الانقلاب والفساد ومعاداة السامية في قلب الحملة الانتخابية بموريتانيا
اشتدت حدة الاتهامات المتبادلة بين أبرز المرشحين للفوز بمقعد رئاسة موريتانيا خلال الانتخابات المزمع إجراؤها يوم 18 جويلية، وتراوحت هذه التهامات بين التخوين واستعمال المال ومعاداة السامية وأخطرها كانت التلويح بمعاودة الانقلاب.
انتقد كل من مرشح حزب التواصل الإسلامي، جميل ولد منصور وحملة مرشح الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية مسعود ولد بلخير التصريحات الأخيرة التي أطلقها مؤخرا الجنرال محمد ولد عبد العزيز التي قال فيها أن ”الجيش ضحى سنة 2005، في إشارة إلى الانقلاب على ولد الطايع، وضحى سنة 2008، في إشارة إلى الانقلاب على ولد الشيخ عبد الله، وما يزال مستعد للتضحية”. وهو ما اعتبر تهديدا بالانقلاب من طرف ولد عبد العزيز في حال ما إذا خسر الانتخابات، حيث قال ولد منصور في هذا الصدد بأنه يرفض ”تصريحات المرشح لسببين الأول أنه مرشح كبقية المرشحين وليس ناطقا باسم المؤسسة العسكرية، والثاني أن أي تدخل للجيش في السياسة مرفوض من حيث المبدأ”.
من جانبه، اعتبر يحيى ولد سيدي المصطفى، مدير حملة المرشح ولد بلخير، أن ولد عبد العزيز لوّح في خطابات مؤخرا بأنه سينقلب على النتائج، وأن الجيش سيتدخل إذا خسر الاقتراع لمنع الانتقال الديمقراطي وفرض الأمر الواقع مجددا. وحذّر ولد سيدي المصطفى في مؤتمر صحفي من المخاطر الكبيرة لمثل هذه النوايا والتصريحات، وأكد أن المعارضة لن تقبل بأي حال انقلابا جديدا، وستقبل فقط انتخابات شفافة ونزيهة. وفي محاولة منه لتمييز نفسه عن باقي المرشحين وسّع ولد عبد العزيز من دائرة اتهاماته لأبرز منافسيه، حيث اتهم كل من زعيم المعارضة أحمد ولد داده والمرشح المستقل العقيد أعلي أحمد ولد فال بالفساد وقال بأنه سينشر ملفات عن تورطهما في قضايا الفساد وأنهما سيضطران لمغادرة البلاد قبل الشوط الأول من الانتخابات.
إلى جانب آخر، اتهم محمد ولد عبد العزيز الجبهة المناهضة للانقلاب التي يترشح عنها ولد بلخير بالتعاون مع الولايات المتحدة والحركات اليهودية، لتوريط وتشويه سمعة الجيش الموريتاني باتهامه بمعاداة السامية، وقال إن معاداة اليهودية ”شرف عظيم لنا” متوعدا بالكشف عن هوية شخص يتجول في أمريكا يقوم بمهمة تشويه الجيش واتهامه بمعاداة اليهودية. لكن الجبهة وصفت هذه الاتهامات بالأكاذيب وقالت أن من يتعامل خفية مع الصهاينة المرشح ولد عبد العزيز، وأبرز دليل دعوته إلى قطع العلاقات بإسرائيل وطرد سفيرها، ثم تبين حسبها أن ما حدث فقط تغيير مكان السفارة من مكانها السابق وتوجد تحت حراسة أمنية مشددة.
– الخبر “الجزائرية”