أخبارأخبار عاجلةعربيمقالات

موريتانيا و المغرب أمام خطر الإعصار القادم من الساحل

أنباء انفو-  هجمات مسلحة و انقلابات عسكرية ،فوضى وحصار ، إغلاق للحدود البرية والجوية، استدعاء للسفراء ،قطع للعلاقات الدبلوماسية ، احتشاد للجيوش،تحالفات إقليمية ودولية مجهولة الغايات والأهداف.

وسط ذلك كله ، تعيش موريتانيا محافظة -حتى الآن –  على استقرارها.

لكن السؤال الكبير الذى يطرح نفسه هنا ، كيف وإلى متى تستطيع موريتانيا المحافظة على ذلك الإستقرار ، خصوصا وأن رياح الإعصار الجارف،  باتت قريبة جدا من حدود البلاد..!؟.

 كشف حادث إسقاط طائرة بدون طيار تحمل شعار الجيش المالي داخل منطقة حدودية مشتركة مع دولة جارة،  وما تبع ذلك الحادث من تطورات متسارعة غير مسبوقة تدعمها مجموعة من المتغيرات، أن محيط موريتانيا يوجد حاليا فوق صفيح ساخن،  وعليها القيام بإجراء استباقي يمنع وصول الحرائق إليها.
متغيرات عديدة تشهدها منطقة الساحل لايمكن لأصحاب القرار فى موريتانيا تجاهلها..

المتغير الأول ،  التحول الإنقلابي ، الحاصل في أنظمة دول تلك المنطقة منذ نحو 5 سنوات .

المتغير الثاني, دخول قوى دولية جديدة إلى المنطقة(روسيا، تركيا ، الصين ..) لتحل محل القوى الاستعمارية القديمة (فرنسا وحلفائها الغربيين.).

المتغير الثالث  ،  يمثله تنامي ظاهرة الجماعات الإرهابية، والتنظيمات المسلحة، وتبدل بعض الجهات الأمنية التى تتبع لها مع رصد تغيير فى الأسماء والشعارات .

إضافة إلى تلك المتغيرات توجد قوى أخرى أقل قدرة، تُحاول الاستفادة من الوضع الجديد مستغلة القرب الجغرافي، يعتقد بعضهم ، أن إحدى رغبات تلك الفوة، من وراء زعزعة استقرار المنطقة،  إجهاض مبادرة ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي عبر خط تجاري آمن يمر من موريتانيا وينتهى فى ميناء الداخلة جنوب المغرب.

 كما توجد  قوى أخرى أكثر خفية،  غايتها من زعزعة الإستقرار ، انتشار الفوضى لتسهيل جمع الأموال تحت الظلام من تجارة المعادن النفيسة (الذهب . واليورانيوم .والحجارة الثمينة وغيرها..).

 استقرار موريتانيا ، أمام تلك المتغيرات الأمنية الحاصلة فى المنطقة  لايمكن ان يكون باتباع سياسة تشبيك اليدين ثم الوقوف إلى جانب الجدار  خوفا من الشظايا المتطايرة.

قبل عام تقريبا نشر موقع “أنباء انفو” تقريرا صحافيا استشرافيا،  تضمن جانبا من تحليلات استراتيجية لأوضاع المنطقة مع التركيز على المخاطر المحدقة بكل موريتانيا والمغرب وأهمية الشراكة الإستراتيجية فى مواجهتها.

وجاء فى التقرير ، أن واجب موريتانيا كما هو واجب المغرب على حد سواء  ، إدراك حجم المخاطر الداخلية والخارجية  التى تهدد أمنهما و استقرارهما ، ثم الإسراع، فى وضع خطط جديدة توفر صمامات أمان تحمى استقرار البلدين , درعا لمواجهة المخاطر والأطماع.

إحدى أكثر الخطط واقعية وجدية وأقربها للتطبيق ، تأسيس نظام فيدرالي مشترك بين الجارتين(موريتانيا،المغرب)  وذلك لتأمين البلدين من المخاطر ويفتح أمامهما فرصااقتصادية لامتناهية الفوائد.

سيواجه هذا المقترح عند عرضه للنقاش أسئلة وجيهة قدمها الباحث محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري فى المغرب ، أبرزها : ما هو موقف بعض المؤسسات الكبيرة فى موريتانيا أهمها مؤسسة الجيش، من تلك الشراكة مع المغرب والإندماج الإقتصادي بينهما؟  و كيف يمكن التعامل مع المتغيرات الاجتماعية والإثنية أو العرقية في موريتانيا خلال تأسيس تلك الشراكة ؟ ما هي مكاسب ومحاذير هذا الاندماج بالنسبة للمغرب وموريتانيا؟ ما هي حدود قدرة الجهات الإقليمية المعادية لأي تقارب موريتاني مغربي  لإفشال الاندماج؟.

يضيف الأستاذ محمد الزهراوي، أن مستويات التشبيك بين الإشكالات والمصالح المعقدة، تجعل” من المفيد على المستوى الاستشرافي إعادة طرح سيناريو فيدرالية المغرب الكبير ضمن سياقاته وإن كانت محرجا للبعض وغير ذات أهمية للبعض الآخر.”

وجاء فى مقال نشرته فى وقت سابق ،صحيفة “هسبريس ” للباحث الزهراوي حول مقترح بناء فيدرلي بين موريتانيا والمغرب ، أنه يمكن التفكير فيه انطلاقا من ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: تاريخي، إذ يعتبر المعطى التاريخي مؤسسا لفهم الحاضر على مستوى العلاقة بين الطرفين، وبعيدا عن النقاش حول الإرث الإمبراطوري والامتداد التاريخي للمملكة المغربية(…).

المستوى الثاني: جيوسياسي، إن المتغيرات الإقليمية والدولية باتت تنذر ببروز قوى جديدة وتوازنات من غير المستبعد أن تكون مختلفة عن التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن منطلق سعي المغرب إلى لعب أدوار كبيرة والتموضع بشكل جيد ضمن خريطة التحالفات الجديدة، فإن تحقيق مبتغى القوة الإقليمية يتطلب تنزيل المشاريع الكبرى، خاصة مشروع الأطلسي، وتأمين أنبوب الغاز المغربي النيجيري.

المستوى الثالث: استراتيجي، فالاندماج المغربي/الموريتاني يشكل مناسبة لتقديم أجوبة واقعية واستشرافية على بعض التحديات الراهنة والمستقبلية، لا سيما أن الامتداد التاريخي للبلدين، بالإضافة إلى المقومات المشتركة خاصة على المستوى القبلي (مجتمع البيضان)، كلها عوامل تدفع في اتجاه تقوية وتحقيق هذا الاندماج.

استراتيجيا، فالاندماج أو “فيدرالية المغرب الكبير” يمكن أن تحقق كل شروط الإقلاع الاقتصادي بين البلدين، قد لا يتسع المجال للخوض في الأرقام والمؤشرات؛ غير أنه بشكل عام يمكن الاستثمار في شبكات الطرق والقطارات السريعة، ونقل رؤوس الأموال والرساميل الكبرى للاستثمار في الموانئ وفتح الباب أمام الشركات المغربية والحلفاء الخليجيين في موريتانيا من منطلق رابح/رابح.

على المستوى العسكري، فالاندماج يحقق استراتيجيا مكاسب كبيرة دفاعية وأمنية، سواء من خلال تأمين الحدود البحرية والبرية على كافة الواجهات .

ويعتبر رهان “تحريك الجغرافيا” أو “المصالحة مع الجغرافيا” وتحت أية مسميات مدخلا استراتيجيا ـ وإن كان مقترنا بالمتاعب والصعوبات والمحاذير ـ، وبقدر ما أن البلدان كانت محكومة بحسن الجوار والتعايش السلمي، وتصفير المشاكل بين دول الجوار، إلا أن ذلك لم يتحقق، بل بات صعبا إن لم يكن مستحيلا .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button