أخبار

الجنرال لا يزال فى الجيش ويؤكد :الأمن لن يتهاون مع أي اختراق للقانون مهما كلف

لا يختلف ماجاء فى خطاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز وهو يقدم استقالته ،عن غيره من خطابات سابقة هاجم فيها الفساد والمفسدين ومجددا العهد على مواصلة مسيرة المواجهة ضد ما أسماها الطغمة التى حسب وصفه انقطعت موارد رزقها منذ السادس أغشت ” أعلنا حربا لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين ” ، الجديد الوحيد فى خطاب الجنرال عدا إعلانه قرار الإستقالة من رئاسة المجلس الأعلى ورئاسة الدولة رسالته القصيرة الموجهة إلى معارضي الإنقلاب ، الذين هددوا فى وقت سابق باستخدام كل الوسائل لافشال الأنتخابات ، “أأكد من جديد أن قوات الأمن لن تتهاون مع أي من تسول له نفسه خرق القانون بطريقة أو بأخرى. و سيظل القانون سائدا و سيدا في البلد و سيعاقب بالصرامة اللازمة كل من ينتهكه مهما سيكلف ذلك السلطات العمومية من ثمن.”.

الافت فى خطاب الإستقالة ، أنه لم يتضمن إعلان إستقالة الجنرال من الجيش والقوات المسلحة ، ولم يشر هل سيقوم فيما بعد بتلك الإستقالة أم لا !! ، وكل ما ماجاء متعلقا بالإستقالة فى الخطاب قوله “أعلن اليوم استقالتي من رئاسة المجلس الأعلى للدولة و من رئاسة الدولة احتراما للقانون و عملا بمقتضياته.”” ، ولم يستبعد البعض ان تكون الإستقالة من الجيش ستتم بعد ان يستلم رئيس الدولة فى المرحلة الإنتقالية كامل صلاحياته للمصادقة عليها ، غير أن إشارة إلى ذلك الإجراء فى حال وجوده لم ترد فى خطاب الجنرال الذى نعيد نشره بالكامل :

وهذا نص الخطاب كاملا :

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
ـ أيها الموريتانيون،
ـ أيتها الموريتانيات،
ـ مواطني الأعزاء،
يسرني أن أخاطبكم اليوم ونحن نستعد لتنظيم استحقاقات ستمكننا بإذن الله من انتخاب رئيس الجمهورية بطريقة ديمقراطية وشفافة في أعقاب مرحلة انتقالية حددت أغلبية الموريتانيين مدتها. لقد تميزت هذه المرحلة القصيرة بالعناية الكبيرة التي يوليها المجلس الأعلى للدولة والحكومة للرفع من مستوى معاش المواطنين. وبالرغم من الظروف الصعبة الناجمة عن انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم، إلا أننا استطعنا بعون الله تخفيف ما يثقل كاهل المواطن البسيط من عناء حيث عملنا على خفض أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية وعلى توفير الغذاء مجانا للمواطنين الأكثر احتياجا. كما حرصنا على مراقبة الأسعار وتفادي كل ما من شأنه أن يؤثر عن طريق التحايل والمضاربات على استقرار السوق أي على قانون العرض والطلب. وبذلت الحكومة جهودا لا يستهان بها من أجل تصحيح الوضع المالي والاقتصادي الذي كان سائدا في البلد قبل السادس من أغسطس 2008 حيث كانت ميزانية الدولة تعاني من عجز يتجاوز 59 مليار أوقية في نهاية شهر يوليو 2008. ولمواجهة هذا العجز بذلت الحكومة جهودا جبارة تجلت في ترشيد الإنفاق العام والصرامة في التسيير والتحصيل وفي مراجعة إطار الاستثمار خاصة فيما يتعلق بالمنظومة المعدنية. بفضل هذه الجهود وعقلنة التسيير والصرامة في الجباية استطعنا خفض المديونية الداخلية ب 21,1 مليار أوقية في نهاية شهر مارس 2009 وارتفع تحصيل الدولة من 27 مليار أوقية خلال الفصل الأول من سنة 2008 إلى 32 مليار أوقية خلال نفس الفترة من سنة 2009. وتدل هذه الأرقام على أن السبب الرئيسي في العجز الذي ظلت تعاني منه ميزانيات الدولة في السابق ليس سوى سوء التسيير والتدبير.

أيها الموريتانيون،
أيتها الموريتانيات،
لقد مكنتني الزيارات التي قمت بها لبعض أحياء العاصمة ولولاياتنا الداخلية من الاطلاع على الأوضاع المزرية التي يعيش فيها السواد الأعظم من المواطنين، وهي أوضاع تؤرقني أكثر مما تؤلم من يعانون منها لأنني متأكد من أنه لولا عدم المبالاة وسوء التسيير وما كان البلد عرضة له من الممارسات السيئة طيلة العقود الماضية لما كان المواطنون في الظروف السيئة التي يوجدون فيها اليوم.
فعلا، إن اختلاس المال العام وانعدام روح المسؤولية التي كانت تطبع الأحكام السابقة هي التي ساوت بين المواطنين في الفقر والحرمان، حيث أن المشاكل التي يعاني منها المواطن في مقامة أو فصالة هي نفس المشاكل القائمة أمام سكان بئر أم اكرين أو شنقيط: ندرة الماء الصالح للشرب، انعدام الكهرباء، غياب الخدمات الصحية، تدني مستوى التدريس والفوضى السائدة في القطاع التربوي وفي الإدارة بصفة عامة إضافة إلى التقري العشوائي وما ينتج عنه من مشاكل. كما لاحظتم، بذلت الحكومة خلال الأشهر الماضية جهودا كبيرة للتخفيف من معاناة المواطنين في هذه المجالات كلها وبصفة خاصة في قطاعات الصحة والمياه و الكهرباء. وأولت الحكومة عناية غير مسبوقة للشغل حيث أنشأت قطاعا مكلفا بالتكوين المهني سيساهم في امتصاص البطالة في صفوف الشباب. وفي هذا الإطار، استقطبت مراكز التكوين المهني في البلد خلال السنة الجارية 925 شخصا يستفيدون من تكوين متوسط في تخصصات متعددة طبقا لحاجيات سوق العمل. كما جرى اكتتاب 500 إطار يتلقون الآن تكوينا في المدرسة الوطنية للإدارة. وقد اكتملت منذ أيام إجراءات اكتتاب 100 مهندس وطبيب بيطري. إضافة إلي ذلك، تم خلق أكثر من 120 فرصة عمل في شركات أجنبية تعمل في البلد في مجال التنقيب عن الثروات المعدنية. ولا شك أن البطالة ستتراجع بوتيرة ملحوظة خاصة أن التشغيل أصبح في البلد خاضعا لشروط محددة تخدم المواطن وتعطيه الأولوية في التوظيف.

أيها الموريتانيون،
أيتها الموريتانيات،

لقد تحدثت مرارا خلال ما مضى من الفترة الانتقالية، عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها بلدنا حيث أن أسبابها لم تعد اليوم تخفى على أحد. ولمواجهة هذه الأوضاع، أعلنا حربا لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين وبدأنا في إصلاح قطاع العدالة الذي ظل وكرا للظلم والرشوة والزور لأننا متأكدون من أن إصلاح هذا القطاع شرط أساسي لإرساء دعائم التنمية وخلق الظروف الملائمة لحياة اجتماعية يسودها العدل والإنصاف. وفي هذا المضمار، بدأ قطاع العدالة يكتسب هيبته ومصداقيته رغم الجهود التي مازال على السلطات العمومية بذلها لتطهيره من الممارسات السيئة المنافية للقيم والأخلاق الفاضلة. وفي إطار سعينا إلى نشر العدل والمساواة بين الناس، وفقنا الله في تجاوز مشكل ظل يعـكر صفـو الحياة في أوساطنا الاجتماعية ويهدد تماسك و تلاحم مكونات شعبنا. وأغتنم هذه الفرصة لأجدد الشكر لذوي الضحايا الذين فضلوا الصفح على الانتقام والتسامح على الضغينة و طووا بطريقة مشرفة صفحة مؤلمة من تاريخ بلدنا.كما أشكر كل الذين ساهموا من بعيد أو من قريب في تسوية هذا المشكل الذي كان يؤرقنا جميعا.
أما بالنسبة للموريتانيين العائدين من مواطن اللجوء في الخارج، فان الحكومة بذلت الجهود اللازمة لمساعدتهم علي الاندماج في الحياة ماديا و معنويا. و ستتواصل، بإذن الله، الجهود الضرورية من أجل ضمان عودة كل المواطنين الراغبين في الرجوع إلى بلدهم.
ـ أيها الموريتانيون،
ـ أيتها الموريتانيات،
في الوقت الذي كنا نعكف فيه على البحث عن حلول سريعة للمشاكل التي ذكرت للتو، كانت و مازالت زمرة من المواطنين تطالب بفرض عقوبات على البلد لا لشيء سوى أن أفراد هذه الزمرة فقدوا مصدر مصالحهم الشخصية و بدأت جيوبهم تخلو من الكسب الحرام.لقد اكتشف الشعب منذ الوهلة الأولى لعبة هؤلاء و أصبح العالم من حولنا يدركها بعد أن انجلى ضباب الشائعات المغرضة و الأكاذيب المضللة.
ـ أيها الموريتانيون،
ـ أيتها الموريتانيات،
لا شك أن الحركة التصحيحية قد عززت روح النضال خاصة لدى الشباب و النساء و هي الشرائح التي تسعى أكثر من غيرها إلي الخروج من واقع البطالة و الفقر إلى واقع أفضل تسود فيه الحرية و العدل و الاحترام.كما أدى تغيير السادس من أغسطس إلى الرفع من مستوى الوعي لدى المواطنين و إلي خلق روح المطالبة بحقوقهم بالطرق القانونية و الأساليب المتحضرة بعيدا عن الفوضى و البلبلة. و عكسا لما يحلو للبعض أن يتشدق به، فان حرية التعبير قد تعززت في الآونة الأخيرة و لم يعد في البلد اليوم أي سجين رأي رغم الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها بعض من يحنون إلى عهد الفساد، استفزازا و تحريضا.و هنا أود أن أأكد من جديد أن قوات الأمن لن تتهاون مع أي من تسول له نفسه خرق القانون بطريقة أو بأخرى. و سيظل القانون سائدا و سيدا في البلد و سيعاقب بالصرامة اللازمة كل من ينتهكه مهما سيكلف ذلك السلطات العمومية من ثمن.

ـ أيها الموريتانيون،
ـ أيتها الموريتانيات،
طبقا لما قلته مؤخرا في مدينة أنواذيب، أعلن اليوم استقالتي من رئاسة المجلس الأعلى للدولة و من رئاسة الدولة احتراما للقانون و عملا بمقتضياته. و سأتناول في الوقت المناسب، بالتفاصيل اللازمة، الأسباب التي جعلتني أترشح لمنصب رئيس الجمهورية. و مهما تعددت هذه الأسباب فإنها تنحصر في رغبتي الصادقة في بناء موريتانيا جديدة، موريتانيا يسودها العدل و الحرية و المساواة بين الناس و ينعم أهلها بالرخاء. و في الأخير أرجو لنا جميعا التوفيق فيما فيه مصلحة الإسلام و المسلمين.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button