مقالات

هل سينجحون في تأجيل 6/6؟ / عبد الله ولدبونا/abdalla_sidi@yahoo.com

تتسارع وتيرة التكتيك السياسي المعارض ل 6/6 بشكل لافت في موريتانيا فبعد الحسم السياسي الخارجي والداخلي لصالح خيار التغيير تحاول الجبهة المعارضة توظيف أسلحة تكتيكية اعلامية جديدة مستغلة التقارب مع السيد احمد ولد داداه زعيم المعارضة التقليدية في الربع ساعة الأخير لعل وعسى أن يحققوا ولو نسبة ضئيلة من أهدافهم المعلنة،ويتمحور تكتيكهم أساسا في توظيف عبارات اعلامية تكتيكية كا لخيار الأحادي كعذر لمقاطعة الانتخابات، وأصبحت هذه العبارة متداولة بكثرة في خطابهم وفي خطاب آخرين محايدين وقعوا ضحية لذلك التكتيك الذي لا يمتلك حجية سياسية مطلقة،فالذين اتخذوا قرار التصحيح صبيحة السادس من آغشت من العسكريين والمدنيين الموريتانيين اتخذوه دون استمزاج من يسمون أنفسهم جبهة أو معارضة وتحملوا كامل المسؤولية التاريخية للقرارهم وخاضوا معركة شرسة بأدوات سياسية ناضجة استطاعوا بها وضع مرتكزات ثابتة لمشروع سياسي وطني متكامل ، ثم إن السادة قيادات الجبهة والمعارضة لم يعتمدوا من احد كجهة تزكي القرار السياسي أو تصنعه فهم وإن تفاوت ترتيبهم السياسي أثبتوا عبر عقود عجزهم عن بلورة فكرهم إلى برنامج سياسي تنفيذي في ظل انتخابات تعددية جرت لمرات في موريتانيا فكيف سيفرضون طرحهم في ظل حركة تصحيحية قوية الإرادة،ولو قبلنا جدلا بحقهم الكامل في المشاركة في صياغة الإطار السياسي والقانوني للاستحقاقات القادمة فهم من رفض هذا الحق فقد تكررت الدعوة لهم كأحزاب وشخصيات للمشاركة بل واختيار أعضاء اللجنة التي ستشرف على استحقاق 6/6 وأعلنوا ردهم السلبي تكرارا،ومايحاولونه اليوم هو تكتيك مكشوف لوضع العصي في دواليب التصحيح ،فمقاطعة أحزاب أوكنل برلمانية لأي انتخابات هو قرار سياسي يعود لمن يتخذه ولا يؤثر في العملية السياسية،وأتذكر هنا إعلان أحزاب جزائرية عدة مقاطعتها للأنتخابات الأخيرة ،لكن في موريتانيا يختلف الأمر إذ يعتقد المقاطعون أنهم يمتلكون حقا مطلقا في إدارة دفة الوطن كما فعلوا طيلة عقود وأن ما يجري هو اعتداء على ملكية خاصة لهم تعودو ا على التفرد بها،متجاهلين صعود أجيال موريتانية لم تعد مستعدة لتضييع ثانية واحدة في فكرهم وأحزابهم وتحالفاتهم.
وبعد المرتكز التكتيكي والاعلامي لدى المعارضة تلك يبرز خطاب تهديدي باللجوء إلى العنف والتخريب لتعطيل مشروع التغيير ،وهم يتعمدون التهويل ،ولا أدل على ذلك من حديث وزير سابق عن احتمال تشكيل مليشيا للقتال من أجل الدمقراطية !!وحديث رئيس الجمعية الوطنية عن الاستعداد للتضحية بالدماء !!! من أجل مشروعهم الوهمي،يضاف إلى ذلك خطاب تحريضي تغص به المواقع الناطقة باسمهم، ولو بحثنا في عمق الصورة لما وجدنا غير البحث عن سبيل لتأجيل 6/6 والاحتفال بنصر كاذب على قيادته.
تلك هي أهم معطيات خندق معارضة 6/6 قبيل انطلاق الحملة بأقل من شهر،وكل ذلك يجري في جو جديد غريب على السياسي الموريتاني عموما ،فاللقاء مع السفير الفرنسي أو الآمريكي كان ليتم دون ضجة اعلامية لكن الذين عهدناهم بالأمس يرجمون واشنطن وباريس بنعالهم أصبحوا اليوم يتبجحون بلقاءات علنية مع القائم بالأعمال الآمريكي ليسمعوا منه توجيهاته حول الوطن ومستقبله!!!!
في مقابل هذه التكتيك الجبهوي توجد استراتيجية محكمة لدى التصحيح وأنصاره تعي حجم الثابت والمتغير فيها ،فكل مايجري هو محاولة لسرقة 6 آغشت وأهدافه والحديث عن مبادرات وهمية هو لإرسال رسالة بأن 6/6 ليس قرارا استراتيجيا وأن التصحيح متردد في دربه الذي اختطه بجرأة وصدق.
إن أهم مافي انتخاباتنا القادمة هو ظهور جيل جديد من القيادات السياسية تريح عيون وأسماع المواطن الموريتاني من عقود طويلة ملت كما مل المواطن وجوه وخطابات جيل من السياسيين الكارتونيين الذين يغيظهم تولي جيل جديد لدفة التاريخ الوطني.
فليقاطعوا ان أرادوا أو يشاركوا لكن المسيرة لن تتعطل حسب أمزجة لا تستسيغ إلا مايخدمها شخصيا.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button