مقالات

هل يخطط “جيل عزيز” لانقلاب آخر يوم 6/6/ محمد نعمة عمر

هل يخطط “جيل عزيز” لانقلاب آخر يوم 6/6

محمد نعمه عمر ـ elhoriya@gmail.com

السيناريو يتضمن القضاء على رموز عسكرية وسياسية وقبلية

بناء المزيد من السجون بدلا من المساجد، ومن ليس معنا فهو ضدنا

سيتم قريبا الإعلان عن تنظيم شبابي يطلق على نفسه إسم “جيل عزيز” يضم العديد من الاسماء الحركية الفاعلة خاصة في تنظيم ضمير ومقاومة وتنظيمات أخرى، وقد توصلت الحرية بمعلومات تفيد أن “جيل عزيز” لن يكون نسخة مكررة من المبادرات الداعمة للأنظمة المتعاقبة، ذلك لأن أعضاء هذا التنظيم وهم في الغالب من شباب “المهجر” الذين عاشوا فترة من الزمن في الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، يسعون لنقل تجاربهم إلى المجتمع الموريتاني باسم محاربة الفساد، والقضاء على النسيج الإجتماعي التقليدي للشعب الموريتاني.

تلك هي الأفكار المعلنة بطريقة غير مباشرة لأن الأهداف التي تم البوح بها حتى الآن هي نفسها المعلنة من قل محمد ولد عبد العزيز مرشح رئاسيات 09، والمتمثلة أساسا في محاربة الفساد وسوء التسيير، لكن بآليات جديدة لم يعلن عنها الجنرال المستقيل، طيلة زياراته التي ألقى خلالها خطبا ألهبت مشاعر الجماهير لأنها لامست مشاكلهم الحقيقية، ودفعت مناوئيه إلى اتهامه بخوض حملة سابقة لأوانها.. الآليات الجديدة تحمل معها ميلاد تغيير حقيقي قد يجعل من “جيل عزيز” رهبانا في الثورة، على غرار جيل “كاسترو” و”لينين” لكن كيف ومتى؟

سيناريو المرحلة

قد يعتقد البعض أن فكرة “جيل عزيز” جاءت وليدة اللحظة، لكن الواقع يؤكد أن الإرهاصات الأولى لأفكار هذا التنظيم ولدت مع أول حكومة تكنوقراطية، شهدتها البلاد بعد تقلد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله زمام الأمور، حيث فرضت جهات معلومة على الوزير الأول السابق الزين ولد زيدان تيعين حكومة شابة بالكاد يعرف أفرادها ضمن المشهدين السياسي والإجتماعي المحلي، وكان الهدف من تشكيل هذه الحكومة هو إحداث تغيير جذري يعطي الانطباع أن موريتانيا جديدة بصدد التشكل، لكن الصراع على السلطة أعاق تمدد الأخطبوط، فترك الزين ولد زيدان منصبه دون أن يميز بين العدو والصديق، لذا بادر غداة حركة السادس من أغسطس إلى تحميل الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله مسؤولة الإختناق وإعفائه من منصبه، لكنه ربما بعد مراجعة متأنية أدرك أن الأمر يتعلق بمحاور عدة، فاختار الاعتكاف عن المشهد السياسي بمعارضته وأغلبيته، إلى أن حانت لحظة الإختبار، وتم تسريب معلومات تؤكد ترشحه للإستحقاقات القادمة، حينها عبر ولد زيدان ربما عن غير طيب خاطر نفيه أن يكون منافسا مرتقبا لولد عبد العزيز، وذكرت مصادر مقربة منه أنه برر عدم ترشحه بانعدام الفرص التي كانت مواتية في رئاسيات 2007 ، لكن مصادر أخرى رأت أن السيناريو أكبر من ولد زيدان وكافة الذين فكروا في الترشح، فبالإضافة إلى الشروط التي اعتبرها البعض مجحفة 5 ملايين و توقيع 100 مستشار بلدي، فإن الذي دفع إلى عدم قبول أي فرد من شريحة ولد عبد العزيز إدراجه على قائمة المنافسين، هو سيناريو محكم وضعه “جيل عزيز” للحيلولة دون بذل مجهود مادي ربما هم في حاجة إليه لمراحل قادمة، ذلك لأن هناك مجموعة معتبرة من الرأي العام المحلي والدولي ترى الإنتخابات التي ستشهد منافسة أسماء من ورق لجنرال المستقيل، مجرد لعبة “ضومينو” حيث سينفرد بالكعكة من يملك القدرة على تشكيل الأسماء والدراية الفائقة بمفردات قاموس اللعبة.

إذن إن الانتخابات المرتقبة ستكون يتيمة واستثناء لا يعتقد أنه سيتكرر مستقبلا، ذلك لأن المخطط يتضمن انتهاج سياسة التقشف من قبل “جيل عزيز” ولن يتحقق ذلك إذا ما ترشح من قد يشكل إزعاجا لرئيس الجمهورية المرتقب رئيس الدولة السابق في حين أن الأسماء التي أعلن المجلس الدستوري مصادقته على ترشحها لا تحمل من داخلها بذور فنائها، لأنها لن تخسر شيئا، فقد أوردت مصادر إعلامية محلية أن المرشحين الذين سينازلون ولد عبد العزيز سيحصلون على مبالغ مالية طائلة مقابل لعب دور أرنب السباق، وحسب المصدر” فإن رجال أعمال دفعوا مبلغ 200 مليون أوقية لكان حاميدو بابا وفاء بما كان مقررا قبل الترشح فيما تم تخصيص نصف ذالك المبلغ لكل واحد من المترشحين من ضمنهم ولد حننا الذي اعترض بشدة على المبلغ لأنه يضعه دون قيمته السياسية الحقيقية” حسب موقع تقدمي.
وإن صح هذا الخبر فإنه يؤكد تنفيذ أجندة “جيل عزيز” حرفيا، أي أن رئيس موريتانيا المقبل سيفوز دون تبذير للمال سواء كان عاما أو خاصا.

انقلاب على القيم

حسب المعلومات المتوفرة فإن “جيل عزيز” ذو الميول الغربية، سيعمل على تغيير الخارطة الوطنية من خلال إبعاد كافة الرموز المؤثرة سواء داخل المؤسسة العسكرية او المدنية، ولن تفلت بجلدها الزعامات التقليدية التي سيتم إقصاؤها بشكل نهائي وإحلال نظام اجتماعي بديل محلها، والقضاء على جميع مجموعات الضغط، ليحل “الجيل” محلها، وسيعمل التنظيم الجديد إلى استقطاب مجموعة من الشباب داخل مجلس النواب، بعد أن نجحت في انتقاء بعض الأسماء الفاعلة ضمن هذه الشريحة.

ومن المتوقع أن تشرف بشكل مباشر على تنفيذ الشعارات التي كان ينادي بها الرئيس المستقيل، خاصة محاربة الفساد، وربما دفعت الرئيس المنتخب إلى بناء المزيد من السجون بدلا من المزيد من المساجد.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button