مقالات

هولاند والغرب يغضبان فولتير في قبره…

تقول بعض المعلومات القليلة المسربة من العاصمة الفرنسية باريس، إن عيني الكاتب والمفكر والفيلسوف الفرنسي الكبير فولتير، دمعتا حزنا وأسى وهو يستمع لمواطنه الرئيس فرانسوا هولاند، ينتقد حرية التعبير في وسائل الإعلام الروسية خلال تناولها الشؤون الدولية الراهنة.

سارع الفيلسوف فرانسوا ماري آروويه المعروف اختصارا باسم فولتير الذي عـاش وساهم في صناعة عصر التنوير،وعُرف بنقده الساخر، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية  وخاصة حرية المعتقد والجهر بها، والمساواة وكرامة الإنسان، الى إرسال برقية عاجلة من العالم الأخر للرئيس الفرنسي، يبلغه فيها أن هناك نوعين من الصحفيين، نوع يلهث وراء ما يهتم به القرّاء فيكتب لمسايرتهم أو لتسليتهم، ونوع يدفع القرّاء للاهتمام بالحقائق التي يعرضها أمامهم، وهذا النوع هم الصحفيون الكبار، لأن في ضجيج الطبول تختنق أجراس الحرية، وفي صخب المواكب تطمس معالم الحقيقة!.

عبثا حاول فولتير أن يفهم وأن يحلل ما صرّح به الرئيس الفرنسي المنعدم الشعبية، الاثنين 6 مارس/ آذار عن أن موسكو تسعى “للتأثير على الرأي العام” مستخدمة كل الأساليب حتى تلك التي سادت إبان عهد الاتحاد السوفيتي، لكن هذا التصريح الذي يطلق اتهاما أقبح من ذنب غير قابل للفهم ولا للتحليل أصلا، إذ أن الغرب يريد أن يحصر أدوات ووسائل وحرية التأثير على الرأي العام به وبإعلامه فقط دون غيره، كما لو أننا نعيش في عصر الاستعمار الثقافي والإعلامي والفكري، حيث هناك مستعمر يصدر تعليماته ويطلق آراءه وما على المتلقين الذين يستعمرهم ويسعى لتطويعهم غير السمع والطاعة.

وزاد هولاند في الدقّة خلال مقابلة مع صحف أوروبية قائلا: “إن روسيا تستخدم كل الوسائل للتأثير على الرأي العام…حتى لو أن الإيديولوجيا لم تعد هي ذاتها كما في عهد الاتحاد السوفيتي، إلا أن الوسائل ذاتها أحيانا، مع إضافة التكنولوجيا إليها”. ورأى أن لدى روسيا “إستراتيجية تأثير وبناء شبكات مع نشر أفكار محافظة جدا على صعيد السلوك الاجتماعي، والإدعاء بالدفاع عن المسيحية بوجه الإسلام!”.

غريب أن يصدر هكذا تصريح عن رئيس فرنسا التي تعتبر رائدة في حرية التعبير. وعلى الفرنسيين تذكير رئيسهم بمقولة مواطنه فولتير: “قد أختلف معك في الرأي، لكنني على استعداد للموت دفاعاً عن رأيك”.لأنه يبدو كما لو أن هذا المبدأ فقد قيمته ومعناه لدى دعاة الحرية والديمقراطية في الغرب الذي طالما مارس حربا إعلامية ضارية ضدّ الاتحاد السوفيتي وضد روسيا من بعده بابواقه المتعددة وعلى رأسها “راديو سفوبودا” وإذاعة أوروبا الحرّة وغيرهما الكثير الكثير من الإذاعات وقنوات التلفزة التي لا عدّ ولا حصر لها.

وتتبلور في فرنسا ملامح سيناريو يطلق العنان لاتهامات ضدّ روسيا بالتأثير على الانتخابات على غرار ما حصل في أمريكا. حيث لم يتوان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت عن اتهام موسكو بالقيام بهجمات إلكترونية بغية التأثير على الانتخابات الفرنسية، وعبّر عن رفضه لهذا الشكل من التدخل. وقال لصحيفة “جورنال دو ديمانش”، “يكفي النظر إلى المرشح الذي عبرت روسيا عن تفضيلها له في الحملة الانتخابية الفرنسية، ماريان لوبان أو فرانسوا فيون، بينما إيمانويل ماكرون الذي يطرح خطابا أوروبيا، تجري مواجهته بهجمات إلكترونية.. هذا الشكل من أشكال التدخل في الحياة الديمقراطية الفرنسية غير مقبول وأنا أشجبه” على حدّ قوله.

واتهم إيمانويل ماكرون، مرشح حركة “إلى الأمام” لانتخابات الرئاسة الفرنسية، قراصنة روس باستهداف حملته، ووصف الكرملين الاتهامات بـالـ”سخيفة” نافيا أي تدخل في الانتخابات الفرنسية.

وزاد ماكرون في الرقة حتى انفلق. فقد اتهم بنفسه وسائل الإعلام الروسية بإحياء شائعات قديمة عن كونه مثليا!. ومن ثم زعم أحد أنصاره المقربين، ريشار فيران، أن”أر تي”   و”سبوتنيك” الروسيتين تنشران يوميا “أنباء كاذبة” تتم إعادة نشرها في الصحافة الفرنسية، وهي تؤثر، بذلك، على “حياتنا الديمقراطية”.

وأكدت ماغاريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة قنواتأر تي ووكالة سبوتنيك، أن تكرار فريق حملة إيمانويل ماكرون الانتخابية للرئاسة الفرنسية، الاتهامات لناتدفع إلى الغرور. وقالت، السبت 4 مارس/آذار: “هذا إطراء لنا، إن فريق ماكرون مستمر بحملته الانتخابية حصريا بالأكاذيب بشأنأر تي  وسبوتنيك.. (هذا) سلوك غير سوي لكنه مضحك”.

 ويرى مراقبون أن ماكرون وأنصاره تعمدوا إطلاق “البعبع الروسي” لضرب “عصفورين بحجر واحد” أولهما الاحتياط للخسارة وإلقاء أسباب الفشل على مشجب الروس ووسائل إعلامهم، وثانيهما زيادة شعبية ماكرون وإظهاره كشخصية مستهدفة خارجيا ويجب على الفرنسيين حمايته ودعمه.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “لم يحدث ولم يسبق لنا أن فكرنا في التدخل في الشؤون الداخلية أو العملية الانتخابية لأي بلد”.وأضاف “موسكو لم يسبق لها أن فعلت ذلك رسميا ولن تفعله في المستقبل، والقول إن وسائل إعلامنا تحاول التأثير على الرأي العام، مجرد هراء”، مندداً بمحاولات تشويه قناة”أر تي”ووكالة “سبوتنيك” التابعتين للدولة واللتين اتهمهما فريق حملة ماكرون بالعمل ضد ترشحه.

وكتبت صحيفة فرانكفورتر العامة الألمانية “لا يمكننا إثبات أن الهجمات الإلكترونية المشبوهة مصدرها روسيا”، مشيرة إلى أن هذه المسألة تثار بكثرة في هذه السنة التي تشهد فيها عدة دول أوروبية انتخابات هامة.غير أنها أضافت “من الملفت للنظر أنه في الحملات الانتخابية الغربية، المرشحون غير المرغوب فيهم وتحديدا الأكثر إثارة لقلق الكرملين، يتعرضون لحملات تشهير”.

وتابعت “هذا اﻷمر ينطبق على إيمانويل ماكرون” مدعية أن برنامج ماكرون الانتخابي هو عكس ما يريد بوتين الذي يسعى منذ سنوات “لتقسيم أوروبا”. لكن الصحيفة أكدت أنه بغض النظر عمن وراء هذه الهجمات فالكلمة الفصل في نهاية المطاف ستكون للمواطنين وعلى الفرنسيين عدم تصديق كل ما يكتب على اﻹنترنت.

ويدّعي مسؤولون أوروبيون كثر أن موسكو تريد التأثير من خلال هجمات إلكترونية متطورة وحملات تضليل على النتائج الانتخابية المرتقبة في أوروبا 2017  وخصوصا في فرنسا وألمانيا.

وانطلقت حملة توجيه الاتهامات إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الأوروبية قبل أن تنتهي حملة مماثلة ترافقت مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية ،اتهمت فيها موسكو بهجمات إلكترونية معادية لكلينتون ولصالح ترامب.

وفي أخر المناحات الغربية القلقة من تأثير وسائل الأعلام الروسية، يأتي ما أعلنته وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند المنحدرة من أصول أوكرانية يوم الثلاثاء 7 مارس/أذار من أن روسيا يمكنها زعزعة استقرار الوضع في كندا. وقالت أنه من الواجب اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة روسيا التي من المفترض أن تتصرف على غرار ما قامت به من “جهود لزعزعة استقرار النظام السياسي الأميركي”.

ولم تقتصر الاتهامات ضدّ روسيا على الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي , بل أن السلطات الأمنية السويدية سبقت الجميع بتوجيه اتهامات لموسكو بشن “حرب نفسية”، هدفها التأثير على الرأي العام وصنع القرار السياسي، وعلى وجه الخصوص، من خلال قنوات”أر تي”  التلفزيونية ووكالة أنباء “سبوتنيك”.

وكان جهاز الأمن السويدي قد ذكر في تقريره السنوي، الذي نشر العام الماضي التالي:” إلى جانب دائرتي الاستخبارات والأمن الروسيتين، يمكننا أن نرى في السنوات الأخيرة توظيف وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الروسية، وبدعم مالي كبير، لتصبح أداة موالية للسلطات. وهذه المؤسسات الإعلامية تعمل داخل روسيا وخارجها، ومن بينهاأر تي  وسبوتنيك”.

وأضاف التقرير أن روسيا وسعت، بعد اندلاع الصراع في أوكرانيا، وسائل نفوذها على الدول الأخرى، فـ”روسيا تتحدث بنفسها حول خوض حرب غير مباشرة. نعتقد أن هذا مصطلح جيد. وهذا لا يتعلق بالوسائل العسكرية فحسب، ولكن أيضا بالاقتصادية والسياسية والدبلوماسية أو ذات الصلة بمصادر المعلومات”.

وأشار إلى أن من بين القضايا التي ترغب روسيا في أن تؤثر عليها، مسألة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، والخلافات داخل الاتحاد الأوروبي، طمعا باتخاذ قرار مبكر بشأن رفع العقوبات عن روسيا.

ليس أبلغ من كلمة اختصر بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرد على هذه الترهات، حين استخدم كلمة “بلداء” فغدت الأبرز والأكثر انتشارا بين الجمهور، سواء في شبكة الانترنت أو شبكات التواصل الاجتماعي، للإشارة في مناسبات مختلفة إلى مجموعة متنوعة من الإجراءات والتصريحات الخاطئة والعنيفة وغير المبررة أوغير المفهومة من جانب واشنطن وحلفائها الغربيين، تجاه روسيا.

وقالت رئيسة تحرير شبكة قنوات”أر تي”  ووكالةسبوتنيك”تعليقا على تقرير الاستخبارات الأمريكية حول “التدخل الروسي” المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية “أخيرا، تمكنت من استيعاب المعنى العميق لكلمة وزيرنا سيرغي لافروف المعبرة . تذكرونها بلا شك”.

وقدم جيمس كاردن، الموظف السابق في وزارة الخارجية الأمريكية تحليلا للمقالات المعادية لروسيا التي نشرت في وسائل الإعلام الغربية مؤخرا، فاستنتج هذا الدبلوماسي السابق الذي يعمل حاليا محللا سياسيا في مجلةذي نيشين”الأمريكية، أن وسائل الإعلام الغربية لدى تغطية الأحداث في روسيا لا تلتزم حتى بأبسط معايير العمل الصحافي .وذكر بأن الحكومة الروسية واجهت خلال الأشهر الماضية، اتهامات عديمة الأساس باختراق الشبكة الإلكترونية الخاصة باللجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي الأمريكي، وتنظيمبريكسيت، ودعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتمكينه من الفوز، بالإضافة إلى تهم سخيفة أخرى.

وتابع كاردن أنه لم يعد سرا على أحد أن توجيه التهم عديمة الأساس إلى الحكومة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين تحول خلال السنوات الأخيرة إلى “صناعة إعلامية مزدهرة”. وأضاف أن صحيفة “واشنطن بوست” تعد “زعيمة لهذه الصناعة.

لكن بعض وسائل الإعلام الأمريكية ذهبت أبعد من ذلك. وجاء في مقال نشر في ” نيويورك أوبزرفر”أن مجموعة “قراصنة داعش” تعمل أيضا لصالح الحكومة الروسية. وبدورها اتهمت مقدمة البرامج في قناة ” MSNBC” راتشيل مادو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأنه يقف شخصيا وراء هجمات القراصنة.

ومن الاتهامات الأكثر سخافة، ذاك التقرير الذي نشرتهتلغرافالبريطانية حول يد الكرملين في الاشتباكات بين مشجعي كرة القدم الروس والبريطانيين أثناء بطولة الأمم الأوروبية في فرنسا. واعتبرت الصحيفة أن الهدف من هذه الاشتباكات كان يكمن في إثارة وضع يؤدي لطرد الفريق البريطاني من “يورو”، وصب الزيت على نيران حركة” بريكسيت” .

وتابع جيمس كاردن قائلا أن الصحفيين الغربيين بدأوا الأحاديث عن صلة بوتين بدفع بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى قبل نشر نتائج الاستفتاء حول هذا الأمر. وكتبت “الغارديان” وصحف بريطانية أخرى أن “اتحادا أوروبيا بلا بريطانيا” يعد أمرا يصب في مصلحة الكرملين وبوتين، وذلك على الرغم من إصرار الرئيس الروسي على النأي بنفسه عن هذه المسألة جملة وتفصيلا.

واعتبر كاردن أن هذا كله يمكن اعتباره أمرا مثيرا للضحك، لو لم تكن له عواقب جيوسياسية وخيمة. وحذر من أن نشر المعلومات المشوهة عن روسيا في وسائل الإعلام الغربية يؤدي إلى نسف أي إمكانية لتخفيف التوتر في العلاقات بين موسكو وواشنطن.

وحتى “بي بي سي” المعروفة باتزانها كرّست 30 دقيقة من بثها لتقرير أعده جون سويني المعروف بمواقفه المعادية لروسيا واستهله بعبارة، “هل ساعد فلاديمير بوتين دونالد ترامب بالفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟”.ولم تمض بضع ثوان على انطلاق البرنامج “التحليلي” الذي لم يبرز أي دليل يعزز الطرح المؤمن بدعم الحكومة الروسية لترامب في فوزه، حتى أجمع الخبراء المدعوون إلى البرنامج وبشكل لا يدع مجالا للشك، على أن الفضل في فوز ترامب يعود لموسكو.

وفي مقدمة الحجج التي أوردها سويني، أن ترامب يدير نشاطاته التجارية في روسيا منذ أمد طويل، الأمر الذي يؤكد ارتباطه بـ”المافيا الروسية”، معيدا إلى الأذهان مسابقة “ملكة جمال الكون” التي يشرف عليها ترامب وأجريت في موسكو سنة 2013.وبين “الأدلة والبراهين” على “ارتباط” دونالد ترامب بالحكومة الروسية، لفت سويني النظر إلى أن الأمر قد وصل بترامب إلى زيارة بعض أعضاء فريقه روسيا، وإدلائهم بتصريحاتهم الصحفية عبر شاشة قناة”ار تي”الروسية، كما لو أن التصريح لقناة تلفزيونية معروفة امر خطير فيه شبهة جناية أو جنحة.

والدليل الإضافي “القاطع” المكون من شقين ويعزز حجج سويني، هو “أن الجميع في الولايات المتحدة باتوا على يقين تام بأن موسكو كانت وراء خرق مواقع الحزب الديمقراطي رغم انعدام الأدلة التي تثبت ذلك، ومجاهرة ترامب بدعمه روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا التي لا يقصف فيها الطيران الروسي إلا المدنيين حصرا”حسب قوله.أما الحجة الأخيرة التي “تثبت” تورط ترامب في علاقة حميمة مع الكرملين حسب سويني، فهي إعلان بوتين أنه “لم يكن أحد سوى القيادة الروسية يؤمن بفوز ترامب”.

المذيع جون غونت، اعتبر في تعليق على الفيلم المذكور أن “بي بي سي” في موادها من هذا القبيل إنما تعكس موقف القيادة البريطانية الحالية متجاهلة بذلك مبادئئ الصحافة ومعاييرها. وتابع : “لقد تجلى هذا الموقف بشكل واضح في بريطانيا خلال حملة الاستفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والحملة الانتخابية الأمريكية. “بي بي سي” نسيت حقيقة أنه يترتب على الصحافة أن تتمتع بالحرية في بلادنا، ونسيت كذلك ما معنى الموقف النزيه”.

ووصف غونت الفيلم بأنه “مثال لصحافة السوق العدوانية والمتدنية التي تورد النبأ بلا أي دليل على صحته، وبأنهم أرادوا من ورائه ببساطة تشويه صورة ترامب وبوتين وروسيا بأكملها”.

برايان بيكر منسق الحركة البريطانية المناهضة للحروب أكد أن من يطلع على ميثاق “بي بي سي” الجديد يتضح له أنها تلتزم في أدائها الموقف الذي تتبناه وزارة الخارجية البريطانية.وأضاف: “لقد جرت العادة على اعتبار أن “بي بي سي” تتبنى في عملها أرفع المعايير والآداب الصحفية، وربما الاستقلالية كذلك، إلا أن جميع هذه الميزات ليست إلا صفات تتظاهر بامتلاكها”.

الرئيس فلاديمير بوتين،كان بليغا في ردّه حين قال إن “أصحاب هذه التلفيقات أسوأ من العاهرات”. وأضاف: “هؤلاء، لا يعرفون أي حد أخلاقي…”.

الأفضل للساسة الغربيين أن يفكروا مرات ومرات بعبارة جورج واشنطن،اول رئيس للولايات المتحدة الامريكية: “إذا سلبنا حرية التعبير عن الرأي فسنصير مثل الدابة البكماء التي تقاد الي المسلخ” قبل ان يطلقوا التهم جزافا بحق روسيا ويحاولوا تعليق فشلهم على مشجب قناة “أر تي” ووكالة “سبوتنيك” اللتين يملك الأوروبيون والأمريكيون عشرات الأقنية والوكالات من أمثالهم!.

ونذكّر الذين ترعبهم حرية الكلمة والرأي في الغرب، بأن المواثيقُ الدَّولية، وإعلانات حُقُوق الإنْسان كلها نصّت على ضرورة احترام حُرية التعبير والرأي، فجاء في المادة التاسعة عشرة من الإعلان العالمي لِحُقُوق الإنسان ما نصّه:

1- لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير.

2- يشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء، دون مضايقة أو تدخل.

3- له الحق في التماس الأنباء والأفكار، وتلقّيها ونقلها إلى الآخرين بأية وسيلة، ودونما اعتبار للحدود.

سعيد طانيوس

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button