من إغسطس …. لعها ستكون ” الذي خلق فسوى” … أستغر الله ….

لقد اصبحنا يوم السادس من أغسطس حائرين لا ندري ماذا نقول … و بعد ان نزل الوحي المبين انطلقنا نرتل ايات الزمان و المكان وابدعنا في تجويد سورة الاعلى …. يا سلام كانت تكفينا العناوين … فكل شيئ مخزن و حسب الرغبات …. فإذا ولد التاريخ يوم السادس الميمون فلدينا مانقول … أما لو أنه لم يولد او ولد ميتا-لاقدر الله… نقولها الان طبعا- فأيضا لديمنا نقول…

ما اتعس أمة لا يوجد فيها رجل رشيد …

إن الامر الوحيد الذي يجعلنا نطمئن أمام هذه الهزات العنيفة و التحولات المريبة .. هو يقيننا بأن الامر في النهاية بيد الله ….و لكن اكثر الناس لايعلمون

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button