مقالات

هكذا عرفت سعادة الوزير..

بقلم أبي ولد زيدان
خمس سنوات خبرت فيها عن قرب الدكتور الحسن ولد الإمام ولد أعمر جوده وزير الوظيفة العمومية والشغل والتكوين المهني…

كانت البداية خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في عهد ولد الطايع … الاستقطاب السياسي على أشده آنذاك، احتقان داخلي على كل المستويات، وبوادر حرب أهلية تلوح في الأفق مع كل صباحات الأيام الأخيرة من حكم نظام ولد الطايع الذي بدا أن نهايته باتت قاب قوسين أو أدنى : إما الرحيل أو نهاية حلم وطن سمي ذات يوم موريتانيا…

في هذا الجو الذي لا يكاد الأمل فيه بالحياة يولد إلا ليموت تحت وطأة جلادي الحقبة الطائعية، كنت على موعد صباح ذات يوم، مع أول اجتماع للجنة الإعلامية في حملة المرشح محمد خونه ولد هيداله.

كنا داخل قاعة الاجتماع، ثمانية أفراد فقط تحت رئاسة الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل، الذي طبع بطريقته الخاصة في ذهن كل واحد منا الإحساس بجسامة المسؤولية أمام ضخامة تحديات الواقع… وما هي إلا لحظات حتى التحق بنا الدكتور الحسن ولد أعمر جوده بصفته رئيسا للجنة الثقافة والاتصال في الحملة، حيث من المفترض أن يجري التنسيق بيننا حول إدارة وتغذية الموقع الالكتروني الخاص بالحملة.

في البداية، لم يثر الرجل كبير انتباه بالنسبة لي، رغم الإيحاءات الخاصة التي يتضمنها اللفظ الأخير من اسمه، لكن يوما واحد من العمل الثنائي معه، كان كفيلا بشد الانتباه إليه.

لم يكن رجلا عاديا من رجالات الحملة، بل كان شعلة من العطاء والحركة والحماس والإيمان بضرورة تحدي الصعاب- وكثيرة هي- في سبيل غد أفضل لوطن ينشده إخاء ومساواة وعدالة…

كان الرجل فارسا في كل المجالات، ويعمل في كل الجبهات ، وفي كل مرة كان يضع نصب عينيه بعث الأمل كي لا يموت في نفوس الشباب المتعطشين إلى التغيير، حتى وإن كان يدرك أن هذا التغيير غير ممكن بصناديق الاقتراع في تلك اللحظة الحرجة من تاريخ هذا البلد.

مضت أيام الحملة الانتخابية، وبقي الأمل في نفوس الشباب كما أراد، لكن الرجل غاب عن الأنظار لبعض الوقت..
وهب نفسه في طريق آخر، هذه المرة أكثر وعورة ، لا بل وخطورة… لمصلحة هذا الوطن ونشدانا لهذا التغيير…
لقد أصبح عضوا نشطا في الخلايا المدنية لتنظيم فرسان التغيير العسكري… كان يجند ويحضر الشباب المؤمنين بقناعاته للمعركة المصيرية في تاريخ البلد.. ويتخفى وراء غطاء سياسي لتمويه الأجهزة الأمنية التي مافتئت ترقبه عن حذر… لكن قناعة الرجل بمهمته، وإيمانه الراسخ بهذا الوطن، وضرورة التضحية في سبيله، ساعداه في مهمته أيما مساعدة.
لقد كان حلقة الوصل بين قيادة التنظيم في بوركينا فاسو والعناصر المدنية وبعض من العسكرية في موريتانيا…كان يقوم بعمله على أحسن وجه دون خوف ولا وجل، إلى أن باغتته الأجهزة الأمنية في سبتمبر 2004 متوهمة أنها وضعت يدها على صيد ثمين…

طبعا كان الرجل بما يملكه من معلومات، وما يشكله من خطر حقيقي، صيدا ثمينا.. لكن الإرادة المؤمنة بالتضحية جعلت كل الصعاب تهون أمام قداسة المبدأ…

تحمل الرجل سيلا من العذاب لا يمكن لآدمي تصوره ، حتى النوم وقضاء الحاجة الإنسانية منعا له… لكنه ظل صامدا لا يبوح ببنت شفة، مؤمنا بأن وراءه رجالا سيمضون في ذات الطريق ، وأن الطريق إلى الوطن المنشود، لا بد يبدأ بآثار الدماء فوق أجساد الشرفاء..

ظل صبورا مؤمنا راضيا ، إلى أن تم إطلاق سراحه في فبراير 2005.
هنا عاد إلى الميدان ، هذه المرة ليؤسس مع رفاقه حزب الإتحاد والتغيير الموريتاني حاتم، الذي ظل فيه جنديا مجهولا كما كان … كثير العمل قليل الكلام، مقدام في الميدان بطيئ وقت الحصاد، لا يحب من الظهور إلا ما أرغم عليه.

خاطبته ممازحا يوما واحدا قبيل انتدابه وزيرا عن حزبه حاتم، قائلا : يا سيادة الوزير، فأجابني ظلمتموني أنت وصاحبك( يقصد الرئيس صالح ولد حننه) فأنا لست صاحبها….

حينها عرفت أن الرجل مازال كما عهدته، وتذكرت ما دار بينه مع أحد أبناء عمومته قبل سنوات وهو يومها من أقرب المقربين إلى الرئيس السابق ولد الطايع، وكان صاحبنا آنذاك حديث عهد بالجزائر التي قدم منها حاملا شهاداته العليا بحثا عن العمل.

استقبله ابن عمه أحسن استقبال، ومرت الأيام قبل أن يتضح لصديق ولد الطايع أن صاحبنا ليس كما يظن، فاستدعاه في مكان خاص وخاطبه قائلا: يابن عمي أنا لم أعد أرجو تقدما في السلم الإداري للدولة بعدما بلغت هذه الرتبة ، وليس لي ابن عم يحمل شهادة كمثل شهادتك، وكل ما أعمله الآن في الحقل السياسي من أجلك أنت فقط، فساعدني كي أساعدك…

كان الرجل يعي تماما مايقوله، كما كان صاحبنا يعي تماما ما يقصده، لكن الشاب المؤمن بالوطن يدرك أن الوطن في تلك الظروف بحاجة لرجال يقولون لا وليس بحاجة لرجال يقولون نعم، فأطلقها مدوية في وجهه لا…لا…إن كنت تريد مساعدتي حقا فساعدني على تحقيق غاياتي، وغاياتي ليست الوظيفة ولا الجاه ولا المال، إنما وطن حر مزدهر تعمه المساواة والإخاء…حينها وحينها فقط لن يكون أي واحد من أبناء هذا الوطن بحاجة إلى أبن عم يمهد له سلما للارتقاء في المناصب العمومية…

فلله درك ياصالح ولد حننه حين هذا النوع من الرجال، ولله درك أنت يابن أعمر جوده، فكم هي موريتانيا بحاجة إلى بضعة أفراد فقط من أمثالك..

فألف مبروك لحزب حاتم وألف مبروك لقائد حاتم ورمزه صالح ولد حننه وألف مبروك قبل هذا وذاك لموريتانيا التي بدأت تتلمس طريقها لاكتشاف كنوزها المنسية.

سيرة ذاتية

1- المعلومات الشخصية

الاسم : الحسن ولد الإمام ولد أعمر جودة

تاريخ ومكان الميلاد : 1970 لعيون – الحوض الغربي – موريتانيا

الجنسية : موريتانيا

الوضع الأسري : متزوج

2- الدراسات والشهادات المتحصل عليها

أ- الدراسات الابتدائية والثانوية

المدرسة الابتدائية في لعيون 1978-1983
إعدادية لعيون 1983-1986 شهادة الدروس الإعدادية
ثانوية لعيون 1986- 1989 شهادة البكلوريا شعبة الرياضيات

ب – الدراسات العليا

* الفترة ما بين 1989-1993 في كلية العلوم – جامعة تشرين باللاذقية – سوريا
حاصل على شهادة الإجازة في الرياضيات والمعلوماتية بتقدير جيد

* الفترة ما بين 1996-2000 في جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر العاصمة
حاصل على شهادة دكتوراه سلك ثالث – الماجستير النظام القديم – في التسيير الرياضي بتقدير مشرف جدا

** موضوع الأطروحة :

” تطبيق الطرق المساعدة في اتخاذ القرارات متعددة المعايير على مشكلة الجدولة الزمنية للمشاريع ”

3- الدراسات التطبيقية والملتقيات

2002 لقاء تكويني في الإدارة والتسسيير الرشيد للبنوك منظم من طرف جامعة انواكشوط وخبير فرنسي في المنظمة Finabanque الفرنسية

2001- تكوين في تقيم المشاريع منظم من طرف البنك المركزي الموريتاني مبعوث من طرف بنك الوفاء الاسلامي الموريتاني BAMIS

2001 – تكوين في تقيم المشاريع في وزارة الصناعة والمعادن مبعوث من طرف BAMIS
2000-2001 تكوين تطبيقي في صيانة الكومبيوتر وإعداد الشبكات وتطوير صفحات الويب WEB في مؤسسة EMI-Informatique في انواكشوط

1999 تكوين 6 أشهر في صيانة الكومبيوتر في معهد معتمد من طرف الدولة بالجزائر INFORMAL Formation 1994 تكوين تطبيقي مدة 6 أشهر كمكون في المعلوماتية وبرامج التسيير والمكتباتية في مؤسسة SIGMA-Informatique

4- الخبرة المهنية

2005-2007 رئيس مصلحة التقييم والتحليل في بنك الوفاء الإسلامي الموريتاني BAMIS

2001 إطار في بنك الوفاء الإسلامي الموريتاني BAMIS مكلف بإعداد الدراسات وتقيم المشاريع
من أكتوبر 2000 وحتى نهاية السنة الدراسية 2004 أستاذ متعاون في كلية العلوم التقنيات في جامعة انواكشوط لمادة المعلوماتية والرياضيات

1994-1996 مكون في المعلوماتية وبرامج التسيير والمكتباتية في مؤسسة التكوين المعلوماتي SIGMA-Informatique

5- اللغات

العربية : جيد جدا

الفرنسية جيد

الانكليزية : متوسط
بقلم أبي ولد زيدان

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button