مقالات

قمم شاغرة،من يستطيع خلافة عدود وبداه؟؟/عبد الله ولدبون/abdalla_sidi@yahoo.com

لم تكد موريتانيا تواري بدرتمامها عدود الثرى حتى نعت قمرها البدر بداه ولد البصيري ، وكأنها في زمن الخسوف النهائي،، عدود وبداه قمران موريتانيان تربعا لعقود في مدار العلم و المعرفة والزهد والعبقرية اللدنية التي أثرت عقل ووجدان المسلم ليس فحسب في القطر الموريتاني بل في في المحيط الاقليمي والعالمي
ولعله من نافلة القول الركون إلى تعداد مناقب الرجلين كماهي الحالة في ذكر مناقب العظماء.
هل هي صدفة أن تودع شنقيط قممها الروحية التي يستحيل أن يتنافس على حالة الشغور فيها كل الذين حاولوا تسلق ذلك المدار العصي على كل قوى الدفع النفاث في كوكبنا المسكين،أم أن القدر يرسل لنا عبر رحيلهما إشارات خفية تعلن قرب وصول الجميع إلى خط النهاية .
قمم شاغرة باتفاق جميع الموريتانيين ،لكن لا أحد يعلن المنافسة على المقعد الفارغ فيها ، وقيعان دنوية يتنافس الجميع عليها لحد الاقتتال على مقاعدها المأهولة والشاغرة أو شبه الشاغرة، في مشهد موريتاني يتدثر بالكأبة.
عدود وبداه ركنان سامقان لهوية وطن وشعب يرحلان في هدوء والساحة تضج بخوار أشبه مايكون بخوار عجل السامري ، لكنه هذه المرة يجد أكثر من تابع ومعجب بلحنه الشيطاني في بلاد عدود وبداه ،بلاد التوحيد والمآذن والرباط التي ظلت عصية على السامري ومن شاكله.
فرقاء ” سياسون” لم يستطبعوا إدراك حجم الرزء الوطني في افتقاد مجلسي عدود وبداه، فانغمسوا في المنافسة على حضيض سياسي هو أخطر ما يهدد ثوابت الهوية العربية الاسلامية التي أرساها عدود وبداه كل بمنهجه وكارزميته الربانية الفذه.
في حمى عدود كنت تجد الفرنسي المسلم والآمريكي والعربي الخليجي والشامي والمغاربي والافريقي ،تجد كل ممثلي العرق البشري في خيمة عدود ينهلون من إكسير النقاء الرباني ،وعند بداه حيث عبق تاريخ الصدق والصراحة والصرامة في وجه من يريد الالتفاف على الصراط المستقيم.
عدود وبداه رحلا بهدوء ليتركا لكل موريتاني مصيبته الشخصية الخاصة ، ولكل محب عبر العالم الاسلامي مثل ذلك،
بقي أن يتوقف الرسميون والسياسيون والعلماء وطلاب العلم في موريتانيا أمام الحدث لاستخلاص تجربة العلمين حسب الاستطاعة وتوظيفها من أجل صالح الوطن .
قد يستطيع البعض ملء فراغ البعض في الرئاسة أو البرلمان أو الجيش أو سنيم أو وزارة البترول والصيد وكتابة الدولة لمحو الأمية
لكن لن يستطيع الجميع ملء فراغ قممنا المتوارية خلف مساء رزء موريتانيا الكبير.
إن علينا انتظار قرون أخرى لتنجب شنقيط عدودا جديدا وبداه آخر نصلي جميعا خلفه ايمانا ،، لا صلاة على جنازة وطن أصبح الكثيرون فيه لا يعون أهمية أن تظل أقمار شنقيط في مدارها.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضا
Close
Back to top button