أخبار

الأزمة السياسية فى موريتانيا تظهر جلية فى الشعارات التى رفعها العمال

لم يتأخر عمال موريتانيا فى نواكشوط كثيرا عن تخليد عيد فاتح مايو الجمعة 2009 ، وإذا كان قائد الثورة الإشتراكية العالمية “لينين” فى مثل هذا اليوم ومنذ عشرات السنين ، دعا عمال القارات الخمس ان يتوحدوا فى وجه هيمنة الإقطاع وقساوة الرأسمالية المتوحشة ، عبر ندائه الشهير “ياعمال العالم اتحدو” ، فإن عمال موريتانيا الذين تمر بلادهم بأزمة سياسية معقدة بدا فى تخليدهم لذلك النداء التاريخي أثناء تظاهراتهم اليوم إحتفالابالمناسبة ، أنهم يجسدون صورة الصراع السياسي والتمزق أكثر من التوحد النقابي المفترض ، فكما فى سياسة موريتانيا حاليا هناك رئيسان للدولة ومجلسان للبرلمان وظرفتان للشوخ وكل طرف ينفي شرعية الآخر ويستخدم المصطلحات وفق منظوره ، ظهرت اليوم فى شوارع نواكشوط مجموعتان تدعي كل واحدة منهما أنها تمثل “عمال موريتانيا” ، الأولى تطالب باعادة الشرعية الدستورية وتندد بالإنقلاب وترى فى الديمقراطية صمام أمان يضمن للعمال كامل الحقوق التى ناضولوا من أجلها ، أما الثانية فترى أن الشرعية الدستورية قائمة ، وما تحقق للعمال فى ظل قيادة العسكر وبالذات فى عهد الجنرال محمد ولد عبد العزيز ، فى الأشهر الثمانية الماضية التى حكم فيها موريتانيا لم يتحقق لهم طيلة السنوات الماضية .

من خلال المظاهرتيت والحشود التى جمعها كل طرف للتعبير عن مدى شرعيته كممثل وحيد عن “عمال موريتانيا” ونفي الشرعية عن الطرف الآخر ، تظهر صورة البلد للمراقب بمثابة لوحة فنية أصابها المطر فاختلطت ألوانها وأصبح بامكان أي شخص إدعاء رسمها ، وتنمحي الفواصل بين النقابي والسياسي وحتى العسكري والمدني ، وتتعدد الشعاب ، عندها يصعب تحديد الوجهة ويكون للكل رأي ولا يقبل برأي غيره .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button