و تعارض السلطات السعودية اقدام امراء فيها على دخول المشهد الإعلامي وإصدار قنوات فضائية، ذات طابع سياسي، وهذا ما يفسر استحواذها على قناة “العربية”، التي كانت احد اذرع شبكة “ام بي سي” التلفزيونية، وباتت الآن جزءا من امبراطورية الشركة السعودية للأبحاث والتسويق التي يملك الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، واشقائه الغالبية العظمى من أسهمها بعد شراء حصص الوليد بن طلال واسرة رفيق الحريري، ورجل الاعمال السعودي محمد العمودي.
وترددت انباء عن وجود خلافات حادة بين الأمير محمد بن سلمان وابن عمه الوليد بن طلال، وقد تكون هذه الخلافات احد أسباب قرار الأخير اغلاق محطة “العرب”، تجنبا لاي صدام محتمل يمكن ان يؤثر على اعماله وشركاته في المملكة، ولكن لم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه الانباء، او وجود علاقة للامير محمد بن سلمان شخصيا، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، خلف قرار الاغلاق.
ومرت القناة بتجربة متقلبة على امتداد 6 سنوات من إعلان الانطلاق وتأجيله أكثر من مرة، قبل بداية البث من المنامة عاصمة البحرين في شباط (فبراير) 2015، لساعات قليلة، ثم توقفت من جديد.
وكانت قناة “العرب” قد توقفت عن البث بعد خلاف مع الدولة المستضيفة حول سياستها التحريرية، واستضافتها معارضاً بحرينياً في أول يوم بث، لتتوقف القناة بعد ذلك متعللة في تغريدة على “تويتر”، بتوقف البث “لأسباب فنية وإدارية”، لكن تبين لاحقا ان ضغوطا رسمية سعودية كانت احد ابرز الأسباب.
ثم حاولت العرب البث من مدن أخرى مثل لندن، أو اسطنبول، لارنكا القبرصية، قبل إعلان مديرها العام جمال خاشقجي، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، اتفاق القناة مع السلطات القطرية على البث من الدوحة.
ونفى خاشقجي “الشائعات عن توقف القناة، أو عدول إدارتها عن قرار إطلاقها من العاصمة القطرية.
ولكن القناة لم تعاود البث، في حين اختفى مديرها جمال خاشقجي بدوره تماماً من المشهد الإعلامي السعودي، واختفت مقالاته من على أعمدة جريدة “الحياة” اللندنية، وتغريداته وكتاباته على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد بيان للخارجية السعودية تبرأت فيه من خاشقجي، محذرةً من التعامل معه على أساس تمثيله لأي جهة رسمية سعودية.
وعلمت “راي اليوم” ان السيد خاشقجي جرى إبلاغه رسميا بأنه ممنوع من الكتابة او الظهور في محطات التلفزة، او المشاركة في ندوات سياسية داخل المملكة وخارجها بسبب انتقادات وجهها الى المرشح الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة الامريكية في ندوة شارك فيها في واشنطن، وذكرت مصادر صحافية مقربة منه انه يعتكف حاليا في منزله بمدينة جدة، ويعكف على تأليف بعض الكتب.
وما زال من غير المعروف ما اذا كانت السلطات السعودية قد مارست ضغوطا على الحكومة القطرية اسوة بنظيرتها البحرينية نجحت في تراجعها عن السماح بانطلاق المحطة من أراضيها، ولمحت مصادر إعلامية خليجية ان هذا الامر غير مستبعد في ظل تحسن العلاقات بين الدوحة والرياض في العام الأخير.
وزار الأمير الوليد بن طلال الدوحة اكثر من مرة وظهر في صحبة الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني اثناء افتتاح مشاريع خيرية، وتبرع فيها بعدة ملايين من الدولارات.
ويبلغ عدد الموظفين والخبرات الإعلامية في محطة “كل العرب” اكثر من 50 شخصا، ومن بينهم نجوم عملوا في محطات كبرى مثل المذيعة ليلى الشيخلي، وزوجها جاسم العزاوي، وطارق العاص، الذي عمل في محطة “بي بي سي”، وطارق خوري الذي كان من مؤسسي “ام بي سي” و”بي بي سي” العربية، ويقيم معظم هؤلاء حاليا في قبرص.
ويملك الأمير الوليد شبكة روتانا التلفزيونية ومقرها بيروت، ولها مكاتب في دبي والرياض، ولكنها قنوات ذات طابع فني ترفيهي، وتقدر مجلات مهتمه بثروات كبار رجال الاعمال في العالم ثروته بحوالي 25 مليار دولار.