بسبب رغبته في القتال بالعراق .. الحكم علي موريتاني بالسجن في الجزائر

(الخبر) ٌّشهدت المحكمة الجنائية في الجزائر يوم أمس، أطوار قصة مثيرة لشاب موريتاني يسمى مختار بن محمد بن محمود، تأثـر بالخطب المحرضة على الجهاد في العراق وفلسطين بأحد مساجد نواكشوط، فقرر حزم أمتعته والسفر إلى شمال مالي، بناء على مساعدة شخص من موريتانيا يملك صلات مع شبكة مختصة في التجنيد إلى العراق تقيم بالجزائر.

وبعد فترة من التدريب على السلاح بمالي نهاية 2007 داخل معسكر يشرف عليه مسلحون جزائريون ينتمون إلى القاعدة، دخل الجزائر برفقة 30 شخصا من مختلف الجنسيات بغرض الاتصال بالشبكة التي توصلهم إلى العراق. وقال مختار، في إفادته لهيئة المحكمة، إن الجماعة التي كان معها تعرضت لقصف مروحي من طرف الجيش الجزائري في منطقة بإن أمناس، فأصيب بجروح بليغة واعتقله الجيش مطلع 2008 واقتاده إلى ثكنة بورفلة، وبعدها خضع للتحقيق على أيدي مصالح الأمن.
وبلّغ القاضي مختار بن محمد (24 سنة) بأنه متابع بتهمة ”الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالداخل”، ما يعني أنه متورط في نشاط إرهابي داخل الجزائر، وهو ما سعى المتهم إلى نفيه، حيث حرص على التأكيد بأن الجزائر ”كانت بالنسبة لي محطة فقط للانتقال إلى العراق”. وقال إنه لم يكن يدري أن الذين تلقى على أيديهم التدريب ملاحقون من طرف السلطات الجزائرية، وأن همّه الوحيد هو الوصول إلى الأشخاص الذين وعدوه بتسفيره إلى العراق. وبدا رئيس المحكمة غير مقتنع بكلام مختار، وحاول أن يفتك منه اعترافا بأنه كان على صلة بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل.

أما ممثل النيابة فقال إن الانتقال إلى العراق من الجزائر ”شيء مستحيل والمتهم كان يعلم أن الجماعة التي دربته على السلاح تمارس الإرهاب في الجزائر”. وطلب تسليط عقوبة 20 سنة سجنا ضده.

واستفاد الموريتاني من مرافعات الأساتذة حسيبة بومرداسي ومصطفى بوشاشي، وحميد عيساني ومحمد الصالح بوميناش. وذكر الدفاع بأن الملف ”خال من أي واقعة تؤكد أن المتهم متورط في أي عمل إرهابي بالجزائر”، وأن كل الوقائع تدور حول التدريب على السلاح في مالي، وبالتالي دعت بومرداسي هيئة المحكمة إلى ”الأخذ بعين الاعتبار كون مختار لم ينكر أنه تدرب على السلاح، لكن من غير اللائق محاسبته على نوايا غير ثابتة تتعلق بانخراطه في الإرهاب بالجزائر”.

وظهر مختار متأثرا بمجريات المحاكمة، وذرف دموعا عندما اقتربت من نهايتها وطلب من الهيئة عدم التشدد معه فقط لأنه كان يريد الدفاع عن أرض إسلامية. وانسحب القضاة والمحلفان من قاعة الجلسات، وعادوا بعد أكثـر من ساعة لتبليغ مختار بأنه مدان بخمس سنوات سجنا نافذا.