فى حواره مع‘‘الخبر‘‘الجزائرية أحد المحللين : موريتانيا تتّجه نحو العنف
حذّر الخبير في الشؤون السياسية الموريتانية، سيدي ولد جعفر، من خطر دخول بلده في دوامة من العنف بسبب انغلاق الساحة السياسية ولجوء السلطة العسكرية الحاكمة إلى قمع والتضييق على الأصوات المعارضة.
كما حذّر الموريتانيين من تدويل أزمتهم الحالية؛ لأن ذلك سيراكم المشاكل عوض حلها.
داعيا في الوقت نفسه الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، للضغط على الحكام الحاليين من أجل تحديد فترة لإجراء انتخابات سياسية جديدة
قال الخبير السياسي، سيدي ولد جعفر، في اتصال هاتفي مع ”الخبر” إن موريتانيا تعيش عزلة على الصعيدين الداخلي والخارجي. معربا في ذات الوقت عن تشاؤمه بخصوص مستقبل موريتانيا، انطلاقا من المعطيات الحالية التي ترسمها الخريطة السياسية الموريتانية. فبالإضافة إلى تعبيره عن تشاؤمه من الخطوة الانقلابية، وإن قال بأنه لم يكن من الداعمين لمنهج حكم الرئيس المخلوع، أكد أن موريتانيا تعيش حاليا عزلة على الصعيدين الخارجي والداخلي. فعلى الصعيد الخارجي يؤكد أن ”الانقلابيين لم يقدموا إلى حد الآن أي جديد. وهناك رفض دولي لخطوتهم، وخاصة من دول الجوار التي نددت بالانقلاب لارتباطها بقرارات الاتحاد الإفريقي، ما عدا المغرب”. وفي السياق ذاته حمل ولد جعفر المغرب جزءا من المسؤولية لما يحصل في بلاده، بالقول ”المغرب له يد ما في ما يحصل في موريتانيا. وهي الوحيدة التي استقبلت الانقلابيين، حتى وإن لم تعترف بهم لحد الآن، إلا أن التشكيلة الوزارية الحالية تبين ذلك؛ حيث أن أغلبهم من خريجي المدارس المغربية”.
وبخصوص العزلة الداخلية أوضح، ولد جعفر أن الأطراف الرافضة للانقلاب تتحرك رغم التعتيم والقمع الممارس ضدهم. وحسبه، فإن هذه المؤشرات جد خطيرة قد تدفع بالبلد نحو العنف. وفي هذا الإطار، وردا على سؤال حول احتمال دخول موريتانيا في دوامة من العنف بسبب تداعيات الأزمة السياسية، أجاب بأنه لا يستبعد ذلك؛ حيث قال ”أنا أعتقد أننا نتجه نحو مظاهر العنف؛ ففيما يخص الأزمة الاقتصادية وسوء الظروف المعيشية أدى إلى ظهور الاحتجاجات، لكن أن تقابل الحركات الاحتجاجية الرافضة للانقلاب بالقمع وأن يبقى الانقلابيون غير مستعدين لسماع صوت المعارضة لمنطقهم قد يترتب عنه أمور لا تحمد عقباها والدخول في دوامة العنف”.
وكانت فرنسا قد عبرت أول أمس، عن رفضها للحكومة الجديدة التي قدمها المجلس الأعلى الحاكم في موريتانيا ليلة الأحد الماضي، وجددت موقفها الداعي لعودة نظام الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ.
ودعا المحلل السياسي ولد جعفر الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا إلى الضغط على النظام الحاكم من أجل أن يتراجع ويحدد فترة إجراء انتخابات رئاسية جديدة؛ لأنه، حسب تقديره، عودة سيدي ولد الشيخ صعب. كما عبر ولد جعفر عن تشاؤمه لسيرورة الأمور بسبب تمسك كل طرف بموقفه. فالانقلابيون يجعلون خطوتهم أمرا واقعا، والرافضون يقفون في نفس النقطة التي انطلقوا منها ويرفضون كل شيء ما عدا عودة الرئيس المخلوع. والمؤيدون يعتبرون أن ما قام به العسكر هو الاتجاه الصحيح نحو الديمقراطية. وهو ما اعتبره خطوات تصب كلها نحو التصعيد، ويؤدي بالبلد نحو الهاوية في ظل غياب في الأفق لأي حل.
وانطلاقا من كل هذه المعطيات يرى ولد جعفر أن موريتانيا تمر بمرحلة حرجة يجب خلالها أن لا يلجأ الموريتانيون إلى تدويل قضيتهم؛ لأنه حسبه، لن يتدخل الغرب إلا وتراكمت المشاكل. وعليهم أن يجدوا صيغا للحل يكون داخليا لتجنيب فتح الباب أمام الأزمات.